Translate


الأحد، سبتمبر 12، 2010

رابحة الكنانية





كتبها صلاح الدين سر الختم



رابحة الكنانية بطلة قومية سودانية ارتبطت سيرتها العطرة بالثورة السودانية التحررية التي قادها الامام محمد احمد المهدي.

أخرجت حذائها المتعدد الطبقات الجلدية العالي، البرتقالي السيور، ولبست نعلا من جلد السبت ذي الطبقة الواحدة يربط بسيرين علي الساق، ثم لفت رداءها علي وسطها حتي قدميها. بقي صدرها، لفت عليه قطعة دمور أسمر فغطي نصفه الأيسر. لم تهتم كثيرا فذراعها الأيمن والأيسر بهما عدة تمائم علقت بسيور حمراء داكنة.

خرجت هذه السمراء الباسلة في تلك اليلة الباردة ، ليلة الخامس عشرمن محرم 1299 هـ – الثامن والعشرين من ديسمبر 1881 م تريد قطع مسافة طويلة جريا ومشيا لاجل هدف قومي نبيل هو انقاذ ثوار من غدر الدخيل. خرجت دون أن يشعر بها احد ، حاول كلب صيد ان يتبعها فاخذت قصبة من الارض وانتهرته. الليل موحش وصامت كتلك الحجارة السوداء الداكنة والتلال الصخرية المبعثرة، أصوات الحيوانات المتوحشة ترددها تلك الجبال العالية .... ولكن لا هذا ولا غيره يخيف إعرابية في السودان رضعت من وحشة هذه الأرض وجسارة أوتادها. في الثلث الاخير من الليل كانت تلك المقاتلة تقف بأنفاسها اللاهثة أمام المهدي في معسكره بجبل الملك ناصر المسمي بجبل قدير.  وجدت المهدي قائما يصلي ، عندما انتهي من صلاته قالت السيدة: اسمي رابحة بنت مرعي الكنانية، اتيت من بيتي في جبل كاز جريا عند قدوم رسول من الترك يقول إن قدوم جيشهم اليك يجب ان يبقي سرا، وقد توعدوا كل من يفشي سره اليك.

ونتيجة لهذا التحذير اعد المهدي عدته وخرج لملاقاة الجيش في موقع متقدم قبل ان يتحصن جيدا وفي يوم السبت الثلاثين من ديسمبر 1881 م وأمام غابة مراج سحقت قوات المهدي قوة راشد ايمن باشا المكونة من سبعمائة جندي والف مرتزق وقتلت قائدها وضباطه. وكان الفضل في ذلك النصر يعود لتلك الباسلة التي غبرت اقدامها في سبيل الوطن والله. هي رمز لبسالة المرأة السودانية وكفاحها من اجل التحرر.

المرجع: كتاب الاستاذ عبد المحمود ابو شامة ( من أبا الي تسلهاي - حروب حياة الامام المهدي) المطبعة العسكرية 1987 ص 18

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق