Translate


الثلاثاء، سبتمبر 07، 2010

مصاريف عيد



اقتربت الأعياد، وألحّت طلبات الزوجة والأولاد، فجمعت ما تبقى من الزّاد، ثمّ يمّمت شطر الصّرّاف الآلي، أشكوه بؤس حالي، علّه يرحمني، وببعض الدنانير يدعمني. استجمعت ما بقي لي من طاقة وأدخلت البطاقة. وما كدت أضغط على الأزرار حتى ظهر القرار: آسف يا أخ العرب، لا أقدر على إخراجك من هذا المطبّ. 

تنهّدت تنهيدة المهزوم وعدت وقلبي مكلوم، وعرّجت على رفيقي مسعود فأسعفني ببعض النّقود. وما كدت ألج الباب حتى تعلّق الجميع بالثّياب: فهذا يريد الملابس، وذاك يرمقني وهو عابس، وتلك تطلب الألعاب حتّى تباهي بها الأصحاب.
انطلقنا في سباق، حتّى بلغنا الأسواق. وما كدت أدقق في الأثمان، حتى أصابني الغثيان. فهذا ابني سنفور المسكين معجب بألعاب الصين. وهذه ابنتي منال، تطلب شراء جوال. وتلك زوجتي الوفيّة قد عقدت النيّة على شراء خمار وجلباب وما طال من الثياب، متأثّرة بالنّاس والرحمة وغيرها من فضائيات الحكمة.
عبثا حاولت الإقناع، ثم اشتريت ما خفّ من المتاع. وسارعت بالانصراف، بعد أن عجزت في نهاية المطاف. تركت الجماعة في حالهم فرحين، وقصدت المقهى في الحين. فألفيت صديقي طرطور وحوله الجمهور، يتحدّث إلى الجماعة عن أخبار الساعة، وعن جودة الحياة من الولادة حتى المماة. فصحت في وجهه: ثكلتك أمّك وزاد الله همّك، لقد صار حالي كصاحبي بديع الزمان حين اشتهى الأزاد وهو ببغداد.

خليفة علي حداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق