Translate


الخميس، أكتوبر 21، 2010

رواية: فراش العروس الحجري






نبذة عن الرواية
يدور زمن الرواية في عام 1956 عندما يتلقى طبيب الأسنان الأميركي نورمان كينيث دعوة من الحزب الشيوعي في ألمانيا الشرقية للمشاركة في مؤتمر خاص بأطباء الأسنان بمدينة درسدن، وهي نفس المدينة التي قصفها قبل ثلاثة عشرة عاما بطائرته الحربية، إبان الحرب العالمية الثانية. أثناء الهجوم تصاب طائرته وتتحطم أرضا يصاب كورنيث بجروح بالغة في وجهه، ثم يحاول جراح تجميل روسي إزالة التشوهات لكن آثار الكارثة تظل عالقة في نفسه للأبد. لم يتشوه كورنيث من الخارج، لكن في أعماقه هو إنسان رافض للتشوهات التي تسبب بها للمدينة وسكانها الأبرياء يوما. في المطار يلتقي هيلا فيبان، التي تعمل مرشدة سياحية، وهي إحدى ضحايا الحرب، قضت سنوات طويلة من حياتها في معسكرات الإعتقال، يعشقها للوهلة الأولى ويقول لها: كل مرة مثل الأولى، بالضبط مثل تشعر بعذريتها ليلة العرس، يخبو شعور كورنيث نحو هيلا سريعا، ويهجرها لذا يصبح فراش العروس حجريا.
ثم يلتقي في اليوم التالي مساعدتها الشقراء "كارين" التي بدورها تحاول غوايته وتضليله قدر الامكان كي لا يلتقي هيلا مجددا، يتفحص كورنيث المدينة أثناء جولته التفقدية، من إحدى تلال المدينة يرى كورنيث بوضوح آثار الدمار الذي حل بدرسدن وشارك فيه ذات يوم. أثناء عشاء الإستقبال يتعرف كورنيث على مفوض قادم من ألمانيا الغربية يدعى سخيندرهان، يخبره هذا الأخير كيف فقد أباه، شقيقته، ولده، زوجته وكل أفراد أسرته الذين ماتوا جميعهم محترقين إبان قصف المدينة. كما يحكي له عن نشاطه بجبهة داخلية، تتضايق هيلا من سماع تلك التفاصيل المرعبة، وعندما تستعيد نشاطها، يرغم كورنيث مكرها على مصارحتها بواقعه الأليم، تخفي هيلا أيضا سرا غامضا، وتطلب منه إخبارها بمزيد من التفاصيل عن حياته الماضية، يصمت كورنيث ولم يخبرها بأنه أحد الذين شاركوا في قصف المدينة. لا تظهر هيلا رغبة واضحة لسماع المزيد من التفاصيل، و تعترف بأن الإنجليز هم المجرمين الحقيقيين . ثم يتبع ذلك أغنية هوميريسية، تعبر عن تحليق كورنيث ورفقائه بقاذفات القنابل فوق سماء درسدن، مثارين بعنفوان الشباب، كأنهم يمارسون بعض الألعاب البهلوانية وليس قصفا جويا مدمرا.
تعبير بأن نيرون أثناء حريق روما كان منشغلا بمشاهدة عرض مسرحي في قصره بينما الفرسان الإغريق ينشدون أغنية النهاية، ثم يقارن موليش بين مشاهد الدمار في عصور ما قبل التاريخ والحرب العالمية الثانية. هنا يصور موليش العلاقة بين مدينة ترويا الإغريقية ودرسدن وبين هيلينا وهيلا. الكل إنتصر مرة واحدة وترك بعد ذلك محطما.
كما توجد ثلاثة أغاني هوميرسية نسبة للشاعر الإغريقي هوميروس، قصف مدينة درسدن بواسطة كورنيث، ماضيه ، أيضا يستكشف القارئ الدوافع التي قادته للمشاركة بتدمير المدينة وخبراته العسكرية، كما أن الحبكة الروائية في عرض تلك الأغاني جاءت موازية للأحداث، هنا يبدو التجانس واضحا مع القصة الرئيسية، في النهاية نستطيع أن نطلق عليها لقب الرواية النفسية لأنها لا تدور حول البطل الرئيسي ولكن حول ذرائع مستترة. كلما إستعاد شخص ذكريات غابرة، ينتابه الفزع ويعتصره الألم، حيث تلازمه طيلة حياته، عرض الكاتب تفاصيل من البيئة التي عاش فيها البطل والظروف التاريخية التي مرت فيها أوربا، لكن من جانب آخر كان البطل ضحية حرب ليس إلا، مثل غيره من الشباب في حرب عبثية عديمة الجدوى.
على الرغم من صعوبة تصنيف الرواية، ربما لأنها لا تدور حول ثيمة البطل الرئيسي، وأيضا كثرة المدلولات التي تترك معاني متضاربة. مغزى الرواية: تعالي معي، حبيبتي هيلا، سوف تشاهدين آثار المحاربين الطرواديين وجنود الدروع الإغريق، ما تزال الحرب تدوي والدموع لم تتوقف، في الأرض الممتدة، حدث قتال مميت، في القوت الحالي السكينة والهدوء فقط، إنتهى الصراع، المحاربين يستندون بدروعهم، حراب طويلة بالقرب منهم، تشتعل بالأرض الحرائق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق