Translate


الأحد، أكتوبر 10، 2010

سيد المقاومه في خطابه الاخضر ..




بقلم: سعيد الشيخ

لولا الصورة المصاحبة للصوت لأعتقد المرء ان هذا الخطاب يعود الى زعيم بيئي يحض اتباعه الى الحفاظ على البيئة. وليس لرجل دين إستطاع ان يكون سيدا للمقاومة بسبب قيادته لحزب شكل ريادة في المنطقة العربية في مقاومة الكيان الصهيوني، ووضع حد لأطماعه وغزواته المتكررة، والأهم إسقاطه لنظرية "الجيش الذي لا يقهر" التي كانت القيادة الاسرائيلية تتباهى بها.
ولأن المقاومة نقيض الاحتلال ... الاحتلال الذي دأب وبعد إبادة البشر الى إبادة الحجر والشجر، يحضر سيد المقاومة ويحضّ على زراعة الأشجار كرمز للبقاء الطبيعي بوجه الفناء الذي أرادته السياسات الاسرائيلية عنوانا يوميا حاضرا في جعرافيا فلسطين والجنوب اللبناني.
بيد ان سياسات "الارض المحروقة" الاسرائيلية لا بد وأن تقابل بسياسة "الأرض المزروعة"، ومن أولى من ثقافة المقاومة لأن تتولى رسالة سياسة الحياة بوجه سياسة الموت والإبادة الاسرائيلية .. ومن المهم ان نذكّر أن روح المواطن العربي الفلاح مرتبطة بالشجرة منذ بدء الخليقة حيث في نسغها تتشكل حياته وموته.
وعندما تكون ثقافة المقاومة رائدة في إبداع سبل الصمود والتصدي للطغيان، فأن سيد المقاومة في خطابه بدا وكأنه يعلن عن حزب جديد لم تعرف مثله الحياة السياسية العربية بالرغم انه موجود ومنتشر في قارة اوروبا بإسم "الخضر".
فالخضر في اوروبا شأنهم شأن الأحزاب اليسارية ارتبط نضالهم الى جانب العمال والطبقات المستضعفه ومطالبتهم بحقوق الانسان .. ولكن كانت لهم مهمة رائدة اخرى في الدفاع عن البيئة التي بدأ يتهددها النشاط الرأسمالي المتمثل في معامل الصناعات الثقيلة والاسلحة النووية حيث بدا أصحاب هذه المشاريع لا تهمهم صحة الانسان ولا تهمهم بيئة نظيفة امام تقدم مشاريعهم المتوحشة.
هو ذات التوحش الذي يؤمن بالابادة مهما كان مصدره، والتصدي له يكون بتوحيد قوى انسانية في لدنها تتشكل الرأفة والرحمة والمحبة والاحساس العالي بمشاكل الكوكب. وهذه المشاكل من لها سوى ثقافة المقاومة .. ومن لها سوى سيد المقاومة ان يعبر عنها بصفاء المعنى والروح.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق