Translate


الأربعاء، سبتمبر 22، 2010

قراءة في كتاب - "آليات القراءة في الشعر العربي المعاصر"




الثقافة







الموسى يقترح آليات جديدة لقراءة الشعر العربي المعاصر







يقدم الدكتور خليل الموسى في كتابه "آليات القراءة في الشعر العربي المعاصر"، الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب في وزارة الثقافة 2010، مقترحاً لقراءة القصيدة المعاصرة، مشيراً إلى أن للخطاب الشعري المعاصر خصوصية، كونه رسالة أقرب إلى اللغز الذي لا يتقن حله سوى القارئ الجيد، على عكس القارئ القديم الذي كان يستمتع بالحضور الشفوي للشاعر وقصيدته، كونها ذات بعد واحد يعتمد على حاسة السمع فقط، مع التأكيد على وجود فرق بين النظم والشعر.



ويرى الكاتب أن النص الشعري العربي الحديث دخل في محظور المسكوت عنه مستفيداً من تطور وسائل الاتصال، ليعبر بطرائق جديدة تتناسب مع إيقاع الحياة المعاصرة بالسرعة والغنى والتنوع والتعددية. لكن المشكلة التي يعانيها القارئ العادي، حسب المؤلف، تكمن في القدرة على الغوص في أعماق النص الشعري المعاصر، فمن دون أدوات مختلفة عن الأدوات قديمة لا يمكن للمتلقي فك مغاليق النص الجديد، مع تأكيد الكاتب على ضرورة تحلي صاحب النص الحديث بميزة الابتعاد عن الإسراف اللغوي لمصلحة المعرفي والجمالي.



في الفصل الأول من الكتاب "القيم الأدبية في الخطاب الشعري"، يؤكد الدكتور الموسى على أن حداثة النصوص المعاصرة وليدة التراث أولاً، مخالفاً الرأي القائل إن هذه النصوص قطعت صلتها بالماضي وقيمه، ومؤكداً على أنها تتصف بقيم جمالية أدبية وثيقة الصلة بالموروث، لكنها موظفة توظيفاً معاصراً.



وفي الفصل الثاني من الكتاب "الأبنية الفنية في تجربة الحداثة الشعرية في سوريا"، يعرض للتجارب الشعرية المعاصرة في سوريا، والتي ارتبطت بتجارب الحداثة العربية الأخرى، خاصة في لبنان ومصر والعراق، مروراً بالشعر المهجري. وتحولات النص الشعري هنا تشبه تحولات الواقع العربي، فالخطاب الشعري في عصر الإحياء هو ترجمة وتكثيف لإرادة أمة كانت تبحث عن ذاتها وهويتها في زمن فقدت فيه ذاتها وهويتها، وكادت تفقد فيه لغتها أيضاً. وفي سوريا، بدأ الوعي بضرورة التغيير مع بدايات الوعي الأيديولوجي، وقد عبر محمد البزم، وخليل مردم، وشفيق جبري، وخير الدين الزركلي، وعمر أبوريشة، عن تلك الفترة خير تمثيل. تلت هذه الكوكبة من الشعراء أسماء مثل أورخان ميسر، علي الناصر، وصفي القرنفلي، عبد السلام عيون السود، ونزار قباني.



وفي الفصل الثالث "تداخل الأجناسية في الشعر العربي المعاصر"، يعرض الكاتب للقصيدة السردية، والقصيدة الحوارية، وقصيدة المونولوج الدرامي مستشهداً ببعض قصائد أدونيس، وبدر شاكر السياب.



الفصل الرابع من الكتاب جاء بعنوان "الغموض في الشعر العربي المعاصر وجماليات القراءة والتلقي"، وفيه يتساءل المؤلف "ما الأسباب والتقانات التي استخدمها الشعراء المعاصرون فأدت إلى غموض القصيدة فنياً، فخرجت من أفقها المحدود إلى آفاق أرحب؟ ثم ما الجماليات التي ترتبت على استخدام هذه التقانات والتي تقدمها القصيدة للقارئ الجاد". ويعيد الكاتب أسباب الغموض في النص الشعري المعاصر لعجز القارئ عن مواكبة التطورات في البنية الفنية للقصيدة الحديثة. ويرى الدكتور الموسى أن الاعتياد على قصيدة الوضوح هو الدافع لوصف قصائد أخرى بالغموض، مستشهداً بالشاعر بدر شاكر السياب، الذي اعتمد الرموز الأسطورية الإغريقية في قصيدته للتعبير عن تجاربه الحياتية الواقعية.



يذكر أن الدكتور خليل الموسى أستاذ في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق، إضافة إلى أنه أستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق. ومن مؤلفاته "الحداثة في حركة الشعر العربي المعاصر"، و"وحدة القصيدة في النقد العربي الحديث"، و"خليل مطران".




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق