Translate


الأربعاء، سبتمبر 08، 2010

الصيام على زحل

د. محمد القويز

المعروف عن المجموعة الشمسية أن بعض كواكبها تحيط به أقمار. الكوكب الأحمر المريخ له قمران: فوبوس وديموس لم يرهما الشعراء "والغزلجية" العرب فلم يكن لهما نصيب في وصف الحبيب. أما المشتري فله سبعة أقمار. أما "مقصوفة العمر" الراقصة زحل التي لفت ثلاث حلقات حول خصرها فلها من الأقمار أربعة عشر قمراً.  أما المريخ فقد أشغلته التجارة عن الأقمار. وأما فينوس "الزهرة" فقد سل حالها الغرام. أما الأرض فلها قمر واحد يكون بدراً في اكتماله وهلالاً في استهلاله وختامه.  ولكن مهلا أليس يراه العرب هلالين على الأقل مع كل رمضان؟ فكيف تفسر ذلك؟ التفسير الأول أن بعض العرب يعانون من الحَوَل، والحول خير من العمى. التفسير الثاني أن الهلال يمازحنا كما مازح الراعي أهل القرية عن هجوم الذئب على الغنم .. فقلت: دع عنك هذا وأعطني تفسيرا منطقيا يقبله العقل. فقال: وهل هذا هو الشيء الوحيد في حياتكم الذي لا يقبله عقل ولا منطق ؟ فقلت: يا أخي نحن نتعلم بطريقة "التجربة والخطأ Trial and error" ونكررها في كثير من شؤوننا ! أعطني تفسيرا. فقال: العقل يقول هناك هلال واحد. والعلم يقول لدي أجهزة تستطيع سبره بالفيمتو ثانية. فقلت: دعك من الفيمتو فقد يشربه أحدهم. فضحك حتى استلقى على قفاه "مستمدة من التراث". فقلت : ما يضحكك؟ فقال: تخيلت لو أن بعض العرب عاشوا على زحل ذي الأربعة عشر قمرا ، لتخيلتهم يحاولون تحديد رؤية أهلّته. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق