Translate


الاثنين، أكتوبر 18، 2010

تلك المنازل - إيليا أبو ماضي



تلك المنازل ... كيف حال مقيمها



إنّا قنعنا بعدها .... برسومها



تمشي على صور الطيور لحاظنا



نشوى ، كمن يصغى إلى ترنيمها



و نكاد نعشق في الأزاهير الدمى



أزهارها ، و نحسّ نفخ شميمها



نشتاقها ، في بؤسنا و نعيمنا



و نحبّها ، في بؤسها و نعيمها



لولا الخيال يعين أنفسنا لمّا



سكنت ، و لم يهدأ صراخ كلومها



و لكان شهد الأرض في أفواهنا



و هو اللّذيذ أمرّ من زقّمها



يا حاملا في نفسه و حديثه



أحلام أرزتها و لطف نسيمها



حدّث بنيها شيخهم و فتاهمو



عن ليث غابتها و ظبي صريمها



خبّرهم أنّ الكواكب لم تزل



تحنو على العشّاق بين كرومها



ما زال بلبلها يغنّي للربى



و السّحر تنفثه لواحظ ريمها



و الريح تلتقط الشّذى و تذيعه



من شيحها طورا و من قيصومها



و هضابها يلبسن عسجد شمسها



حينا ، و أحيانا لجين نجومها



و الفجر يرقص في السهول و في الذرى



متمهّلا فتهشّ بعد وجوهما



إن بدّلت منها التخوم فإنّها



ما بدّلت و الله غير تخومها



حدّثهم عن ليلها و نجومها



و عن الهوى في ليلها و نجومها



و عن الشّطوط الحالمات بعوده



للغائبين ، و رجعة لنعيمها



و عن الروابي الشاخصات إلى السما



ألعالقات رؤوسها بغيومها



فكأنّها سحب هوت من حالق



ورست على وجه الثّرى بهمومها



و عن الحياة جميلها و قبيحها ،



و عن النفوس صحيحها و سقيمها



و عن الألى ملكوا فلم يتورّعوا



عن سلب أعزلها و ظلم يتيمها



و عن الثعابين التي في أرضها ،



و عن الذئاب العصل خلف تخومها



ألجاهليّة ، آه من أصنامها



بوركت ، يا من جدّ في تحطيمها



و الطائفيّة أنت أوّل معول



في سورها ، ثابرعلى تهديمها



حتّى تعود وواحد أقنومها



و يحلّ روح الله في أقنومها



قل للشبيبة أن تبين وجودها



و تعزّ أنفسها بهون جسومها



كم ذا تشعّ و لا تضيء علومها



سرج الظلام إذن جليل علومها



يا واحد منها يحمّل نفسه



آلام عانيها وليل سليمها



إن أكرمتك نفوسنا في ليلة



فلكم قضيت العمر في تكريمها



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق