Translate


الاثنين، سبتمبر 06، 2010

الوسواس القهري جنون العقلاء



التعريف ومعدل الانتشار:  الاسم الشائع بين الناس لمرض (الأفكار التسلطية والسلوك القهري) أو باللغة اللاتينية Obsessive Compulsive Disorder ويختصر بـ OCD.
هو مرض شائع تصل نسبته إلى 2.5% من الناس، يصابون به بشكل متساوى بين الذكور والإناث إلا في مرحلة الطفولة؛ فإن الذكور نسبة إصابتهم أكبر. يعتبر رابع الأمراض النفسية من ناحية الشيوع بعد أمراض الرهاب، وسوء استخدام المخدرات والاكتئاب.


الوسواس القهري هو نوع من التفكير التسلطي "يلازم المريض ويحتل جزءًا من وعيه وشعوره مع اقتناعه بسخافة هذا التفكير، مثل تكرار ترديد جمل أو أفكار أو أفعال تظل تلاحقه، وتأتي ضد رغبته ويحاول جاهدًا مقاومتها رغم قناعته بنشأتها من داخله. وهو أيضًا سلوك قهري واعٍ يجد المريض نفسه مجبرًا على القيام به رغم إرادته ورغم أنه يستهلك الكثير من جهده ووقته. قد تحدث درجة خفيفة من هذه الأفكار عند كل إنسان فترة من فترات حياته، ولكن الوسواس القهري يتدخل ويؤثر في حياة الفرد وأعماله الاعتيادية وقد يعيقه تمامًا عن العمل.
وإذا تم تشخيص حالتك أو حالة شخص تهتم به على أنه مصاب بمرض الوسواس القهري المرضي، فقد تشعر أنك الشخص الوحيد الذي يواجه صعوبات هذا المرض. ولكنك لست وحدك؛ لأن نسبة هذا المرض حوالي 2.5%، وهذا يعني أنه يعاني حاليًا واحد من كل خمسين من الناس من هذا المرض، وربما كان ضعف هذا الرقم قد عانوا من هذا المرض المرضي في فترة ما من حياتهم. ولكن لحسن الحظ، فإن العلاجات الفعَّالة متوافرة حاليًا لهذا المرض لمساعدتك على الحصول على حياة أكثر راحة.


أسباب المرض: أسباب المرض بشكل عام غير معروفة على وجه الدقة، ولكن توجد عوامل كثيرة تؤدي إليه، وهي كالتالي:
1) عوامل بيولوجية:
أ‌. اضطراب: نسبة النواقل العصبية في الفراغات الموصلة بين خلايا الدماغ، وأهمها مادة السيروتونين Serotonin التي أثبتت البحوث أنها المادة الأهم في هذا المرض فانخفاضها في هذه الفراغات الموصلة تؤدي للكثير من الاضطرابات كالوسواس القهري والاكتئاب وأمراض القلق الأخرى. واستحوذت هذه المادة ونواتجها على جل اهتمام الباحثين نتيجة التغيرات الكبيرة التي تحصل فيهما في سوائل الدماغ وخلاياه.  مادة أخرى مهمة هي الأدرينالين أو الأبينيفرين والتي تشير البحوث إلى أن اضطراب نظامها له علاقة بنشوء أعراض الوسواس القهري.

ب‌. الصور: الإشعاعية للدماغ (المقطعية والرنين المغناطيسي) أثبتت وجود اختلال بوظائف بعض فصوص الدماغ (الفص الأمامي)، ومناطق أخرى. كما أظهرت الفحوصات المتقدمة والمعقدة وجود نشاط مفرط في عمليات الأيض وتدفق الدم في بعض مناطق الدماغ. الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي يظهر أيضًا وجود ضمور في بعض الأجزاء الداخلية والعميقة في الدماغ.

ت‌. الوراثة: أثبتت كل الدراسات أهمية العامل الوراثي في هذا المرض؛ إذ تصل نسبة الإصابة في أقرباء المريض من الدرجة الأولى إلى ما نسبته 35%، كما أن دراسة التوائم أثبتت أن التوائم المتماثلة Monozygotic Twins أكثر بكثير مما هو الحال في التوائم غير المتماثلة Dizygotic Twins.

ث‌. عوامل بيولوجية أخرى: أثبتت دراسات التخطيط الكهربي للدماغ (EEG) ودراسات الهرمونات وجود اختلالات شبيهة بتلك الموجودة في الاكتئاب كتأخر وصول المريض لمرحلة حركة العين السريعة REM أثناء النوم، وكذلك قصور تأثر هرمون النمو بعد حقن مادة الكلونيدين.

2) عوامل سلوكية:
تبعًا لنظرية الاستجابة الشرطية فإن بعض العوامل المحايدة في حياة المريض تصبح مصاحبة أو مهيجة للقلق والخوف؛ ولذلك يلجأ المريض لتخفيف وساوسه (الأفكار المتسلطة أو الجزء الخفي من المرض) إلى القيام بالـ(السلوك القهري أو الجزء الظاهر من المرض)، وعندما يجد المريض أن قيامه بالطقوس يخفف قلقه فإنه يدخل في حلقة مفرغة بين هذه الأشياء: فكرة - قلق - طقوس، وهكذا...

3) عوامل نفسية اجتماعية:
أ) عوامل نفسديناميكية: سجموند فرويد أخذ مبدأ ما يسمى الآن بالوسواس القهري وسماها آنذاك العصاب الوسواسي. ويعتقد فرويد أنها وسيلة دفاع ضد المخاوف والقلق كما يعتقد أيضًا بنظرية (النكوص) أو الرجوع إلى المرحلة الشرجية Anal Stage من مراحل النمو الأولى في تطور شخصية الإنسان.

ب) عوامل الشخصية: هناك اضطراب يسمى الشخصية الوسواسية منذ الطفولة ومراحل المراهقة الأولى (ونقول فلان وسواسي بطبعه) وهي تختلف عن مرض الوسواس القهري الذي نتكلم عنه هنا؛ إذ إنها أخف وطأة وأقل إزعاجًا للمريض والمحيطين به.
]هنا وبين حاصرتين أشدد على أن الدين لا يسبب الوسواس القهري أبدًا، كما يشاع بين عامة الناس، بل العكس تمامًا الدين له علاقة علاجية قوية[


خصائص المرض الإكلينيكية (السريرية):
عادة ما يتجه المصابون بالوسواس القهري إلى أطباء آخرين غير الطبيب النفسي كأطباء الجراحة والباطنية والجلدية، وقد يتأخر طلب الخدمة الطبية النفسية المتخصصة إلى مدة قد تصل من 5 إلى 10 سنوات منذ بداية المرض يظل خلالها المريض يعاني دون طلب المساعدة مع شدة الأعراض، مما يؤدي إلى ظهور مضاعفات أخرى كالاكتئاب وتناول الخمور ومحاولات الانتحار وتغير طبيعة الشخصية وأشياء أخرى لا حاجة للتفصيل فيها هنا.

ما هي أعراض مرض الوسواس القهري:الوساوس: الوساوس هي الأفكار والصور والدوافع الغريزية التي قد تحدث بشكل متكرر وتحس بأنها خارجة عن إرادتك. وعادة لا يريد الشخص أن يفكر بهذه الأفكار ويجدها مضايقة له، ويجد نفسه مرغمًا عليها ويحس عادة بأن هذه الأفكار لا معنى لها في الحقيقة. وقد يقلق الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري بشكل زائد عن الحد من الجراثيم والأتربة، وقد يحسون أنهم مرغمين على التفكير بشكل مستمر في فكرة أنهم قد التقطوا عدوى أو أنهم سيعدون الآخرين. وقد يفكر هؤلاء الأشخاص بشكل متكرر في أنهم قد آذوا شخصًا ما... ربما خلال إخراجهم للسيارة من ممر الجراج، أو فكرة أن يقوم المريض في المسجد أثناء الصلاة فيسب الله. ويستمر هؤلاء الأشخاص في التفكير بهذه الفكرة على الرغم من أنهم يعرفون عادة أنها ليست حقيقية. وترتبط بالوساوس أحاسيس غير مريحة مثل الخوف والاشمئزاز والشك.

الأعمال القهرية: يحاول الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري في العادة أن يخففوا من الوساوس التي تسبب لهم القلق عن طريق القيام بأعمال قهرية يحسون بأن عليهم القيام بها. والأعمال القهرية هي أعمال يقوم الإنسان بعملها بشكل تكراري وعادة ما يتم القيام بهذه الأعمال طبقًا لقواعد محددة. فقد يقوم الأشخاص المصابون بوسواس العدوى بالاغتسال مرات ومرات وبشكل مستمر حتى إن أيديهم تصبح متسلِّخة وملتهبة من كثرة الاغتسال. وقد يقوم الشخص بالتأكد مرات ومرات من أنه قد أغلق الموقد أو المكواة في مرضى الوسواس القهري المتعلق بالخوف من احتراق المنزل. وعلى العكس من الأعمال القهرية الأخرى كشرب الخمور القهري والمقامرة القهرية، فإن الوساوس القهرية لا تمنح صاحبها الرضا أو اللذة، بل يتم القيام بهذه الأعمال المتكررة "الطقوس" للتخلص من عدم الارتياح الذي يصاحب الوساوس.

بعض الصفات الأخرى لمرض الوسواس القهري:
تسبب أعراض الوسواس القهري القلق والتوتر وتستغرق وقتًا طويلاً (أكثر من ساعة في اليوم)، وتحول بشكل كبير بين قيام المرء بعمله، وتؤثر في حياته الاجتماعية أو في علاقاته بالآخرين.
ويدرك معظم الأشخاص المصابون بالوسواس القهري أن وساوسهم تأتي من عقولهم ووليدة أفكارهم، وأنها ليست حالة قلق زائد بشأن مشاكل حقيقية في الحياة، وأن الأعمال القهرية التي يقومون بها هي أعمال زائدة عن الحد وغير معقولة. وعندما لا يدرك الشخص المصاب بالوسواس القهري أن مفاهيمه وأعماله غير عقلانية، يُسمى هذا المرض بالوسواس القهري المصحوب بضعف البصيرة.
وتميل أعراض الوسواس القهري إلى التراجع والضعف مع مرور الوقت. وبعضها لا يعدو كونه بعض الخواطر الخفيفة التي لا تعيق التفكير والعمل، بينما تسبب بعض الأعراض الأخرى ضغطًا شديدًا على المريض.
الأعراض والتصرفات السلوكية المرتبطة بمرض الوسواس القهري مختلفة وواسعة المجال. والشيء الذي يعتبر مشتركًا بين هذه الأعراض هو السلوك العام غير المرغوب فيه أو الأفكار التي تحدث بشكل غالب متكرر عدة مرات في اليوم. وإذا استمرت الأعراض بدون علاج، فقد تتطور إلى درجة أنها تستغرق جميع ساعات الصحو الخاصة بالمريض.

بعض الأعراض والتصرفات قد تشمل على الآتي:

  • التأكد من الأشياء مرات ومرات مثل التأكد من إغلاق الأبواب والأقفال والمواقد... إلخ.

  • القيام بعمليات الحساب بشكل مستمر "في السر" أو بشكل علني أثناء القيام بالأعمال الروتينية.

  • تكرار القيام بشيء ما عددًا معينًا من المرات. وأحد الأمثلة على ذلك قد تكون تكرار عدد مرات الاستحمام.

  • ترتيب الأشياء بشكل غاية في التنظيم والدقة إلى درجة الوسوسة.. بشكل غير ذي معنى لأي شخص سوى المصاب بالوسوسة.

  • الصور التي تظهر في الدماغ وتعلق في الذهن ساعات طويلة.. وعادة ما تكون هذه الصور ذات طبيعة مقلقة.

  • الكلمات أو الجمل غير ذات المعنى التي تتكرر بشكل مستمر في رأس الشخص.

  • التساؤل بشكل مستمر عن "ماذا لو"؟...

  • تخزين الأشياء التي لا تبدو ذات قيمة كبيرة -كأن يقوم الشخص بجمع القطع الصغيرة من الفتل ونسالة الكتان من مجفف الثياب. ويقوم الشخص عادة بادخار هذه الأشياء في ظل إدراك يقول "ماذا لو احتجت هذه الأشياء في يوم ما؟" أو أنه لا يستطيع أن يقرر ما الذي يتخلى عنه؟

  • الخوف الزائد عن الحد من العدوى - كما في الخوف من لمس الأشياء العادية بسبب أنها قد تحوي جراثيم.

من أنواع الوساوس:
1) التلوث Contamination:
وهو الأكثر شيوعًا في صور الوسواس القهري، وفيها تتسلط على المريض فكرة التلوث وعدم النظافة فيستجيب لها بكثرة وتكرار الغسيل، وكذلك تجنب مصادر التلوث (حسب اعتقاده)، فمثلاً تجده لا يمسك سماعة الهاتف إلا بالمنديل، ويبعد السماعة عن أذنه وفمه. مما يزعج المريض في هذا النوع هو أن مصادر التلوث هي جزء من حياتنا اليومية كدخول دورة المياه للتبرز أو التبول وكذلك الغبار والأتربة والجراثيم. وغالبًا ما يعتقد المريض أن التلوث ينتقل من مكان إلى آخر ومن الأشخاص إلى الآخرين، وهكذا... وعادة يشعر بالقلق الشديد والقرف. (تلاحظ بعض السيدات حينما تستضيف صديقتها فإنها لا تجلس في المكان المخصص لجلوس الآخرين، بل تجلس على أطراف الكنب أو المساند أو تكتفي بالوقوف أو تجلس بوضعية القرفصاء).

2) الشك Pathological Doubt:
من ضمن الأعراض أن يقوم المريض بتكرار بعض الأعمال مثلاً أن يعود للحمام عدة مرات لغسل يديه ظنًّا منه أنه لم يقُم بغسلها من قبل.  وهو الثاني من ناحية الشيوع مثلاً يشك المريض أنه أغلق أنبوبة الغاز فيعود مرات ومرات ليتأكد. عادة ما يرتبط هذا النوع بأفكار الخطر كإغلاق النوافذ قبل النوم وإغلاق أنبوبة الغاز والتأكد من بعد الخطر من أسلاك الكهرباء والتعامل معها بحذر أكثر من المطلوب عادة.

3) الأفكار الإقحامية أو التسلطية Intrusive Thoughts:
هو الثالث من ناحية الشيوع. وغالبًا تكون دون سلوك قهري، أي أنها أفكار فقط دون استجابة عملية. نوع مزعج جدًّا؛ لأن صورها غالبًا ما تكون صورًا أو أفكارًا جنسية أو غير أخلاقية مع الأقارب أو الأطفال أو مع الناس المقدسين كالأنبياء أو تكون على شكل رغبة عدوانية لإيذاء الآخرين. غالبًا يشعر المريض معها بالذنب وتأنيب الضمير ويصاحبها الشعور بالدونية والكآبة، وبالذات لو أصابت رجال الدين أو المتدينين عمومًا.

4) التناظر Symmetry:
لشعور بالحاجة لتناظر الأشياء ودقتها وترتيبها. فتجده يرتب مكتبه وأوراقه بدقة متناهية ولا يشعر بالراحة إلا بوجود التطابق التام في أطراف أوراقه. كذلك يجد صعوبة في القيام بالنشاطات اليومية كحلاقة ذقنه بشكل لا بد أن يكون متناظرًا تمامًا حسب ما يراه هو.

5) وسواس الأفكار الاجترارية:
هو الوقوع في شراك مجموعة من الأفكار متعلقة بموضوع معين بحيث لا يستطيع المريض التوقف عنها، وعادة ما يكون الموضوع نفسه من المواضيع التي لا معنى للتفكير فيها، مثل التفكير فيما حدث خلال اليوم من أقوال وأفعال من الشخص، وممن قابلهم وكأنما يسترجع الشخص الأحداث مهمة وغير مهمة ودون أن يستطيع التوقف عن ذلك ... وعادة ما يشك في ذاكرته ويحس أنه نسي، وما دام قد نسي فمن الممكن أن تكون أشياء خطيرة قد حدثت، وهكذا يحاول التذكر وإعادة التذكر، ثم يفند الأدلة على ما حدث وما لم يحدث، وهكذا...
وقد يكون موضوع الاجترار الوسواسي من المواضيع المحرمة شرعًا بالنسبة للشخص أن يخوض فيها مثل من خلق الله؟ أو كيف يستطيع الله أن يراقب كل هذا الكم من البشر إلى آخره. ونستطيع في هذه الحالة أن نعرف الاجترار الوسواسي بأنه "طغيان للتفكير الاجتراري فيما لا يرى صاحبه فائدة من وراء التفكير فيه"، وأظن هذا التعريف أكثر قربًا مما يحدث لمريض الوسواس القهري فهو رغم وعيه بلا جدوى تفكيره فإنه لا يستطيع وقفه، أي أنه وعي مع وقف التنفيذ كما يسميه الدكتور (الرخاوي).

وتختلف نوعية محتوى الأفكار الاجترارية ورد فعل المريض تجاهها من مريض لآخر إلى الحد الذي يجعل الأمر أكبر من أن يستوعبه تفسير واحد:
1- فبعضهم يكون محتوى التفكير الاجتراري نفسه هو المرفوض، بمعنى أنه لا معنى له، كمن يفكر في معنى ومغزى أن يكتب على ياقة القميص الجديد "يغسلُ قبل اللبس"، وهل يعني ذلك أن يغسل قبل اللبس في أول مرة فقط أم في كل مرة؟ وهل يعني ذلك أنه لن يستطيع لبسه إلا مبتلاًّ؟؟ أو أن محتوى الأفكار الاجترارية يأخذ شكلاً لا يليق بأمثالهم أن يفكروا به، كمن تدور أفكارها الاجترارية حول طعن أبنائها بالسكين أو خيانة زوجها أو ممارسة الجنس مع أخيها أو ابنها أو كيف يا ترى يكون شكل الله تعالى؟

2- وبعضهم يكون اعتراضه لا على المحتوى في حد ذاته، ولكن على عملية التكرار اللاإرادية نفسها، لكنهم يرون الموضوع جديرًا بالتفكير فيه، ويحدث ذلك عادة عندما يكون المحتوى متعلقًا بموضوع هو من اهتمامات المريض الأساسية في حياته كالحلال والحرام مثلاً.

هل جميع الأشخاص المصابين بمرض الوسواس القهري مغرمون بتكرار الغسل؟
كلا.. يعبر مرض الوسواس القهري عن نفسه بالعديد من الطرق، ويعاني الأشخاص المصابون به عادة من مجموعة مركبة من الأعراض، ويعاني معظم الأشخاص المصابين بمرض الوسواس القهري من صعوبات مشتركة بالنسبة للنشاطات اليومية، مثل: البطء والتمهل، والسعي نحو الكمال، والتأجيل، وعدم القدرة على اتخاذ القرار، وتثبيط الهمة مع وجود مشاكل بالنسبة للحياة العائلية.

إذا كنت أعاني من هذه الأعراض أو التصرفات، فهل أكون مصابًا بالوسواس القهري؟
يعتمد هذا كثيرًا على درجة تدخل هذه الأعراض والسلوكيات في تفكيرك وقدرتك على القيام بالوظائف الأساسية في الحياة. إذا كنت تشعر أنك مصاب بأي من هذه الأعراض أو أعراض ذات طبيعة مشابهة، فراجع طبيبًا نفسيًّا متخصصًا في مرض الوسواس القهري، وناقش معه الأعراض المرضية التي تشعر بها.

هل يعتبر مرض الوسواس القهري أحد الأعراض المرتبطة بالقلق؟
نعم، تسبب الوساوس القهرية قلقًا نفسيًّا ينتج عنه الحاجة إلى القيام بالأعمال القهرية التي توفر إحساسًا مؤقتًا بالراحة.

هل مرض الوسواس القهري مرض جديد؟
لا، عبر التاريخ تم اكتشاف أمراض جديدة، وتم جمع المزيد من المعلومات عن هذه الأمراض، ولكن تم العثور على وثائق تدل على وجود مرض الوسواس القهري عبر القرون السابقة. وفي الماضي كان يتم كتمان مرض الوسواس القهري عن الأطباء والعاملين الآخرين في مجال الصحة النفسية، ولكن بعد ظهور الطرق الحديثة للعلاج تقدم المزيد من الأشخاص للعلاج من مرض الوسواس القهري. وللأسف، فما زال المرض النفسي يعتبر وصمة عار، ولكن مع مرور الوقت يأمل الخبراء والأطباء معًا في أن يتم تغيير ذلك.

لماذا لا يتحكم مرضى الوسواس القهري في سلوكهم المرضي؟
يتمنى معظم المصابين بمرض الوسواس القهري بشدة أن يكونوا قادرين على التوقف عن الأفعال القهرية. ولكن المشكلة الأساسية في عدم التوقف هو القلق النفسي. حيث يعاني الشخص المصاب بمرض الوسواس القهري من القلق الحاد من الأعراض التي يركز عليها والتي تعلق بذهنه. فهم يريدون التأكد من أن العرض المرضي الذي يقلقهم (الشك في الطهارة مثلاً) قد تم عمله بصورة كاملة. ويعتبر مرض الوسواس القهري هو مرض الشك، فيحس الشخص المصاب بهذا المرض بأنه لا يمكنه أن يتأكد من أن الشيء الذي يقلقه قد تم إنجازه بشكل كامل. وعادة ما تعبر هذه الرغبة عن نفسها في شكل أعمال قهرية مثل غسيل اليدين... فلا يستطيع الشخص -مهما حاول بجدية- أن يشعر بأن يديه نظيفة حقيقة. فهناك دائمًا سؤال حول "ماذا لو؟" مثل "ماذا لو كنت قد تركت بقعة صغيرة جدًّا؟"؛ ولهذا يستمر هؤلاء الأشخاص في غسيل أيديهم. ومع القيام بالأعمال القهرية، يتزايد القلق إلى مستويات مرعبة إذا لم يستمر المريض في القيام بهذا العمل القهري.

هل الشخص المصاب بمرض الوسواس القهري مجنون؟
كلا.. الشخص الذي لا يدرك أن التصرفات والأفكار الخاطئة التي يشعر بها هي أشياء غير طبيعية هو شخص مصاب بمرض عقلي. ولكن يدرك معظم الأشخاص المصابين بمرض الوسواس القهري أن تصرفاتهم غير عقلانية؛ ولذلك فإن الأشخاص المصابين بمرض الوسواس القهري ليسوا مجانين.

هل مرض الوسواس القهري مرض نفسي أم عضوي، أم كلاهما؟
يعتبر مرض الوسواس القهري ذا مكونات نفسية وعضوية في نفس الوقت. فقد لوحظت سلوكيات مشابهة لمرض الوسواس القهري في الحيوانات مثل الكلاب والجياد والطيور. وقد تم التعرف على تركيبات غير طبيعية في الدماغ تتدخل وتسبب التعبير عن أعراض الوسواس القهري. وتتحسن هذه التركيبات غير الطبيعية بالدماغ مع المعالجة الناجحة عن طريق الأدوية والعلاج السلوكي.

هل مرض الوسواس القهري مرض مكتسب أم أن الناس يولدون به؟
بعض الأشخاص يكون لديهم الاستعداد الوراثي لمرض الوسواس القهري. ولكن مثل هذا الاستعداد لا يعبر عن نفسه دائمًا، أي لا يؤدي إلى ظهور المرض. وفي بعض الأحيان يتم ظهور أعراض الوسواس القهري بسبب حادثة أو وجود توتر نفسي شديد، ولكن لا بد أن يكون للمرء ميل مسبق لمرض الوسواس القهري لكي يصاب بهذا المرض.

هل يرتبط مرض الوسواس القهري بالاكتئاب؟
يعاني حوالي 60 - 90% من المصابين بمرض الوسواس القهري من حالة اكتئاب واحدة على الأقل في أحد مراحل حياتهم. وبعض مدارس العلاج السلوكي تعتقد أن مرض الوسواس القهري يسبب الاكتئاب، بينما يعتقد آخرون أن مرض الوسواس القهري يتزامن مع الاكتئاب.

علامات الاكتئاب:

  • فقدان الشهية والوزن.

  • الاستيقاظ في الصباح الباكر.

  • نقص الطاقة.

  • كثرة النوم.

  • الحزن.

  • البكاء خاصة مع عدم وجود سبب.

  • الأفكار الانتحارية.

  • الإحساس بعدم وجود أمل.

  • الإحساس بالعجز.

  • فقدان الاهتمام بمعظم الأنشطة.
ولا يعني وجود أحد هذه الأعراض أو أكثر من عرض ضرورة وجود الاكتئاب، ولكن إذا كان المرض شديدًا ويحول بينك وبين ممارسة حياتك، فيجب عليك السعي للعلاج.

هل مرض الوسواس القهري قابل للشفاء الكامل؟
كلا، ولكن من الممكن السيطرة عليه بنسبة قد تصل إلى 95% في معظم الأحيان.

هل هناك مشاكل في علاج مرض الوسواس القهري؟
أكبر المشكلات هي طبيعة المرض التي تدعو للتكتم، ونقص المعلومات عن مرض الوسواس القهري، والخوف من العلاج الطبي والخوف من مواجهة المخاوف في العلاج السلوكي.

لماذا يخفي العديد من المصابين بمرض الوسواس القهري مرضهم؟
عادة يحس المرضى بالخجل من القيام بالأعمال القهرية والتفكير في الأشياء الغريبة، بالإضافة إلى الخوف من اعتبارهم غريبي الأطوار أو مجانين.

ما مسار مرض الوسواس القهري بدون استخدام علاج؟
تضعف أعراض مرض الوسواس القهري وتقل قوته مع الوقت، ولكن عندما يترك بدون علاج يستمر إلى ما لا نهاية. وبدون العلاج، يحدث لحوالي 10% إلى 20% من المرضى نقص تلقائي في حدة المرض.

ما مسار مرض الوسواس القهري مع العلاج؟
جيدة جدًّا.. خاصة إذا كان المصاب عاقدًا العزم على العمل بجدية للشفاء. وتتحسن حالة 80% من المصابين بمرض الوسواس القهري بشكل كبير مع تناولهم العلاج المناسب من العلاج الطبي والعلاج السلوكي. وقد تحدث حالات انتكاس أو عودة إلى السلوكيات والأفكار غير المرغوبة، ولكن إذا كان الشخص عازمًا على التغلب على المرض، فيمكن حينئذ أن يتم التحكم في حالات الانتكاس قبل أن تزداد فتصبح حالة مرض وسواس قهري متكاملة المعالم.

ما وسائل علاج مرض الوسواس القهري؟
تعتبر الوسيلتان الأكثر فعالية في علاج حالات الوسواس القهري هي العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي. وعادة ما يكون العلاج في أعلى درجات فعاليته إذا تم الجمع بين العلاجين.

إلى أي حد يمكن للأدوية مساعدة مرضى الوسواس القهري؟
يختلف هذا باختلاف الشخص، ولكن يمكن توقع انخفاض قوة الأعراض بحوالي من 40% إلى 95% مع العلاج. وقد تستغرق الأدوية من 6 إلى 12 أسبوعًا لإظهار التأثير العلاجي الفعال. ويعتبر التأثير الأساسي لهذه الأدوية هو زيادة توافر مادة السيروتونين في خلايا المخ، ويؤدي هذا إلى تحسن حالة مرضى الوسواس القهري.

هل من السهل علاج مرض الوسواس القهري عن طريق العلاج السلوكي؟
كلا، ولكن الطريقة المثلى هي تقليل الوساوس والأعمال القهرية بشكل مستمر.

هل يمكن أن يؤثر الضغط العصبي على مرض الوسواس القهري؟
نعم، ومن الشائع أن نلاحظ أن حالات مرض الوسواس القهري تسوء خلال الفترات التي يكثر فيها الضغط العصبي. ولا يسبب الضغط العصبي الوسواس القهري، ولكن وجود فترة ضغط عصبي شديد مثل موت شخص محبوب أو ميلاد طفل أو حدوث طلاق قد يظهر بداية هذا المرض أو يتسبب في انتكاس حالة المصاب.

هل يحتاج الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري إلى الحجز في المستشفى؟
يمكن علاج الكم الأعظم من الأشخاص المصابين بمرض الوسواس القهري بدون الحاجة إلى دخول المستشفيات، ويمكن أن يؤدي العلاج الطبي والسلوكي لتحسن حالة معظم المرضى. ولكن قد يكون دخول المستشفى وسيلة هامة وقيمة لعلاج الحالات الأكثر حدة والتي لا يمكن لها أن تعالج خارج المستشفى.

هل تتغير الوساوس مع مرور الوقت؟
قد تتغير مواضيع الوساوس مع مرور الوقت. وفي بعض الأحيان، يضيف العقل وساوس جديدة، وفي بعض الأحيان الأخرى يتم استبدال وساوس جديدة تمامًا بالوساوس القديمة.

هل مرض الوسواس القهري مرض مُعْد؟
كلا، مرض الوسواس القهري مرض غير مُعْد.

إذا كان المرء مصابًا بمرض الوسواس القهري، فما فرص إصابة أطفاله به؟
على وجه العموم فإن 10% من أقارب المرضى المصابين بهذا المرض يعانون من نفس المرض، ويصاب حوالي 5 - 10% من الأقارب بأعراض خفيفة ترتبط بهذا المرض. ولكن خطر أن يصاب الطفل بمرض الوسواس القهري يختلف اعتمادًا على ما إذا كان الأب أصيب بالمرض في طفولته أو كبره (هناك نسبة أعلى لانتشار المرض بين أطفال الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض في الطفولة). وإذا كان كل من الأبوين يعاني من المرض، فإن الخطر يتضاعف، وتكون النسبة حوالي 20% في المتوسط.

هل يعاني كل شخص مصاب بمرض الوسواس القهري من الوساوس والأعمال القهرية؟
يعاني حوالي 80% من المصابين من خليط من الوساوس والأعمال القهرية، ويعاني 20% إما من وساوس أو أعمال قهرية.

هل يمكن للمرء أن يتغلب على المرض بالتفكير بعقلانية؟
في العادة كلا، فالمحاولة في التفكير بعقلانية أو تفسير الوسواس لا يحسن من التفكير ولا يخفف من الوساوس القهرية بصفة عامة.

هل هناك أساليب تساعد في وقف الوساوس قبل أن يصبح المرض شديدًا؟
نعم، والوسيلة الأكثر فعالية في وقف الوساوس هي وقف الأعمال القهرية، فعندما يتوقف المرء عن القيام بالأعمال القهرية، فإن الوساوس تقوى في البداية -مع زيادة الإحساس بالقلق-، ولكن مع مرور الوقت تقل قوتها وتصبح أقل إحداثًا للقلق.

ماذا أفعل عندما أحس بالرغبة في التوقف عن العلاج؟
من الطبيعي أن تحدث أحيانًا حالات قلق أو عدم ارتياح بشأن الاستمرار في العلاج.. ناقش مخاوفك مع طبيبك المعالج وعائلتك، وإذا أحسست أن الدواء لا يعمل بكفاءة أو يسبب لك أعراضًا جانبية غير مستحبة أخبر طبيبك بذلك.

لا تتوقف عن العلاج أو تعدل الدواء بنفسك. يمكن لك وطبيبك العمل معًا لإيجاد أفضل الأدوية بالنسبة لك. وكذلك، لا تشعر بالخجل من طلب رأي ثان من طبيب آخر، خاصة في حالة الاحتياج لعلاج سلوكي تعليمي. تذكر أنه من الأصعب أن تتحكم في مرض الوسواس القهري بنسبة 100%، ولكن ذلك أفضل من أن تستمر به؛ ولهذا فلا تخاطر بإيقاف العلاج بدون التحدث مع طبيبك المعالج.

خصائص المرض الإكلينيكية (السريرية):عادة ما يتجه المصابون بالوسواس القهري إلى أطباء آخرين غير الطبيب النفسي كأطباء الجراحة والباطنية والجلدية، وقد يتأخر طلب الخدمة الطبية النفسية المتخصصة إلى مدة قد تصل من 5 إلى 10 سنوات منذ بداية المرض يظل خلالها المريض يعاني دون طلب المساعدة مع شدة الأعراض، مما يؤدي إلى ظهور مضاعفات أخرى كالاكتئاب وتناول الخمور ومحاولات الانتحار وتغير طبيعة الشخصية وأشياء أخرى لا حاجة للتفصيل فيها هنا.



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق