Translate


الجمعة، سبتمبر 17، 2010

هل إستفاقت السعودية أخيرا وطردت الراشد


كتب عبد الله الفقير - صحيفة وكاد


تناقلت بعض وسائل الاعلام قبل ايام خبرا عن طرد "عبد الرحمن الراشد" مدير قناة العربية والذي قيل انه المسؤول عن جعل قناة العربية بوقا يلهج بحمد الامريكان ويسبح بقداستهم!.
فما اسباب هذا الطرد؟  
هل لان المرحلة القادمة تتطلب شخصية بمؤهلات جديدة ليس كعبد الرحمن الراشد الذي بات ورقة محروقة بل وممقوتة؟ ام انها صحوة متاخرة من قبل السعودية بعد ان اكتشفت مغبة الترويج للمشروع الامريكي ؟
واذا كانت صحوة متاخرة اواستفاقة,فما اسباب هذه الاستفاقة؟ هل لان النظام السعودي اكتشف الان فقط ان الامريكان "الكفار" لا عهد لهم ولا ذمة, وانهم تقاسموا الكعكة مع ايران واخرجوهم من المولد بلا حمص, بل وربما تقاسموا مع ايران على ان تكون السعودية هي الهدف التالي؟ ام لان النظام السعودي اكتشف الان فقط بان شعبيته في الوسط الاسلامي بلغت الحضيض وان احد اسباب ذلك الانحطاط في شعبية النظام السعودي هو ترويجه للمشروع الامريكي سياسيا واعلاميا ؟؟,وهل كان طرد الراشد بداية لتغيير السياسة الاعلامية للنظام السعودي؟؟,وهل سيشمل التغيير جميع وسائل الاعلام المدعومة سعوديا كجريدة الشرق الاوسط ومجموعة روتانا والام بي سي والال بي سي ,ام سيقتصر على قناة العربية فقط؟
يقول البعض ان احد اسباب طرد الراشد من العربية هو سماح قناة العربية لبعض الضيوف بالتهجم على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ووصم السعودية بالوهابية لكنا نعلم بان قناة العربية قد استضافت من قبل من قال بما هو اشد من هذا بحق السعودية ودعوة الشيخ عبد الوهاب,خصوصا وانها تدعي بانها تكفل حرية التعبير للضيوف,وبالتالي هل يعقل ان يكون هذا هو السبب الحقيقي في طرد الراشد؟ ثم وما دخل الراشد بما تكلم به احد الضيوف؟؟, ثم لنفرض ان ذلك كان سببا في طرده من العربية, فما دخل ذلك بطرده من جريدة الشرق الاوسط اذا؟
قبل ايام ,وفي سلسلة مقالاتنا عن دور انيس النقاش في ملف اغتيال الحريري تطرقنا الى الدور الخطير الذي لعبه عبد الرحمن الراشد في تغيير سياسة قناة العربية من جانب الحياد الى الارتماء الكامل في حملة الترويج للمشروع الامريكي، وتطرقنا الى تقرير صحيفة النيويورك التايمز الذي سرد تفاصيل هذا التغير في سياسة القناة بعد تولي الراشد امرها، ذلك التقرير الذي يقول انيس النقاش انه اعتمد عليه لتحذير رفيق الحريري من احتمال تعرضه الى عملية اغتيال على يد جماعات "جهادية" سنية!
ثم بينا تداعيات هذا الربط بين تفجير قناة العربية في بغداد واغتيال الحريري من قبل شخصية نافذة لها سطوة في القرار الايراني ودلائله في الافصاح "بعض الشيء" عن هوية قتلة الحريري الحقيقيين، وانا اعلم بان ما كتبناه قد وقع في يد اصحاب القرار ليس في السعودية فحسب، بل وفي سوريا وايران ودول اخرى! خصوصا وانه ربط بين حوادث كانت لفترة طويلة يظن البعض ان لا علاقة فيما بينها، فهل فتحت تلك الكتابات اعين النظام السعودي على خطورة الدور الذي تلعبه قناة العربية في المنطقة واثر ذلك سلبيا على النظام السعودي الحاكم ؟ ام لانها ارادت ان تجنب القناة متاهات ملف اغتيال الحريري وتداعياته ؟.
ماذا لو تبين ان طرد الراشد جاء ضمن التفاهمات الجديدة بين السعودية وسوريا؟: في مقالنا ليوم امس تطرقنا الى ان ايران امرت تابعها نوري المالكي بالاعتذار لسوريا كرد فعل على زيارة الحريري لسوريا وتقديمه الاعتذار لها ضمن السباق السعودي الايراني لاستمالة سوريا ، وقلنا في خلاصته ان الكرة الان في ملعب السعودية و(( وعلى السعوديين ان يعرضوا الان على سوريا من المغريات ما من شانه ان يستميل "العاهر" السورية الى "غرفتهم" قبل ان تزل قدمها وتطيء بيت "المتعة" الايراني, وعندها سوف يكون من الصعب معالجة "الكارثة",فشرف "سوريا" مثل عود الكبريت يشتعل مرة واحدة كما يقول المصريون!).
ويبدو اننا لم ننتظر كثيرا لنعرف نوع "الجزرة" الجديدة التي قدمتها السعودية لسوريا!, فمن المعلوم ان النظام السوري يعتبر قناة العربية احد القنوات "المعادية" له,خصوصا بعد ان كانت اول من روج لفرضية تورط سوريا باغتيال الحريري,بالاضافة الى اتهامها لسوريا بانها اول من اتهم سوريا باغتيال عماد مغنية,وقد اعترف انيس النقاش نفسه بان سوريا قد وضعت هذه القناة ضمن خانة "الاعداء" عندما قال في لقائه مع الجزيرة الذي لطالما تعرضنا له,عندما سأله احمد منصور عن قراءته لما وراء التقرير الذي اصدرته النيويورك تايمز*** عن العربية فقال: (( انيس النقاش: ما وراء التقرير؛ أولا هناك من خلال الإعلام والدور الموجه الإعلامي يفضح الدور السعودي في العراق أولا وعندما تكون كل الأطراف الدائرة في الحلقة السعودية تسير في هذا الاتجاه نعرف الزلزال وتأثيراته على الذي حصل في لبنان وفي هذا اللقاء قلت له للمستشار الرئيس الحريري استقبال علاوي في بيت الرئيس الحريري لم يكن ضربة موفقة، هذا يستفز آخرين ومن مصلحته أن يعيد حساباته وأرجوك أن تبلغه أن ينتظر إلى أيار انتخابات لبنان ماذا سيحصل من الآن إلى أيار، ليس اليوم من شهرين ستأتي الانتخابات العراقية وتظهر النتائج ويعرف أي غباء ارتكب الأميركيون، سيبدأ الأميركيون في الحديث عن خسائرهم الحقيقية وهزيمتهم في العراق وبرنامجهم للانسحاب عام 2005، الصورة ستتضح وبالتالي لسنا نحن بحاجة ولسنا مجبرين على أن نتحمل أعباء هذه السياسة الخاطئة، مع العلم وقلت له بالتفصيل ما يعلمه أنيس نقاش تعلمه إيران، تعلمه سوريا، يعلمه حزب الله، لأنه ما أتيت في معلومات سرية، هذه كلها معلومة يعني الأجهزة والدول تعلم كل ذلك، فإذاً هناك قوة جدا متضررة من هذه السياسة ولبنان يجب أن يكون بعيدا عنها..).
وامام هذا التصريح من قبل "انيس النقاش" الذي يعترف فيه بان سوريا قد وضعت "عينها"على قناة العربية,وامام هذا السعي الحثيث من قبل السعودية لاستمالة العاهر السورية الى صفها,فاننا لن نستطيع الا ان نقول بان طرد عبد الرحمن الراشد انما جاء ضمن توافقات سعودية سورية كان ضمن قائمتها تعديل مسار قناة العربية التي اعتبرها انيس النقاش (حليف سوريا المقرب) من الاهمية بمكان بحيث يقرن راسها براس رفيق الحريري!.
واذن وضمن سباق "الغواية" بين ايران والسعودية لاستمالة سوريا اصبحت الكرة في الملعب الايراني ,وجاء الدور الان على ايران لتعرض ما في جعبتها من مغريات على سوريا ذات القلب "المتقلب"!,رغم اني اعتقد بان ايران لا تستطيع المطاولة كثيرا في سباق هدايا"الجزر", وانها ستعود سريعا الى معركة العصي ,لذلك لا اعتقد اننا سوف ننتظر كثيرا قبل ان نسمع صوت "البوووووووم"!!.
والسلام عليكم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق