Translate


الخميس، أكتوبر 28، 2010

عيناكَ قَدري - غادة السمان







هي المجموعة القصصيةُ الأولى لهذه الكاتبة الكبيرة التي وصلت لتكون إحدى أهم الكتّاب العرب عبر التاريخ ، من خلال مجموعةٍ ضخمةٍ من الروايات و المجموعات القصصية و الدواوين الشعرية و المقالات التي نشرتها و قدّمتها بشكلِ ثوراتٍ متلاحقةٍ قادتها بفكرِها الذي أثار إعجاب الكلّ كتاباً بعد كتاب ، و مقالةً بعد مقالة.

غادة في قصصها الست عشرةَ التي كتبتها في ( عيناكَ قَدري ) تعيش حالة حربٍ مستمرةٍ مع قدرها ، تهتمُ بالتفاصيل و تفاصيلِ التّفاصيل ، تحتفي بالثواني لأنّها تؤمِن أنّ كلّ لحظةٍ قد تغيّرُ عمراً ، تُجيد باحترافية عالية و بكلّ رصانة اللّغة الاستعارات و التشابيه و الوصف الساحر حتى تكتشف أنّه لا يكادُ يمرُّ سطرٌ واحدٌ من قصصها إلا و قد تفنّنتْ و أبدعتْ بوصفٍ ما أو تشبيه فريدٍ و يستحق التفكّر و يُضيءُ المساحةَ المظلمة أمام القارِئِ بطريقةٍ شيّقةٍ و أنيقةٍ و فريدة و قدْ تكونُ بطيئةُ في سردِ الحدث دون أن تُشعرك بالملل ، قادرةٌ على خلق قصص كثيرة ما بين الفواصل والتنهيدات ! ، و هي تكرّر مجموعةً من الأوصاف لأكثر من مرة في القصّة الواحدة إمعاناً منها في تخليدِ هذا الوصف في ذاكرةِ من يقرأ.

تستحضرُ الأماكن و تحسنُ استثمار العّالق منها في ذاكرة الوطن و ذاكرة أهله عن طريق إسقاطه على الحدث أو المشهد في قصتها بطريقةٍ ممتعةٍ و جذّابة ، عنصرُ المفاجأة من أكثر العناصر الذي سيصادفك في قصصها ، و الرّجل في كل قصصها .. مهما اختلف في صفاته يبقى رجل !

تطرّقت للسياسة والوطن والغربة والحرب والحب والعلاقات والعادات الاجتماعية اليومية التي تحكم هذه الأشياء وفي أغلبِ قصصها تجدُ مجموعةَ قواسم مشتركة لعلّ أكثر ما لفت نظري فيها ، ثورتُها الدائمة وتمرّدها المتجدد و.. الخيبة منها ومما حولها .

وضحَ لي جلّ تأثّرها بعدّةِ أشياء تكرّر ذكرها في أكثر من مكان في قصصها ، وذلك من خلال الوصفِ أو الحدثِ ذاتهِ أو كلامِها السّردي ضمن سياق القصّة ، سأدعكم لتكتشفوها !

هذه المجموعة مجموعة قصصية صدر منها اثنتا عشرة طبعة حتى الآن ، تحتوي على 180 صفحة من القطع المتوسط .
غادة السمّان في ( عيناكَ قدري ) جديرةٌ بأن تُقرأ .


أرائهم:
  • انهمر سيل الحرف من بين انامل غادتنا، فاذا نحن على موعد مع اكرم بيدر، انني ارشح هذه الكاتبة للمجد. نزار قباني
  • لا استطيع الا ان اتوقع من هذه الكاتبة غزوات ضخمة في دنيا الادب. موسى صبري
  • إن غادة تعاني وتعي ما تعانيه، وتحاول ان تؤجج لنا لوحات عنيفة عن انبثاقة الكائن الانساني في الانثى العربية. مطاع صفدي
  • هنا قلم رهيف، ونفس تستطيع ان تستخدم كل لون في الصورة التي تلائمها، وشاعرية خصبة طالما افتقرت اليها قصتنا. خليل هنداوي

هناك تعليقان (2):

  1. أقرأ لغادة هنا وهناك وأثق أنها ستسعدني قرائتها دائما بإذن الله
    وتحمست بأن يكون هذا أول كتاب أقرأه لها باذن الله
    شكراً لك :)

    ردحذف
  2. غادة السمان لست من هواة قراءة رواياتها وفي نفس الوقت لا اكره اذا سمح الوقت ان اقرأ لها.

    ردحذف