Translate


الجمعة، أكتوبر 01، 2010

الشاب السعودي ... والمهارات المكبوته




المهارة هي قوة مكتسبة تساعد الإنسان على القيام بعمله بطريقة مؤثرة وهي بحاجة إلى أمور عدة ، يجب أن تتوفر في الشخص الراغب في إتقانها وأول تلك الأمور هو الاستعداد الفطري لاكتساب تلك المهارة ، ثم يأتي الميل النفسي في المرحلة التالية أو الرغبة في الإتقان ، ليصل إلى مرحلة القدرة لإتقان تلك المهارة.
وذكر العالم ادوارد هول في مقولته "حب ما تعمل لكي تعمل ما تحب" في كتابه الشهير "حافة الثقافة" والمقصود أنه حين يقوم الشاب بمزاولة المهارة ويحبها لدرجة وصوله لمرحلة التفكير الوجداني– اللاشعوري- الذي تصل فيه درجة التحكم به إلى مستوى يشابه ممارسة فتح باب المنزل مثلاً.
وقال عالم التربية فيجوتسكي (1938) "الإنسان لا يتعلم في محيط لا يحبه ولا يشعر بتعلقه نتيجة عدم اهتمامه أو محبته لما يمارسه أو يتعلمه" وبنفس الطريقة فإن من يمارس مهارة لا يحبها فإنه لن يتعلمها بسهولة ولن يتقنها لأن غياب روح الحماسة أو الدافعية لممارسة العمل تؤدي إلى كره العمل ، وعدم حب ما يُمارس يؤدي لغياب الروح الإبتكارية التي تنتج عن إتقان الممارس للمهارة ثم محاولة عملها وتطبيقها بأسلوب آخر مبتكر.
إن أمورا كتلك يجب أن تكون حاضرة في أذهان القائمين على شأن التدريب ، فالمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني – مثلاً – كجهة رائدة في تزويد سوق العمل بالكفاءات اللازمة ، يجب أن تضع هذه الحقيقة في اعتبارها عند قبول مجموعة من الشباب السعوديين أو الفتيات السعوديات المتقدمين لبرامجها المطروحة ، كما لا نغفل صندوق تنمية الموارد البشرية ، والذي يُعتمد عليه كثيراً في مجال السعودة ، يجب أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار ، إضافةً إلى الجهات المسؤولة عن وضع اختبارات القياس واختبار القدرات ، هي الجهة المعنية بشكل أساسي بوضع هذه الحقيقة موضع التنفيذ وفق أسس علمية مدروسة ، تستعين من خلالها بما تطبقه الدول الصناعية المتقدمة في هذا المجال.
إن زمن توارث المهارات يكاد يكون قد انتهى ، فلم يعد الابن يرث صنعة أبيه ، كما كان يحدث في السابق وأن الصناعة الحديثة المتداخلة بعصر العولمة بحاجة إلى مهارات فنية ويدوية وتقنية عالية ولعل مرحلة الممارسة الفعلية لمهنة ما ، تكون فرصة لتنمية المهارة وصقلها ، ولكن الشخص الغير راغب في اكتساب المهارة أصلاً سيكون غير قادر على تطويرها في مرحلة لاحقه.
إن حاجة الوطن لوظائف بشتى تخصصاتها يجب ألا يلغي حقيقة كتلك ويعمل على وضع خطط تطويرية يجعلها تضخ في سوق العمل أعدادا هائلة من الشباب مؤهلين لشغر الوظائف المتنوعة الاختصاصات ، وأن تسعى الجهات المسئولة على توجيه وتنشيط المهارات للذين يفقدون الاستطاعة في تنمية قدراتهم وتحسين مستوى أدائهم ، لدرجة تجعلهم عبئاً على جهة العمل في تبرير رغبة شريحة عريضة من جهات العمل في القطاع الخاص في استقدام العمالة الأجنبية ، مما يجعلنا نسير بعيداً عن الحلقة المفرغة بين توجه الدولة نحو السعودة ، وتذرع القطاع الخاص بنقص العمالة الماهرة من السعوديين.
وليس أمراً مسلما في ظني أن يكون العامل الأجنبي أكثر مهارة من العامل السعودي في ظل وضعنا الراهن بالمملكة العربية السعودية خاصة عقب تلك التطورات التي يشهدها القطاع العلمي سواء مهني وفني وإداري ... من كافة التخصصات المتعددة ، فلقد أتى الوقت الذي نفند المقولة الشائعة لدى المدراء والمسئولين بالشركات أن المواطن السعودي لا يعطي العمل حقه مثل الوافد الأجنبي في أي قطاع كان ففي رأيي أن الشاب السعودي لدية بالمنظور الأول العزم على تقديم المستطاع في خدمة دينه ووطنه المعطاة وفي المنظور الثاني القدرة الجبارة التي يتملكها في الانجاز في المجال الذي يميل له ، فلعلنا نجد مهارات سعودية تنتظر فرص الاعتراف بها وإعطائها الفرصة للكشف عن إبداعاتها المكبوتة وإن ما نراه واضحاً أمام أعيننا في الشركات الخاصة أقرب مثال فنجد المدير أو المسئول والذي يندرج تحته مئات الموظفين بل الآف ذو المسميات المتعددة قد يُكرس اهتمامه على استقطاب العمالة الأجنبية مخلفاً ورائه عملية ازدياد البطالة تحت أغطية كثيرة منها تقليل التكلفة أو الحوافز أو القدرة على السيطرة باستقطابه العمالة الوافدة الأجنبية.
إنه وقت شبابنا الآن لإثبات الذات باكتساب المهارات لكي ندير عجلة البناء في هذا الوطن الغالي ، فسواعد أبناء الوطن هي وحدها القادرة على إعلاء صرحه.



عن: كتابي دوت كوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق