Translate


الأربعاء، نوفمبر 10، 2010

حوار جاهلي مع امرأة متحضرة




أَتُحِبُّني ؟

إني أُحِبُّكِ ..

ما الدليلُ ؟

وما الدليلُ سوى الفِراشْ ؟

أهناكَ برهانٌ على حُبي ..

عدا موتي بنيرانِ الرُعاشْ ؟

فَتِأَمَّلَتْ وجهي ..

وقالتْ باندهاشْ :

إذن الفراش ؟

وكأنها لم تنتظرْ هذا الجوابَ ..

وأقفلتْ بابَ النقاشْ وتَحَرَّرَتْ من ثوبها فوقَ السريرْ

وأنا أراقبُ مولدَ النهدِ الصغيرْ

والقَلْبُ في حال ارتعاشْ

وغريزتي الحمقاءُ تصرخُ في دمي :

إذهبْ لها ..

واروِ البساتينَ العِطاشْ

وامسحْ بِقُبْلَتِكَ العنيفةِ عن ثراها ..

كلَّ آثارِ القُماشْ

وادفنْ جَبينَكَ بين نهديها ..

كطفلٍ خائفٍ بالحُبِّ طاشْ

فلربما حُلْمُ الطُفولةِ لم يَمُتْ ..

وعلى ضفافِ النهدِ عاشْ !

*******************

قالتْ :

تعال !

وتَمَدَّدتْ فوق السريرِ كما الغزالْ

ورجولتي تعوي عَلَيَّ بِحُرْقَةٍ :

إذهبْ لها ..

واشْرَحْ لها شَرَفَ الرجالْ

واثبتْ لها ..

أن الرجولةَ وَحْدَها..

رمزُ المحبةِ والوصالْ

********************

وهَمَمْتُ أمشي نحوها ..

مَشْيَ المُحاربِ للقِتالْ

وغُبارُ عَصْرِ الجاهليةِ ساكِنٌ..

بينَ الثيابِ وفي الظِلالْ

ومعي أَخَذْتُ رفيقةً سيجارتي ..

وَدُخانها ..

يجري أمامي بابتهالْ

حتى وَقَفْتُ أمامها بِبَداوتي ..

أستكشفُ الوديانَ منها ..

والجبالْ

فوجدتُ نفسي ضائعاً ..

بين الجميلةِ والجمالْ

بين الحقيقةِ والخيالْ

وبياضُ بَشْرَتِها المثيرْ

من داخلِ العَرْشِ الكبيرْ

يُعْطي لأحلامي المجالْ

ويقولُ :

يا هذا ، تفضل!

فالنعيمُ إلى زوالْ

*******************

وهناكَ ..

قربَ عَرينِها ..

بَرَزَ السؤالْ !

أأحبُّها ..

أم أنني ..

أبغي امتصاصَ رحيقِها ..

وإراقةَ الدَمِ باحتفالْ؟

وشعرتُ بالحبِّ الدفينِ يَشُدُّني ..

ويجيبُ عني ..

بعدَ تكرارِ المَقالْ :

أتحبني؟

إني أحبُّكِ ..

ما الدليلُ ؟

أَدِلَّتي كُثُرٌ طِوالْ

لا الصُبْحُ يكفيني لأسْرُدَ بعضَها ..

أو سهرةٌ حمراءُ ..

في ظِلِّ الهلالْ

يا وردتي البيضاءَ ..

يا قمراً أتى ..

بالنورِ من أرضِ المُحالْ

يا حفلَ رَقْصٍ صاخباً في غُرْفَتي ..

يا كَرْنَفالاً ساكناً في كرنفالْ

إني أحبُّكِ ألفُ حُبٍّ إنما ..

عيني تقولُ بِصَمْتِها ..

ما لا يُقالْ !
 
 
الكاتب طارق قديس
الموقع: الادب العربي
 



























































































































































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق