Translate


السبت، سبتمبر 11، 2010

العلم في التاريخ






اهتم العرب بالأعلام منذ القِدَم، وكانت لها مكانة في الحروب والمناسبات الاجتماعية والحياة اليومية.
والعلم عند العرب هو الراية وهو اللواء، وقد استخدموا أعلامًا مختلفة رفعوا بعضها على حصونهم، ودل بعضها على قوافلهم، وتقدمتهم خفاقة في الحروب، كما حرصوا على نشرها في الصحارى والقفار لهداية الضالين فيها.

قبل الإسلام ، كان لكل قبيلة علم خاص بها يميزها عن غيرها تحمله في السفر وتعلقه على الرمح ويرفعه الرجال إذا اندلع القتال، وكان سقوطه يعني توقُّع الهزيمة؛ لذلك كان الذي يحمل العلم من أشجع الرجال وأقواهم، لأن بقاء العلم ورؤية المحاربين له تشجيع لهم على مواصلة القتال.
وبلغت أهمية العلم قبل الإسلام أن قصيّ بن كلاب حاكم مكة وزعيمها استحدث منصبًا يشبه إلى حد كبير ما يسمى الآن وزير الدفاع، وضمن مسؤوليات من يشغله الاحتفاظ باللواء، فإذا أخرجه، التف حوله الرجال مستعدين، واجتمع الشيوخ في دار الندوة للنظر في أمور مهمة.
بعد ظهور الإسلام . كانت أول راية في الإسلام هي التي كانت مرفرفة فوق الرسول - صلى الله عليه وسلم - يوم دخوله المدينة قادمًا من مكة، فقد أسرع أحد الأنصار من أهل المدينة ونشر عمامته على رمحه وسار أمام الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
وكان شعار المسلمين يوم بدر الصوف الأبيض يعلقونه في نواصي الخيل وأذنابها، وأول لواء عقده الرسول -صلى الله عليه وسلم- على رمح، كان علمًا أبيض عقده لأبي مرشد، واستمر حمله في كل غزوة، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحدد حامل راية المسلمين في كل غزوة ومن يخلفه إذا استشهد، ثم من يأتي بعده، وهكذا. واتبع أبو بكر وعمر هذه السنة؛ وقد اشتهرت أيام الرسول والخلفاء الراشدين الراية الحمراء، أما أيام الأمويين فاشتهرت البيضاء، أما العباسيون فكانت رايتهم سوداء، وبعض خلفائهم زيَّنها بهلال مُذهَّب. واتخذ الفاطميون في مصر رايات بيضاء، كانوا يُكثرون من استخدامها في احتفالاتهم العديدة وحروبهم، ولذلك أعدوا لها قاعة خاصة، ودارًا لصناعتها سُميت دار البنود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق