Translate


الخميس، أكتوبر 28، 2010

أبكاء في الدار بعد الدار



 

أبُكَاءً في الدّارِ، بَعْدَ الدّارِ،



وَسُلُوّاً بِزَيْنَبٍ عَنْ نَوَارِ



لا هُنَاكَ الشّغلُ الجَديدُ بحَزْوَى،



عَنْ رُسُومٍ برَامَتَينِ قِفَارِ



ماظنت الأهواء قبلك تمحى



من صدور العشاق نحو الديار



نَظرَةٌ رَدّتِ الهَوَى الشّرْقَ غَرْباً،



وَأمالَتْ نَهْجَ الدّموعِ الجَوَارِي



رُبّ عَيشٍ لَنَا بِرَامَةَ رَطْبٍ،



وَلَيَالٍ فِيهَا طِوَالٍ قِصَارِ



قَبلَ أنْ يُقبِلَ المَشيبُ، وَتبدُو



هَفَوَاتُ الشّبَابِ في إدْبَارِ



كلُّ عُذْرٍ من كلّ ذنبٍ، ولكِنْ



أُعْوِزَ العُذْرُ مِنْ بَياضِ العِذارِ



كانَ حُلْواً هذا الهَوَى، فَأدَاهُ



عَادَ مُرّاً وَالسّكْرُ قَبلَ الخُمارِ



وَإذا مَا تَنَكّرَتْ لي بِلادٌ،



وخَليلٌ، فَإنّني بِالخِيَارِ



وَخَدانُ القِلاصِ حَوْلاً، إذا قابَلْنَ

حَوْلاً مِن أنجُمِ الأسحارِ



يَتَرَقْرَقْنَ كالسّرَابِ وَقَد خُضْــنَ



 غِمَاراً مِنَ السّرَابِ الجَارِي



كالقِسِيّ المُعَطَّفاتِ، بَلِ الأسْــهُمِ



 مَبْرِيّةً، بَلِ الأوْتَارِ



قَدْ مَلِلْنَاكَ يا غُلامُ، فَغَادٍ



بِسَلامٍ، أوْ رَائِحٌ أوْ سَارِ



سَرِقَاتٌ مِنّي خُصُوصاً، فإلاًّ



مِنْ عَدُوٍّ، أوْ صَاحبٍ، أوْ جارِ



أنَا مِنْ ياسِرٍ، وَيُسْرٍ، وسعد،



لَسْتُ مِنْ عامِرٍ، وَلا عَمّارٍ



لا أُرِيدُ النّظيرَ يُخْرِجُهُ الشّتْــمُ



 إلى الإحتِجاجِ، وَالإفْتِخارِ



وَإذا رُعْتُهُ بِنَاحِيَةِ السّوْطِ،



 على الذّنْبِ، رَاعَني بالفِرَارِ



ما بأرْضِ العِرَاقِ، يا قَوْمُ، حُرٌّ



يَفْتَديني مِنْ خِدْمَةِ الأحْرَارِ



هَلْ جَوَادٌ بأبيَضٍ مِنْ بني الأصْــفَرِ



 ضَخمِ الجدودِ، محْضِ النِّجارِ



لمْ تَرُعْ قَوْمَهُ السّرَايا، وَلم يَغْــزُهُمُ 



غَيرُ جَحْفَلٍ جَرّارِ



أوْ خَميسٌ كَأنّمَا طُرِقُوا مِنْــهُ



 بِلَيْلٍ أوْ صُبّحُوا بِنَهَارِ



في زُهَاهُ أبُو سَعيدٍ عَلى



آثَارِ خَيْلٍ قَد صَبّحَتهُ بثارِ



فَحَوَتْهُ الرّماحُ أغيَدَ، مَجدولاً،



 قَصِيرَ الزُّنّارِ، وَافي الإزَارِ



يتلظى كأنه الصنوف الســبي



 في عسكر شهاب النار



فوْقَ ضُعفِ الصِّغارِ، إنْ وُكلَ



الأمـرُ إلَيهِ، وَدونَ كَيدِ الكِبَارِ



رَشَأٌ، تُخْبِرُ القَرَاطِقُ مِنْهُ،



عَنْ كُنَارٍ يُضِيءُ تحتَ الكُنَارِ



لكَ مِنْ ثَغْرِهِ وَخَدّيْهِ مَا



شِئْــتَ مِنَ الأُقْحُوَانِ وَالجُلَّنَارِ



أعْجَمِيٌّ، إلاّ عَجَالَةَ لَفْظٍ؛



عَرَبيٌّ تَفَتُّحُ النُّوّارِ



وَكَأنّ الذّكَاءَ يَبعَثُ مِنْهُ،



في سَوَادِ الأُمُورِ، شُعْلَةَ نَارِ



يا أبَا جَعْفَرٍ، وَما أنْتَ 



بالمَدْعُوّ، إلاّ لِكُلّ أمْرٍ كُبَارِ



شَمسُ شَمسٍ، وبدرُ آلِ حُميدٍ



يَوْمَ عَدِّ الشّموسِ والأقْمَارِ



وَفَتَى طَيِّءٍ، وَشَيخُ بني الصّا



مِتِ، أهلِ الأحسابِ، وَالأخطارِ



لكَ من حاتمٍ، وَأوْسٍ، وَزَيْدٍ،



إرْثُ أُكْرُومَةٍ، وَإرْثُ فَخارِ



سمح بين برمة أعشار



تتكفا وجفنة أكسار



وَسُيُوفٌ مَطْبُوعَةٌ للمَنَايَا،



وَاقِعاتٌ مَوَاقِعَ الأقْدارِ



تِلكَ أفْعالُهُمْ عَلى قدم الدّهْــرِ،



 وَكانوا جَداوِلاً مِنْ بِحَارِ



أمَلي فيكُمُ، وَحَقّي عَلَيكُمْ،



وَرَوَاحي إلَيكُمُ، وَابتِكارِي



وَاضطِرَابي في النّاسِ، حتّى إذا عُدْتُ



 إلى حاجَةٍ، فأنتُمْ قُصَارِي



وَلَعَمْرِي لَلْجُودُ للنّاسِ للنّاسِ



 سِوَاهُ بالثّوْبِ وَالدّينَارِ



وَعَزِيزٌ إلاّ لَدَيْكَ بِهذَا



النفَخ أخْذُ الغِلْمانِ بالأشْعَارِ


البحتري

 





























































































































































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق