Translate


الأحد، أكتوبر 17، 2010

تسديد الحساب - بدر شاكر السياب




تلك الرواسي كم انحطّ النهار على
أقصى ذراها و كم مرّت بها الظلم
فما فرحن بآلاف الشموس و لا
من ألف نجم تردى مسّها ألم
صماء بكماء لم تأخذ و لا وهبت
و لا ترصدها موت و لا هرم
لو أدع الله إياها أمانته
لنالهنّ على إستيداعها ندم
و لاقتسمن مع الأحياء ما دفعت
من جزية لا توفى حين تقتسم
عن كل قهقهة من صرخة ثمن
و ما استجد دم إلا وضاع دم
و ما تحمل آلام المخاض و لم
يقرب من النور إلا الفكر و الرحم
و إن يكن أسعد الأحياء أكملها
فإنما هو أشقاهن لا جرم
قابيل باق و ان صارت حجارته
سيفا و إن عاد نارا سيفه الخدم
ورد هابيل ما قضاة بارئه
عن خلقه ثم ردت باسمه الأمم
و اليوم في حين وفى الدين غارمة
إلا بقايا و كادت تخلص الذّمم
و كاد يرجع للدنيا بشاشتها
ما قربته الضحايا و هي تبتسم
مشى على الأرض خلق عاش في دمه
من وحشها في المخاض الأول الضرم
خلق تراءى ليحيى ساعة افترست
عينيه رؤيا لها من هؤلاء فم
لو يقبض النور بالأيدي لسورة
دون الورى و لتعمم العالم الظلم
ريان عطشان لا يروي بلا فرح
جذلان باد عليه الجوع و البشم
كأنه و هو ماض في غوايته
من نفسه اقتص فهو الماء و الحمم
تفجر الضحك المسلوب من رئة
منخوبة بعد أخرى هدها السقم
عن ضحكة أطلقوها فهي صاعقة
أصابهم و الورى من رجعها صمم
و استترفوا متعة الأحياء ما دفعوا
عنها و لا غارما ما استترفوا رحموا
ثم استزادوا فإن لم يذهبوا دية
أو يقصروا عن طماح يرجح العدم







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق