Translate


الاثنين، سبتمبر 27، 2010

مختارات من القصص الشعبي الياباني القديم 2



يحكى أنه في قديم الزمان ، كان هناك رجل وامرأة طاعنان في السن يعيشان في إحدى قرى اليابان ، كانا فقيران فقراً مدقعاً ، يمضيان كل يوم في حياكة قبعات كبيرة من القش . وكلما انتهيا من حياكة بعض القبعات ، كان الشيخ يأخذها ليبيعها في أقرب مدينة لقريتهم.



في أحد الأيام ، قال الشيخ لزوجته العجوز : "إن عيد رأس السنة الجديد يُصادف بعد غد . كم أتمنى لو أن لدينا بعض كعك الرز لنأكله في عيد رأس السنة الجديدة ! يكفينا حتى كعكة صغيرة واحدة أو اثنتان . فمن دون كعك الرز لا يتم الاحتفال بالسنة الجديدة ".



قالت زوجته العجوز : "حسناً إذن ، بعد أن تبيع هذه القبعات ، لماذا لا تشتري بعضاً من كعكات الرز و تجلبها معك ؟"



في وقت مبكر ، من صباح اليوم التالي ، أخذ الشيخ العجوز القبعات الخمس الجديدة التي صنعاها ، وذهب إلى المدينة ليبيعها ، لكنة حين وصل إلى المدينة ، لم يتمكن من بيع أي واحدة منها. ومما زاد الطين بله ، أن الثلوج بدأت تتساقط بغزارة. كان الشيخ حزيناً جداً عندما بدأ يجر قدميه عائداً إلى قريته وقد أنهكه التعب. كان يسير بمحاذاة جبل وحيدًا حين فجأة صفاً من ستة تماثيل حجرية لـ "جيزو" حامي الأطفال ، وقد غطاها الثلج.



قال الشيخ : "ياإلهي ! أليس هذا ما يدعو إلى الأسى. صحيح أن هذه ما هي إلا تماثيل حجرية لـ"جيزو" ، ولكن لابد أنها تشعر مع ذلك بشدة البرد وهي تقف هنا يغطيها الثلج".



قال الشيخ فجأة لنفسه : "إني أعرف ما يجب أن أفعل ، وتقديري أن ذلك هو العمل الصحيح" ثم فك القبعات الخمس الجديدة من على ظهره ، وبدأ يربطها قبعة بعد أخرى على رؤوس تماثيل الجيزو.



وحين وصل إلى التمثال الأخير ، أدرك أنه لم يعد لديه قبعات ، فقال : "آه ليس لدي قبعات كافية" ولكنه تذكر حينذاك قبعته التي على رأسه ، فخلعها ، وربطها على رأس تمثال الجيزو الأخير. ثم مضى في سبيله عائداً إلى البيت ، وحين وصل بيته ، كانت زوجته العجوز تنتظره قرب الموقد. ألقت عليه نظرة سريعة ثم هتفت :"لابد أنك تكاد تموت من شدة البرد. أسرع ! تعال قرب نار الموقد. ماذا فعلت بالقبعات ؟".



نفض الشيخ ما علق بشعره من ثلج واقترب من النار ، وحكى لزوجته العجوز كيف أعطى جميع القبعات الجديدة ، وحتى قبعته ، إلى تماثيل الجيزو الستة. وأخبرها أنه يأسف لعدم تمكنه من جلب أي من كعكات الرز.



قالت المرأة العجوز :"كان عملاً طيباً هذا الذي عملته لـ جيزو" ، كانت فخورة بزوجها الشيخ العجوز ، وأضافت : "أن عملاً طيباً كهذا خير من كل كعكات العالم . سنتدبر أمرنا من دون كعك لـ رأس السنة الجديدة "



كان الوقت قد بلغ ساعة متأخرة من الليل ، فآوى الشيخ وامرأته العجوز إلى الفراش. وقبيل بزوغ الفجر ، وفيما كانا لا يزالان نائمين حدث شيء رائع جداً . فلقد تعالت فجأة من بعيد أصوات تنشد :



" شيخ طيب ، شيخ طيب ،



يمشي ، يمشي ، تحت الثلج ،



يعطي جيزو ، يعطي الدفء ،



فله منا ، كل الحب ، كل الحب !"



اقتربت الأصوات أكثر فأكثر ، حتى بات من الممكن أن يسمع وقع أقدام على الثلج. اتجهت الأصوات نحو البيت الذي ينام فيه الشيخ وزوجته ، ثم انفجر صوت عالٍ وكأن شيئاً ضخماً سقط أمام البيت.



هب الزوجان العجوزان من فراشهما وركضا إلى مدخل الدار. ليجدا ما لم يكن بالحسبان ! وجدا أمام الدار حصيرة وضعت عليها بعناية وذوق رفيع كعكة رز لم يشاهد الزوجان كعكة بحجمها وجمالها وطراوتها.



قال الزوجان العجوزان وهما يتلفتان حولهما : "من يا ترى جلب هذه الهدية الرائعة؟"



شاهدا بعض الآثار في الثلج تتجه بعيداً عن البيت. وكان الثلج مصطبغاً بألوان الفجر ، وبعيداً في الأفق كانت تماثيل جيزو الحجرية الستة تمشي على الثلج وهي لا تزال ترتدي القبعات التي أعطاها لها الشيخ العجوز.



قال الشيخ : "إن جيزو هو الذي جلب لنا هذه الكعكة الرائعة "



قالت زوجته العجوز : "لقد عملت لهم معروفاً حين أعطيتهم قبعاتك فجلبوا لك هذه الكعكة عرفاناً منهم بالجميل "



بهذه الكعكة الرائعة كان احتفال الزوجين العجوزين بعيد رأس السنة الجديدة احتفالاً رائعاً لا مثيل له.











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق