Translate


الجمعة، سبتمبر 03، 2010

جيل فاشل !



عبدالخالق جعبران

كل واحد منا تأتيه أوقات يجلس فيها مع نفسه ويحاول أن يقرأ ما يدور من حوله ليربطه بالماضي ويجعله متصلا بالمستقبل ليخرج من جلسته بتوصيات.

على كل حال خرجت من إحدى الجلسات بتوصية واحدة فقط أوردها نصا كما جاءت (نظرا لما تمر به الأمة السعودية من أحداث هوت بمؤشرات العيش بسلام في ظلال الإسلام إلى أقصى انخفاض لها على مدى القرون السالفة كان السبب فيها هو الجيل السالف (الفاشل) أولئك المتطرفون في أقصى اليمن وأقصى اليسار فإنه يتوجب على الجيل الحالي والأجيال القادمة رفع يد أولئك لأن الوضع جدا خطير ولا يحتمل التنازل أو التأخير ومحاولة إعادة الثقة للجيل الحالي الذي بات يرث الجبن والخوف وبث الخلاف بين أفراد المجتمع ويدخل في معمعة سابقيهم) انتهى نص التوصية ولم ينته تحليل مفرداته فالمشاهد للمشهد الموجود على الساحة يجد بدون أدنى شك إن هناك خلل بات أثره يصل الأجيال المتلاحقة. 

فلا احد ينكر أن أفراد الجيل (الفاشل) السابق هم من نظر لأفكار منحرفة سواء كانت أفكار إسلامية متطرفة ظهرت نتائجها في تلك الأيام الهالكة التي نتمنى أن لا تعود، وان هناك فئة أخرى هي من نظر لأفكار ليبراليه أثرها في المجتمع واضح ولكن على طريقة ما يسمى بالموت الرحيم إن من خلال تلك التوصية يتضح جليا للجميع أن هؤلاء يتحملون العبء الأكبر بسبب انخفاض وتدهور مؤشر العيش بسلام في ظلال الإسلام قد يتسأل البعض كيف تم ذلك؟ أقول بأن أولئك كان بيدهم المحرك الأساسي والمؤثر العجيب في الناس انه الإعلام، فالتيارات الإسلامية المتطرفة سيطرت بشكل كبير على المنابر (التي هي احد أهم أساليب الإعلام في كل العصور) سواء من خلال خطب الجمع أو منابر الوعظ والإرشاد واستطاعوا أن يجعلوا من صوتهم صرخة تطفئ روعة وجمال الصوت الإسلامي المعتدل حتى إن الأصوات الإسلامية المتطرفة نظرت بان الصوت المعتدل صوت كفري يجب الحذر والابتعاد منه لأنه يسلخ المسلم من إسلامه ويجعله شخصية هلامية الغشاء. 

وعلى الضفة الأخرى نجد أن التيار الليبرالي المتطرف سيطر بشكل جنوني على الصحف والمجلات والإذاعة والتلفاز في البلد وظل ينظر لأفكار غربيه بحتة يطالب بتطبيقها في بيئة إسلامية معتدلة محافظة على الثوابت الواردة في الكتاب والسنة وظل يدعو المسلم ليترك دينه ويضرب به عرض الحائط وينطلق إلى براثن العري والإباحية حاملين لواء الحرية المزعومة والتقدم الحضاري اقتداء بدول الغرب إن هذين الفريقين هم من أربك المجتمع وجعله يعيش في دوامة جلبت له الكثير من الألم سواء على المستوى الجماعي للبلاد بأسرها أو على المستوى الأسري والفردي وعطلت تلك الأحداث تقدم الأمة وجعلتها تعيش في ويلات حل تلك المشكلات مما حدا بها إلى أن تتأخر لكي تعالج أخطاء ربما كان للحاكم يدا فيها بقصد أو بدون قصد. لكن المهم أن يحاول الجيل القادم وهو حامل فكر معتدل وبكل ما أوتي من قوة في العلم أن يضع حدا لتلك الأفعال المشينة التي نحن الجيل القادم من اكتوى بنارها. 

إن الأمل والتفاؤل يدعو شباب الجيل القادم أن يعيش نشوة الفرح لأنه لن يكرر الغوص في مستنقعات الجيل السالف و لأنه وبكل أمانة بدا يفكر بفكر واعي وراقي سيجلب لامته السعودية التي تنتظر أبنائها الشباب بفارغ الصبر لأنهم يمثلون الغالبية العظمى من شعبها ولن يكون لهم ذلك إلا إذا بدأت المسيرة من خلال التركيز على التوغل في نقاط الإعلام سواء المنابر و الصحف و المجلات و التلفاز و منتديات الانترنت وصفحاته وبصوت معتدل بعيد عن الاقصائية والقبول بالأخر والرفض القاطع لتغير الثوابت لأن ذلك هو الذي يسعى إليه كل مسلم على هذه البسيطة.

في الختام إنني أتمنى أمنية هي أن اصعد إلى أعلى قمة جبل في الأرض السعودية وأصيح مناديا بأعلى صوت موجها صيحتي للجيل السالف (الفاشل) وأقول لهم (دعونا نعيش بسلام في ظلال الإسلام على ارض الإسلام).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق