Translate


الاثنين، أكتوبر 18، 2010

من يحدثنا عن الفقر لدينا..



راشد محمد الفوزان

موضوع معقد كأرقام وكتعريف لدينا، والسؤال هل لدينا فقر؟ الإجابة البديهية ككل مجتمع وبيئة ودولة نعم لدينا فقر، والسؤال التالي البديهي كم نسبة أو عدد الفقراء لدينا؟ لا يوجد إحصاء دقيق منشور ومعتمد حتى الآن، كما هي البطالة !!. حين نعرف ما هو الفقر، تعريفه ببساطة وعلميا ودوليا، هو من يفتقد لأساسيات الحياة من مأكل ومسكن ورعاية طبية وتعليم ومصدر دخل أمن وثابت. ويفتقد للحياة الرضية. آخر دراسة نشرت الآن في الولايات المتحدة ارتفع عدد الفقراء لديها بما يقارب الآن 37 مليوناً من عدد السكان بارتفاع ما يقارب نصف مليون، وصنف الفقر في الولايات المتحدة من خلال مستوى الدخل أي أن يقل دخل الفرد الواحد 10.000 دولار أمريكي أي 37.500 ريال سنويا. وللعائلة من 4 أفراد بدخل 21.000 ألف دولار أي ما يعادل 78.750 ألف ريال. هذا بمقياس الولايات المتحدة الأمريكية. المثير أيضا أن عدد الفقراء يتزايد لأسباب كثيرة جدا، أهمها الحياة التنموية في الدول والإنفاق للدولة أين يتجه، أين تشمل ومن تشمل، مستوى التعليم الذي يرتقي بالفرص الوظيفية لكل متعلم، وهل تم توظيف الثروة للدول التوجيه الصحيح الذي يعني بالاتجاه الأخر توفير مصادر دخل إضافي، فإنفاق مليون ريال يجب أن يصنع فرص عمل وأن يكون مصدرا لتنمية الدخل، البنية الأساسية هي من أهم عوامل توفير الحاجات الأساسية للمواطنين من سكن وتعليم وعلاج، وهي أساسيات يحتاجها الفقير والغني والفقر أولا.

في بلادنا هناك اهتمام ورعاية من الدولة لمعالجة الفقر وهناك جهد وميزانيات لا شك بها، وهناك استراتيجية وطنية لمعالجة الفقر، ولكن لا نجد لها الكثير من الأرقام تنشر أو ماذا فعلت أو قامت به حتى الآن. معالجة الفقر لدينا في وقت زاد عدد الأثرياء لدينا، والسوق السعودي للأسهم أكبر شاهد ونلحظ أصحاب علاوات الإصدار للشركات ماذا كانوا وماذا أصبحوا، ثراء فوق ثراء بأرقام بمليارات الريالات، نلحظ اصحاب المساهمات العقارية المتعثرة بمليارات الريالات أين هي وهم؟ نتحدث عن التجار الذين تعاني مصلحة الزكاة والدخل من عدم والوفاء بزكاتهم وهي حق لله سبحانه وتعالى، الفقر هو نتيجة وليس هو المشكلة بذاتها، والغريب أن كثيرا ممن يمارسون الثراء بطريقة أو أخرى يصنفون دورهم أنه ذكاء وأنهم يملكون ما لا يملك الآخرون وهذا صحيح وإلا ما أصبح بهذا الثراء لكنهم بمميزات وفرص لا تتوفر لغيرهم فقط لا غير. معالجة الفقر تعني أولا أن ننشر كل شيء عن عددهم ونسبتهم، ولا يعني أن نكون دولة بلا فقر لأن هذا الخيار ليس مطروحا بأي دولة ولا أي زمان فهي من سنن الحياة، ولكن النسبة والتناسب هي السؤال المطروح، وما يتبع الفقر من حاجة وفاقة وجرائم وخلل اجتماعي ستكون عواقبة وخيمة جدا، وهذا ما يعني وضعها بأعلى درجات الأهمية لمعالجتها. الحلول تبدأ بالمكاشفة والحلول من الجذور، ونحن بوضع اقتصادي يمكن من خلال وضع الفقر لدينا بأدنى مستوياته ونسبه، ولا يعني منح الأموال هو الحل، بل حزمة من الحلول هي الحل.


الرياض


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق