Translate


الأربعاء، سبتمبر 22، 2010

العيد الوطني للسعودية يعكس تزايد نفوذ الدولة ..



الرياض (رويترز) - صارت السلطات السعودية تأخذ قدرا اكبر من الحرية في الاحتفال بذكرى تأسيس المملكة الحديثة في علامة على تزايد نفوذها في مواجهة رجال الدين الذين ينتقدون العطلات والاحتفالات خارج التقويم الاسلامي. 

واكد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز (86 عاما) على مسعاه لاصلاح البلد المحافظ لدى توليه السلطة عام 2005 باصدار مرسوم باعتبار يوم 23 سبتمبر ايلول عطلة رسمية لاحياء ذكرى توحيد المملكة على يد الملك المؤسس عبد العزيز ال سعود وجيش يضم اتباعه من غلاة المحافظين.

ومنذ ذلك الحين والاحتفالات تصبح اكثر صخبا لجذب اعداد اكبر واتخذت وزارة العمل الخطوة التالية باعتبار اليوم عطلة مدفوعة الاجر لجميع موظفي القطاعين العام والخاص بمناسبة يوم توحيد المملكة.

وقال الكاتب السياسي البارز خالد الدخيل ان مسعى السلطات لجعل الاحتفال بالعيد الوطني اكثر بهجة انما يسلط الضوء على ان المملكة لم تعد تشعر بوجوب اتباعها اعراف رجال الدين الوهابيين.

واضاف الدخيل "الدولة السعودية كانت ترى ضرورة مجاراة أو كانت مجبرة على مجاراة المؤسسة الدينية. الملك عبد الله اختار مسلكا اخر. لكن تغييرا من هذا القبيل لم يكن ممكنا منذ 40 سنة."

وتابع بقوله "لكن الان 70 في المئة من سكان المملكة شباب.. هناك انترنت وقنوات فضائية.

و"لقد تقوت الدولة."

ويعتبر كثير من رجال الدين ان اي احتفال خلافا للاحتفال بعيدي الفطر والاضحى من البدع بما في ذلك يوم المولد النبوي. وسبق ان نجحوا في تقليص اليوم الوطني وما يرمز اليه الى مجرد تاريخ في التقويم.
وباتت المملكة في عهد الملك عبد الله اكثر جرأة في كبح رجال دين محافظين وقفوا احيانا في طريق الاصلاح السياسي.
وتأسست المملكة في اخر الامر بموجب اتفاق تاريخي بين ال سعود وبيت ابن عبد الوهاب. ينص هذا الاتفاق على سيطرة رجال الدين عادة على نظامي القضاء والتعليم وقواعد الحياة العامة.
ومنذ عام 2005 بدأ عدد متنام من مدن المملكة يضع تدريجيا خطط احتفال اكثر اتقانا تشمل احيانا مسرحيات وهي شكل فني يحرمه كثير من المحافظين في بلد لا تسمح بوجود دور للسينما.
وتعتزم المنطقة الشرقية التي بها اغلب موارد البلاد النفطية احياء المناسبة هذا العام باستعراض يضم عروضا للدراجات النارية وعروضا موسيقية واخرى رياضية.
وفي محاولة على ما يبدو لتهدئة اي ردود فعل غاضبة تحدثت هيئة كبار العلماء--اعلى سلطة دينية في المملكة-- بطريقة تنطوي على تأييد ضمني للاحتفال بابراز دور المملكة في حماية الحرمين الشريفين في مكة والمدينة.
وقال امينها العام فهد الماجد في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السعودية "سعى رحمه الله (عبد العزيز ال سعود) بكل ما أوتي من امكانات ومن بعده أبناؤه الملوك رحمهم الله وحفظ خادم الحرمين الشريفين الى تحقيق كل ما يؤدي الى تماسك هذا الوطن المترامي الاطراف ولقد مكنهم الله عز وجل وأمكن بهم دينه وأعلى كلمته."

 
من سهيل كرم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق