Translate


الخميس، سبتمبر 09، 2010

كيف نطور ونسوق الأبحاث المركونة على الرفوف؟



كتب د. عبد الله الحريري



من الأمور المدهشة أن المملكة لديها كما هائلا من الأبحاث والدراسات والمعلومات والمراجع المهمة والمفيدة التي أجريت على أيدي أبنائها وفي بيئتها ولكنها لا تعرف كيف تصل إليها وأصبحت في ذمة التاريخ!



منذ أن بدأت البعثات والتعليم الجامعي ومراكز الأبحاث والناس يبحثون، فالأبحاث التي أجراها طلاب الدراسات العليا داخل المملكة أو خارجها لنيل درجاتهم العلمية، والأبحاث التي أجراها أعضاء هيئة التدريس للترقيات ولغير الترقيات والأبحاث التي أجرتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وما في حكمها من مراكز بحثية، والأبحاث التي أجرتها الجامعات وكثير من المؤسسات الحكومية، وما أجرته القطاعات الخاصة من دراسات وأبحاث لم تخدم الخدمة التي تجعلك كدارس أو باحث تصل إليها بيسر وسهولة أو تعرف حتى عناوينها.



اليوم عندما أريد أن أبحث في موضوع ما لا أعرف ما الأبحاث أو الدراسات التي بحثت في هذا الموضوع على المستوى المحلي، ما اضطرني أن أبدأ من الصفر وألجأ إلى أبحاث ومراكز أبحاث عالمية وأزور كل مكان على حدة.. وهذا بحد ذاته هدر ونزيف للتراث البحثي التراكمي، وعدم إتاحة الفرصة لتكملة وتطوير ما وصل إليه الباحثون في البيئة السعودية عبر سنوات، وأيضا هدر للإمكانات الإنسانية المعرفية والمادية للبلد، وأعتقد أن جميع الباحثين الذين يريدون أن تكون أبحاثهم امتدادا لأبحاث أجريت في المملكة يعانون هذه المشكلة.



المشكلة تكمن في أن كل جهة أكاديمية أو بحثية أو أخرى تكتفي بإيداع تلك الأبحاث والدراسات لديها دون بثها للجميع، وإن حاولت فلا تبث إلا القليل لمراكز أبحاث عالمية أو مكتبات وطنية محددة، وأخيراً لن تجد كل الدراسات والأبحاث ما يخل بالعملية المعلوماتية البحثية والعلمية.



والمشكلة الأخرى لا يوجد نظام وإجراءات عملية وقانونية إلزامية لتسجيل الأبحاث والدراسات في مركز وطني واحد كقاعدة بيانات، بل العملية اختيارية ومتروكة للاجتهادات والمحاولات الفردية.



إلى جانب ذلك، لا يوجد لدينا محرك بحث سعودي متاح ومعلوم للجميع ممكن أن نحصل منه على عناوين بحثية من أي مكان في المملكة كما يحدث لمحركات البحث العالمية، وكذلك آلية مالية ونقل كما يحدث في آلية التجارة الإلكترونية للحصول على المعلومات.



تلك الجوانب أيضا مرتبطة بالجوانب التسويقية والاستثمارية في مجال قواعد البيانات البحثية التي تراهن عليها أكبر الشركات العالمية، فكيف نستثمر ونسوق ونطور ونستفيد من أبحاثنا والكم الهائل من المعلومات والتجارب والخبرات التي تحويها ونحن لا نعلم ما هي وأين هي وكيف نصل إليها ومن قام بها؟!



أعتقد أن أفضل مكان وخبرة وإمكانات هي مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لجمع هذه الكنوز المشتتة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق