Translate


الخميس، سبتمبر 02، 2010

الاغنياء والقتلة - 1



الحادث الليلي

نزل رجل مسرعا من سيارته التي اركنها جانبا من دون اي اعتبار الى حركة السير التي كانت في الطريق واتجه الى المستشفى. كان الجو باردا وممطرا . عند دخوله الى المستشفى توجه على الفور الى قسم الطوارئ حيث كان هناك رجال من الشرطة والمباحث وجماعة من الناس ظهر عليهم الخوف والقلق والرعب. على الفور تقدم ضابط من الشرطة وسأل القادم وطلب منه ابراز هويته. لقد كان الرجل هو زوج المرأة التي كانت ترقد على السرير في غرفة يمكن مشاهدتها من خلال الزجاج العازل بين الخارج ومن هم في الداخل من اطباء وممرضات يقومون بعملهم المعتاد في اجراء الاسعافات اللازمة للمصابة. كان الزوج غير مصدق وفي حالة من الصدمة التي اصابته من جراء اتصال غامض لا يعرف مصدره ولا من هو المتكلم، فلقد اخبره الاتصال ان زوجته اصيبت في حادث مروري عنيف وهي في حالة صعبة وربما لا يمكن انقاذها وهي الان في المستشفى الكبير في المدينة.

الزوجة اسمها احلام مصطفى وهي من الطبقة الراقية من المجتمع في المدينة، وصاحبة املاك وعقارات كبيرة وكثيرة ويقدر اموالها التي ورثتها عن ابيها والتي قامت بتطوير وزيادة مدخولها عن طريق الاستثمار في البنايات والاسهم والسندات المالية بمبالغ تفوق ميزانية بعض الدول الصغيرة، لذلك كانت حديث المجتمع والاعلام في كل وقت.

هذه المرة لقد تكتم على خبر الحادث الاليم لها والذي حدث بعد منتصف الليل من مساء يوم شتوي عاصف وممطر. عند تلقى الخبر في اخر اتصال كانت تقوم به حيث كانت تجرى محادثة سمع خلالها في الطرف الاخر صوت قوي بعدها لم يسمع صوت السيدة احلام نهائيا، وعند تتبع سير المحادثة عن طريق شركة الاتصالات بطلب من الشرطة والمباحث تمكنوا في الحال من التعرف على مكان وقوع الحادث.

ضابط الشرطة: اين كنت وقت وقوع الحادث؟

السيد ادهم كمال: كنت في اجتماع خاص في مكتبي عندما اتاني اتصال.

- وهل هي العادة ان تعمل الى وقت متأخر من الليل؟

- نعم احيانا يتطلب مني عملي ان اعمل الى ما بعد منتصف الليل.

- من الذي اخبرك عن الحادث؟

- لم اتعرف على صوته او رقمه، بل هرعت مسرعا الى المستشفى لاتحقق من الامر ومدى صحته.

- هل بالامكان اعطائي رقم هاتف المتصل؟

- حسنا ولكن هاتفي المحمول في المكتب، ويمكنني بعد الاطمئنان على زوجتي ان نذهب الى هناك.

- هل بالامكان ان يذهب احد من افراد الشرطة الى مكتبك والقيام بإحضار هاتفك المحمول؟

- نعم بالتأكيد اذا احببت ذلك.

ينادي ضابط الشرطة على احد افراده ويطلب منه القيام بإحضار هاتف السيد ادهم. في تلك الاثناء وصل الدكتور المعالج والذي اتى بخبر حزين وهو موت السيدة أحلام مصطفى جراء الاصابات الخطيرة التي تعرضت لها من جراء الحادث.

لقد كانت ليلة طويلة بالنسبة للجميع وخاصة للسيد ادهم والذي ذهب الى بيته في ساعات الصباح الاولى، وعند وصوله الى البيت كانت هناك سيارة سوداء بالقرب من مدخل الباب الرئيسي لم يتمكن من معرفة من الذي بداخلها وذلك ان الزجاج كان مغطى بطبقة سميكة سوداء لا يستطيع المشاهد من الخارج من رؤية من بداخل السيارة ومع ذلك لم يعريها اي انتباه ولم يشك بأي شيء وذلك بسبب ما كان يعانيه من تعب واجهاد من جراء يوم حافل بالعمل وليلة طويلة لم يذق طعم النوم لوجود زوجته في الطوارئ وموتها المفاجئ.


نهاية الجزء الاول


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق