Translate


الأحد، أكتوبر 17، 2010

الخلاف بين المشرفين



لا يخفى ما للعمل الدعوي من أهمية كبيرة في نشر دعوة الإسلام ، وإذا سار العمل الدعوي بالطريقة المطلوبة فإنه سيؤتي ثماراً يانعة وطيبة بإذن الله تعالى ، لكننا نرى في بعض الأحيان ما يعكر صفو هذا العمل ويجعله يتعثر أو ينقطع بالكلية ، وهذا الأمر خطير جداً ، وهو الخلاف بين المشرفين في الحلقة الواحدة.
وحتى يكون الحديث بشكل أوضح وأدق نذكر صورة هذا الخلاف الذي نتحدث عنه:
- لا نقصد بالخلافات مجرد الاختلاف في وجهات النظر فهذه ظاهرة إيجابية ، وتدل على أن الجميع يفكر ، وكما قيل : ( إذا كنت أنت ومديرك على رأي واحد فإن أحدكما لا داعي له ) فلو أن لدينا مجموعة من الأشخاص يعملون في مجال واحد وشخص واحد منهم فقط هو الذي يأتي بالاقتراحات والأفكار والبقية لا دور لهم إلا التأييد والموافقة فإن هذا الشخص الذي يأتي بالأفكار هو الأفضل بلا شك.
ولكننا نقصد بالخلافات الخلافات التي تتسبب في آثار وخيمة لا تحمد عاقبتها ، فتجد الحلقة المتميزة ذات العدد الكبير من الطلاب لها عدد من المشرفين يسيرون في عملهم كأفضل ما يكون من التعاون والتناصح ، ولكنك تجدهم أحيانا لا يلبثون إلا أن يختلفوا ويتفرقوا وتصير حالتهم يُرْثَى لها ؛ فتجد المعارضات لرأي المشرف العام أحياناً ، وتجد المعارضات لآراء بعض المشرفين أحياناً أخرى ، وتجد بعضهم يضيق ذرعاً بالمشرف الآخر ويقول لن أستمر ما دام فلان موجوداً ، أو إذا لم يتحقق الشيء الفلاني فأنا سأترك الحلقة ، ويا سبحان الله كيف يتفرق هؤلاء بسبب بسيط ومشكلات بسيطة جداً.
إننا نتحدث في هذا الموضوع لنقف على أبرز أسباب تلك المشكلة ومن ثَمَّ نعرف العلاج الناجع لمثل هذه المشكلات.

من أبرز أسباب هذه المشكلة:
- عدم التوافق في وجهات النظر.
- عدم تحديد مهام كل مشرف.
- عدم رحابة الصدر وتقبل الآراء الأخرى.
- الحِدَة في التعامل والاستقلالية في الرأي.
- النظر إلى المصلحة الشخصية ، أو النظر إلى الأمور من زاوية ضيقة.
- قلة إدراك خطر مثل هذه الخلافات.
- ضعف الإخلاص.

ومن الحلول لهذه المشكلة :
- دعاء الله تعالى وسؤاله أن يجمع الكلمة ويوحد الصف ويوفق لما يحبه ويرضاه.
- النظر إلى السلبيات التي يمكن أن تحدثها مثل هذه المشكلات ، ومن أبرز سلبيات الخلاف بين المشرفين:
- أن الخلافات تؤدي إلى التفرق والنزاع.
- أن هذه الخلافات قد تؤدي إلى توقف الحلقة أو فشلها في تحقيق أهدافها.
- الظهور بمظهر غير لائق أمام الطلاب ، وأمام المجتمع بشكل عام.
- أن هذه الخلافات تنذر بمحق البركة وذهاب الإخلاص ؛ لأنها قد تؤدي بكل شخص إلى أن يصرف جهده ووقته في سبيل إظهار نفسه ، وإسقاط غيره.
- الاجتماع على كلمة واحدة ومحاولة التقريب بين وجهات النظر المختلفة.
- النظر إلى مصالح الحلقة وتقديمها على المصالح الشخصية الفردية.
- التريث في ردود الأفعال وعدم جعل العاطفة هي المسيطرة على اتخاذ المواقف.
- الاستشارة والاستخارة قبل اتخاذ أي قرار يُشْكِل على الإنسان أو يتردد فيه.
- العمل بروح الأخوة وتصفية النفوس مما قد يداخلها من حزازات.

وبعد هذا كله
فمهما سَمَا عَمَلُ الإنسانِ دُونَ يَدٍ تَدْنِيه لله أَضْحى حَظَهُ النَّكَدُ فتوفيق الله أولاً وآخراً هو الأساس وهو الذي عليه المُعَوَّل ، فيجاهد الإنسان نفسه ويدعو الله سبحانه وتعالى ليكون أحرى بتوفيقه وقبوله.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق