Translate


الجمعة، نوفمبر 05، 2010

الغارديان: الرئيس المصري ينتظر فوزاً ساحقاً معد سلفاً






وصفت صحيفة الغارديان البريطانية فوز الرئيس المصري حسني مبارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة بالمتوقع والمرتب سلفاً.
وقالت في تقرير تحت عنوان "حسني مبارك ينتظره فوزا ساحقا معد سلفا" كتبه "سايسل هينون" ونشر في عددها الصادر الاربعاء "ان الحزب الحاكم لن يواجه منافسة حقيقية، لكنه يريد ان تحصل المعارضة على بعض المقاعد البرلمانية لتحقيق الاستقرار السياسي".
واشارت الصحيفة الى اعلان وزارة الداخلية المصرية قبل ايام ان أي مصري يريد الترشح في الانتخابات، المقررة في الثامن والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني، عليه التقدم بطلبه في موعد اقصاه الاحد المقبل.
وبات من غير الواضح اي جهة من جهات المعارضة ستدخل المنافسة مع الحزب الحاكم، مع وجود تهديدات بالمقاطعة، واوامر منع حكومية.
الا ان المؤكد، حسب الصحيفة، ان حزب الرئيس المصري، سيقدم 508 مرشحين، وهو اجمالي عدد مقاعد مجلس الشعب المصري (البرلمان).
وترى الصحيفة انه في غياب اي منافسة فعلية، لن يواجه الحزب الحاكم اي صعوبات في الحصول على 95 في المئة من اجمالي عدد المقاعد، ولا يبدو ان احدا يشكك في حصول هذا الحزب القوي على اغلبية قوية.
وعبرت الغارديان عن استغرابها لاهتمام الحزب الحاكم بترك مساحة شاغرة معقولة لاحزاب المعارضة في البرلمان. في غضون ذلك لا تراقب الاوساط الغربية وقت "رحيل" الرئيس المصري حسني مبارك عن الحياة بقدر مراقبتها لعملية انتقال السلطة. والتغيير قادم في مصر وفق تحليل "ذي ايكونوميست" الذي استند الى الغيبيات بمساعدة "عزرائيل". الا ان وكالات استخبارات أميركية وغربية قدرت الامر بغير الاعتماد على "عزرائيل" حسب "واشنطن تايمز" الأميركية.
ونقلت صحيفة "واشنطن تايمز" عن مسؤول في وكالة استخبارات مركزية أوروبية قوله ان وكالته تقدر أن يموت الرئيس المصري خلال سنة واحدة، وقبل موعد الانتخابات الرئاسية المصرية في أيلول- سبتمبر 2011.!
الفكرة في مصر هي التغيير وهي أهم من: منْ يأتي؟ التغيير له وجهان: الأول مباشر، أي تغيير الرئيس الذي يحكم منذ 30 عاما وشاخ وهرم ويتصرف وكأنه سيحكم خمسين عاما أخرى. والثاني غير مباشر، وهو ان تخرج مصر من فكرة وراثة ثورة تموز - يوليو وان تنطلق نحو عصر ليبرالي يحكم فيها الناس على الانجاز خلال فترة محددة من الزمن وليس على التراث السياسي او مجد حرب تشرين - اكتوبر او شذرات الناصرية او الساداتية او المباركية او فكرة الضابط النزيه العادل الذي يمسك الامور.
فما المطلوب إذن ؟ المطلوب في مصر تغيير يشبه التغييرات التي حدثت في اوروبا الشرقية، بنيوية بشكل كبير وليبرالية حتى وان تعثرت لفترة زمنية، لانها ستصلح نفسها بمرور الوقت وتستطيع ان تتصدى بعقلانية لمعضلة الاختيار بين نظام سياسي - عسكري ونظام سياسي - اخواني.
واذا كان القلق ينتاب "جيش الامراء من آل سعود في السعودية" حول رغبة الغرب بتولي قيادة شابة للسعودية بعد الملك عبد الله، فأن القلق ينتقل الى الطرف الغربي من سعي مبارك لتوريث الحكم لنجله جمال "كما حدث في سوريا وسيحدث قريباً في ليبيا".
ومن السذاجة أن نتوقع أن يحدث في أي من البلدين (مصر والسعودية) ديمقراطية كاملة في لمحة بصر. ويمكن تنزلق الامور إلى الفوضى في حال صعود الاسلاميين الاصوليين الى الحكم، الامر الذي سيفاقم مستويات "الحنين" لهذه الانظمة من قبل الشعوب! "أنظر ماذا حدث في العراق بعد صعود الاحزاب الدينية والطائفية؟".
ويرى تحليل مجلة "ذي ايكونوميست" ان الانتخابات، وعلى الرغم من حيويتها في نهاية المطاف، ليست العلاج الشافي في وقت مبكر. وما يحتاجه العرب، ليس في مصر والسعودية وحدهما، سيادة القانون والمحاكم المستقلة، ووسائل الإعلام الناضجة واليقظة، حقوق المرأة وحقوق العمال، السوق الذي لا يقتصر على أصدقاء الحاكم، الخدمة المهنية المدنية ونظام تعليم لا يروج لانجازات الحكومة.
في المعجم العربي الديني والتاريخي، مفهوم العدالة يعني أكثر من الديمقراطية، لكن الأنظمة التي تسود الآن في العالم العربي لا تقدم لا العدالة ولا الديمقراطية!
لكن ماذا عن التغيير القادم في مصر؟
إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تراقب مسألة انتقال السلطة عن كثب في بلد كان لعقود حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة، ولا أحد يضمن انها لن تمد أصابعها في عملية التغيير من أجل مصالحها.
وتعتقد غالبية وكالات الاستخبارات الغربية ان الرئيس المصري حسني مبارك سيموت بسبب إصابته بالسرطان في المعدة والبنكرياس ووصول المرض الى المراحل الأخيرة.
المؤشرات تؤكد تدهور صحة الرئيس المصري، بالرغم من نفي مسؤول حكومي مصري ما نشرته عدة صحف إسرائيلية ولبنانية بأن مبارك تلقى العلاج لمرضه في مستشفى بفرنسا.
وذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" بجراحة استئصال المرارة التي خضع لها مبارك في ألمانيا في مارس - آذار الماضي، والعلاج الذي استغرق 6 أسابيع.
ونقلت عن 3 مسؤولين أميركيين لم تكشف عن هوياتهم قولهم ان مجلس الاستخبارات القومي الأميركي والقيادة المركزية الأميركية طلبت من محللين استخباراتيين وضع سيناريوهات لما بعد وفاة مبارك وكيفية تأثير رحيله على مسألة انتقال السلطة في مصر.
كما نقلت عن الخبير في الشؤون المصرية ستيفن كوك قوله انه خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة المصرية قبل شهرين قال له كثيرون ان الرئيس المصري ليس في صحة جيدة. وقال مسؤول استخباراتي أميركي رفيع المستوى "نحن نعلم انه (مبارك) يموت ولكن لا نعلم متى سيرحل، فقد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً وأنظروا إلى الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو".
يشار إلى ان مبارك وصل إلى سدة الرئاسة بعد اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات في العام 1981. وبالرغم من انه رفض دعم أي خلف له إلا ان القانون الجديد بشأن الخلافة يعطي تقدماً كبيراً لابنه جمال (47 سنة).
ويذكر ان من أبرز منافسي جمال مبارك على الرئاسة مسؤولون مصريون من النخبة مثل رئيس جهاز الاستخبارات المصرية عمر سليمان، والرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي.
ونقلت "واشنطن تايمز" عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية قوله ان "مبارك رئيس لمصر منذ 30 سنة وسيكون (رحيله) حدثاً تاريخياً عند حصوله، وجمال مبارك هو بديل محتمل ولكن يبدو ان البرادعي مستعد للمنافسة على الرئاسة في ظل ظروف محددة".
وأضاف ان الحكومة المصرية ستجد نفسها أمام اتخاذ قرار تاريخي بعد رحيل مبارك، وعليها أن تأخذ في عين الاعتبار رغبات الشعب المصري الذي يطالب بمزيد من الانفتاح بعد سنوات من الحكم السلطوي.
واعتبر ان الحملة الرئاسية بدأت بطريقة ما، وبالرغم من وجود بعض من الانفتاح في المجتمع المصري إلا انه ليس كافياً لتنافس المرشحين فعلياً، مع العلم ان لدى أكثر من واحد فرصة للفوز.
من جهته أعرب السفير الأميركي السابق لدى مصر فرانك وايسنر عن إيمانه بمسار انتقال السلطة الذي أرسي بموجب تعديلات في الدستور اعتمدت في العام 2007.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق