Translate


الأربعاء، سبتمبر 08، 2010

ملخص كتاب الحيوان .. للجاحظ



من منا لم يسمع عن الجاحظ ، لكن كم منا من إطلع على مؤلفاته ، أعتقد القليل ، كلنا سمعنا عن كتابه المشهور الحيوان من سبع أجزاء لهذا المؤلف.
لا تزال مؤلفات عباقرة الحضارة الإسلامية تحظى باهتمام بالغ من مؤرخي العلوم والمعارف والفنون في العالم حيث يعترف المنصفون من العلماء والمفكرين والباحثين الغربيين بالقيمة العلمية لهذه المؤلفات ودورها في الارتقاء بالعلوم والمعارف التي صنعت حضارة الغرب.
كتاب “الحيوان” لمؤلفه أبي عثمان بن بحر بن محجوب البصري الذي لقب بالجاحظ وعاش نحو تسعين سنة وتوفي عام 768م. 

والكتاب سفر ضخم يقع في سبعة أجزاء، وقد طبع في القاهرة سنة 1905 وأهداه الجاحظ إلى ابن الزيات وزير المأمون، وهو كتاب موسوعي يقول في مقدمته: “هذا الكتاب تستوي فيه رغبة الأمم، وتتشابه فيه العرب والعجم، لأنه وإن كان عربيا أعرابيا وإسلاميا جماعيا، وقد أخذ من طرف الفلسفة، وجمع معرفة السماع وعلم التجربة وأشرك علم الكتاب والسنة، وبيّن وجدان الحاسة وإحساس الغريزة''. وضمنه كلاما عن الحيوان عموما، وعن طبائعه ومميزاته.

وصف دقيق:

وقد قسم الحيوان إلى أقسام:
شيء يمشي، وشيء يسبح، وشيء ينساح، والنوع الذي يمشي على أربعة أقسام:

ناس، وبهائم، وسباع، وحشرات. وبعد أن يشرح مميزات كل قسم، ينتقل إلى حيوان الماء ويقول:
ليس كل عائم سمكة، وإن كان مناسبا للسمك في كثير من معانيه. “ألا ترى في الماء: كلب الماء، وعنز الماء، وخنزير الماء، وفيه الرق، والسلحفاة، وفيه الضفدع، وفيه السرطان والتمساح والدخس والدلفين”.

ثم يقسم الحيوان إلى فصيح وأعجم فالفصيح هو الإنسان، والأعجم هو الحيوان. ويقول:
من الحيوان الأعجم ما يرغو، ويثغو وينهق، ويصهل، ويشمخ، ويخور، ويبغم، ويعوي، وينبح ويزقو، ويصفر، ويصوص، ويقوق، وينعب ويزأر ويكش، ويبح.

وبعد هذه المقدمة البديعة التي يسميها الجاحظ الخطبة يبدأ بباب ما يعتري الإنسان بعد الخصاء ويعرج على خصاء البهائم ويصف أنواعه، ثم ينتقل إلى باب يتحدث فيه عن الكلاب وصفاتها وأنواعها، وينهي الباب الأول بالحديث عن الديكة، ثم يعود للحديث عن الكلاب مرة أخرى في الجزء الثاني، كما يتحدث عن بيض الطيور عامة وعدد مرات وضعه وحضنه، وفي هذا الجزء يتحدث عن الأسنان وأسمائها.

ويتحدث في الجزء الثالث عن صنوف الحيوان، وأسهب في الحديث عن الحمام والقمري وما أشبه. ويتحدث عن بناء العش ورعاية الأبوين للصغار، ويتكلم عن الهجن وعن أمراض الحمام وطرق علاجها، وفي باقي هذا الجزء يتكلم عن الذباب والفراش والغربان والجعلان والخنافس والهدهد والرخم والخفاش والنمل والزنابير، ثم يتطرق إلى الحديث عن النوم في الحيوان ويعود في الجزء الرابع للحديث عن النمل والقرد والخنازير والحيات والأفاعي واليرابيع والجراد وسمك القرش.

وتابع الجاحظ حديثه عن مختلف أنواع الحيوان في بقية أجزاء الكتاب.


أخبار العرب

وتحدث الجاحظ في كتابه عن أخبار العرب وذكر بعض النوادر والأقاصيص، واستشهد بأبيات من الشعر العربي، كما أن له مشاهدات وملاحظات عجيبة في سلوك الحيوان سجلها بدقة تنتزع الإعجاب.

فالكتاب يقصد الإفادة والتسلية معا، ويعكس الثقافة العريضة لصاحبه، أما تبريره للاستطراد فيه، فيقول الجاحظ: “متى خرج القارئ من آي القرآن صار إلى الآثار ومتى خرج من أثر صار إلى خبر، ثم يخرج من الخبر إلى الشعر ومن الشعر إلى نوادر ومن النوادر إلى حكم عقلية ومقاييس شداد، ثم لا يترك هذا الباب ولعله يكون أثقل والملاك إليه أسرع حتى يفضي إلى مرح وفكاهة وسخف وخرافة ولست أراه سخيفا”.
ويضم الكتاب بعض التجارب التي أجراها الجاحظ على بعض أنواع الحيوان فقد كان يجمع الحيوانات ويضعها تحت أوان زجاجية ليراقب سلوكها معا، كما كان يبقر بطون الحيوانات ليعرف ما فيها، وكان يجرب أثر الخمر على الحيوانات، وهو بذلك عالم من علماء الحيوان التجريبيين.

كتاب يستحق القراءة لمن أراد ان يستزيد عن المعارف التي أشرنا اليها تلخيصاً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق