Translate


الأحد، سبتمبر 05، 2010

قراءات في كتاب ( العالم وفق رؤية كي )



بقلم : عمر قسم السيد

اصدر الكاتب الفرنسي بيير بيان بباريس كتابا احدث صدى واسعا وموجة من الجدل لما اتسم بة من صراحة ووضوح بعد ان كشف ما كان مخفيا حول انشطة وحركة وسكون وزير الخارجية الفرنسي " برنارد كوشنير " في تضحيم ازمة دارفور واعطاء الازمة ابعادا دولية لصالح معسكر المحافظين الجدد الذي يتوافق معه تماما لقلب نظام الحكم في السودان، ودعى الكاتب ذلك بالكشف عن المهام الاستشارية والعقود التي وقعها الوزير الفرنسي مع عدد من الدول الافريقية وما يعود عليه من عمولات وفوائد مادية جراء ذلك. 

الكتاب المثير للجدل واسمه ( العالم وفق رؤية كي ) في اشارة للوزير كوشنير تحدث عن منظمة " Urgence Darfure " حيث استهل بالاشارة الى ما يبديه كوشنير من اهتمام تشاركه فيه واشنطن بقضية دارفور. ويشير المؤلف الى ان الحملة الاعلامية والدعائية الموجهة بشان دارفور اتت مكثفة بشكل ملفت واتسمت بالاستخفاف المزري الذي يثير استهجان المختصين الذين جهدوا لبيان تاريخ دارفور وتركيبتها الاجتماعية. ويؤكد الكاتب بيير بيان ان كوشنير يعتبر احد اهم اعمدة Darfure Urgence حيث جرى استقطاب عدد من الشخصيات التي ضمت Jaclcy Mamou الرئيس السابق لمنظمة اطباء العالم MDM التي انشأها واسسها كوشنير بنفسه، وهى منظمة تعتبر شريكة في غزو العراق ومعادية للمقاومة الفلسطينية. يشغل الامين العام لهذه المنظمة بيير روسان المؤسس المشارك لمنظمة MDM الذي شغل عضوية منظمة اطباء بلا حدود MSF التي اسسها كوشنير ايضا، وتضم منظمة Urgence Darfure الطبيب الفرنسي السنغالي الاصل Bernarde Scalscn احد نشطاء منظمة ( LCR ) وتضم ايضا ILLONA SOSKI عضو منظمة LICRA المقربة من اتحاد طلاب اليهود بفرنسا و Pascal Bruckne المقربة من برنارد كوشنير اضافة الى Philipe Val رئيس اصدارة Harlie Hebdo الذي يدعو الى تكريس فكرة ان حرية التعبير تكون مكفولة عندما يتعلق الامر بتوجيه النقد للمسلمين والكاثوليك، بيد انها تكون ممنوعة في حال توجيه أي نقد لإسرائيل. ويؤكد المؤلف ان كوشنير هو اول من شدد على ان ما يحدث في دارفور يجئ مباشرة بعد ما يحدث في الصومال ورواندا، وهو ايضا صاحب نظرية التدخل في الشرق الاوسط بهدف فرض النظام في العالم اجمع. ووقفت منظمة Urgence Darfure وراء طرح ورقة دارفور ابان حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2007م ، وقبل شهرين من الانتخابات الفرنسية دعى الى عقد اجتماع موسع حشد له السياسيين والمثقفين والفنانين بهدف التوقيع على ميثاق لدعم دارفور من قبل جميع المرشحين للرئاسة الفرنسية، وذلك بهدف الترويج لفكرة استخدام التدخل العسكري الانساني لمشكلة دارفور وضحايا ما سمى ( الابادة الجماعية ) ويكون كوشنير بهذا اول من اطلق مصطلح " الابادة الجماعية " في دارفور ، ذلك رغما عن نفي اللجنة الدولية التي شكلتها الامم المتحدة التي نفت الابادة الجماعية، بل انه ذهب الى أبعد من ذلك بزعمه ان دارفور تشهد شهريا مقتل عشرة آلاف شخص.

وبحسب الكاتب فان كوشنير هو الذي اطلق في العام 1997م فكرة " الممرات الانسانية " في دارفور عبر الاراضي التشادية، كما انه مروج فكرة " حق التدخل " في دارفور، وهو الذي دعى في عام 1997م لعقد مؤتمر دولي في باريس حول دارفور حضره الرئيس ساركوزي ووزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس في ذلك الوقت. ويكشف الكاتب تقلب كوشنير سياسيا بين اليسار واليمين وشغله لمناصب وزارية في القضيتين. ويبين ان كوشنير من دعاة ( (Bushism في اشارة لترويج ودعم رؤى وافكار الرئيس الامريكي السابق جورج بوش المرتبطة بالتدخل العسكري تحت مزاعم شتى. كما يكشف عن مهام كوشنير الاستشارية في مجالات الصحة العامة وتوقيع عقود مع الجابون والكنغو وعدد من الدول الافريقية ، وما عاد عليه من ذلك من عمولات وفوائد مادية . ويؤكد بيير بيان في الفصل الذي افرده عن كوشنير في كتابه ( العالم وفق رؤية كي ) ان الوزير الفرنسي للوصول لأهدافه يستخدم ورقة رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور الموجود في باريس والذي يعتبر صديقاً لكوشنير حيث قدمه له بيير روسان الذي سبقت الإشارة اليه في هذا التقرير.

علي ان اهم اشارة في هذا الفصل من الكتاب تؤكد ان كوشنير يستخدم دارفور بالتوافق مع واشنطون واسرائيل تبعا لذلك، مثلما استخدم ورقة جنوب السودان وذلك بغية قلب نظام الحكم في الخرطوم وهو الهدف الاسمى لبرنارد كونشنير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق