Translate


السبت، سبتمبر 04، 2010

دور رجال الأعمال في استثمار الإجازة


عبدالرحمن بن محمد المنصور

تذهب الإجازة الصيفية لتعود مرة أخرى في دورة سريعة متلاحقة وكأننا نعيد ما بدأناه بالماضي، وأعني مسلسل السهر والفوضى التي يعيشها بعض الشباب والفتيات من أجل التنزه والترفيه هنا وهناك دون أي إحساس بالمسؤولية ، أو الفائدة التي يمكن أن تُجني من هذه الإجازة،
وبالمقابل تجد من يحرص على إعطاء أبنائه دورات تطويرية للمهارات الشخصية أو الحاسب أو اللغة الانجليزية أو غيرها ويكون قريباً منهم ومتابعاً لهم في ذهابهم ومجيئهم، ويصاحبهم في بعض الزيارات الترفيهية، نحن نتحدث كثيراً عن أهمية الوقت وضرورة استغلال أوقات أبنائنا ونستعرض المفترض والصح والخطأ وهي اسئلة تحتاج لاجابات وتنفيذ ولكن!! من يبدأ بالتصحيح والعمل الفعلي بهذا الكلام المنطقي؟ شبابنا قد يكون لهم نصيب الأسد في الخروج والسفر والتنزه ولكن بناتنا لا زلن أقل بكثير وليس لديهن خيارات متعددة حتى في أخذ الدورات المتخصصة سوى معاهد محدودة، فيكون شغلهن الشاغل حضور الأفراح والمناسبات و(فصل لا تفصل) من فساتين باهظة الثمن، ومن مشغل لمشغل وصرف مبالغ كان يمكن الاستفادة منها فيما يفيد، وهذا من الخيارات المتوفرة لها لقلة البدائل، ولا أعني أن الحضور ليس ضرورياً لكن أن لا يكون أمامهن إلا هذا الخيار فهذا هو الأمر الذي يحتاج لإعادة النظر.

التنافس الذي نعيشه اليوم على أرض الواقع في مختلف المجالات وشتى القطاعات والدعم الكبير لمجال التعليم تحديداً، يجعلنا نركز على أهمية إعداد البرامج المناسبة اثناء فترة الإجازات لطلابنا وطالباتنا، وأن لا نجعل حرصنا أثناء العام الدراسي يواجه بعكسه أيام الاجازة فتأتي بنتائج سلبية، وكان يمكن أن تزيد الطموح والإبداع بشكل أفضل، إن ما يحتاجه الشباب هو إعداد ما يناسبهم ويحفزهم وفق ضوابط ورقابة حرصاً عليهم، الجامعات يمكنها أن تأخذ دوراً في إعداد البرامج الصيفية بشكل أكثر تطوراً ومواكبة للمستجدات ، ولديها الإمكانات لذلك مع ضرورة البعد عن التقليدية التي تجعل الاقبال أقل من المطلوب، الشباب يحتاج مزيداً من الخيارات ليجمع بين الفائدة والترفيه وكذلك الفتيات، وأعتقد ان التجار بإمكانهم ان ينشئوا تلك الخيارات المفيدة وهذا جزء من رسالتهم الوطنية تجاه مجتمعهم، وسيعود ريع هذه المشاريع بالنفع والفائدة على الجميع، أما أن يكون دورهم توفير مشاريع ربحية فقط فهذا يحتاج لإعادة نظر!! وتلك الشراكة لابد أن تتعاون فيها كافة الجهات المعنية من الجامعات والمعاهد ووزارة التربية والتعليم ورجال الأعمال الذين يجب أن يُفعّلوا مثل هذه البرامج ويبقى وضع الخطط والبرامج من قبل تلك الجهات المعنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق