Translate


الثلاثاء، نوفمبر 30، 2010

رواية توني موريسون - محبوبة

توني موريسون (Toni Morrison) روائية أمريكية - إفريقية فازت بجائزة نوبل في الأدب عام 1993 عن مُجمل أعمالها، وجائزة بوليتزر عن روايتها محبوبة. من رواياتها الأخرى: أكثر العيون زرقة، نشيد سليمان، صولا، وطفل القطران. ورحمة مؤخراً، تُرجمت أعمالها إلى مختلف لغات العالم، ومن بينها العربية.
ولدت توني موريسون عام 1931 في بلدة لورين بولاية اوهايو الأميركية، وقد هاجرت إليها أسرتها من الجنوب حيث كان أبوها يعمل في الزراعة بعد أن ضاقت الحياة بالأسرة هناك. وكان أبوها يعتقد اعتقادا جازما باستحالة التعايش بين البيض والسود في انسجام ووئام، وكان هذا الاعتقاد بطبيعة الحال وليد أجيال كثيرة من معايشة بين البيض والسود.
أما والدة توني فقد تحدت الشعور بالظلم بكثير من الظرف والحيوية. وتقول كاتبتنا: كانت أمي تعشق ارتياد المسارح بعد ظهر أيام السبت والجلوس في الأماكن المخصصة للبيض فقط. وعندما علقت لافتات على الجدران تهدد السود الذين يجلسون في أماكن البيض بالطرد، كان من دأبها أن تمزق هذه اللافتات وتنثرها في جميع أنحاء المكان. وكانت تكاتب الرئيس روزفيلت بشان أوضاع السود.
وفي الخمسينات كانت الأسرة قد حققت ما يكفي من الاستقرار الاقتصادي لإلحاق توني بجامعة هاوارد، أشهر جامعة للسود في الولايات المتحدة. وبعد عشرة أعوام من ذلك عادت موريسون إلى الجامعة نفسها مدرسة فيها بعد أن نالت درجة الماجستير في الأدب الإنكليزي من جامعة كورنيل.
وشرعت موريسون في الكتابة منذ سنوات دراستها الأولى في الجامعة عندما كان السود يقاتلون من اجل نيل حقوقهم المدنية. فصورت أوضاع السود تصويرا فيه كثير من الواقعية والعمق والتعاطف. تقول إحدى الشخصيات في روايتها (محبوبة): لقد أخذ البيض كل ما معي وكل ما احلم به، وحطموا قلبي. ليس هناك حظ سيئ في العالم ولكن هناك شعبا ابيض فقط. ومنذ أن نشرت كتابها الأول بعنوان (العين الأشد زرقة) 1970 وهي تحاول محاولات دائبة لإضاءة مراحل مهملة من التاريخ الأميركي، فأميركا التي تكتب عنها موريسون بلد استعبد الآخرين فاستبعد نفسه بالتالي، وشخصياتها التي لحق بها الضر والقمع والاضطهاد تتطلع إلى الموت أو إلى النسيان أو إلى إلغاء الماضي، وهي موقنة بأن الموت ربما يكون أفضل من المستقبل.
حصلت الأديبة الأمريكية السوداء توني موريسون واسمها الأصلي هو (كلويه أنطوني ـ دفورد) على جائزة نوبل للأداب عام 1993 ، لكتاباتها التي تغوص عميقاً في اللغة في محاولة لتحريرها من القيود العرقية والإثنية ، وهي لغة موحية معبرة تنطوي على حس شعري عال ، وكان فوزها في حينه يعني فوز المبدعات الزنجيات جميعاً ، حتى أصبح عام 1993 هو عام توني موريسون بحيث أنه لم يلتفت أحد الى كرة القدم أو الى المطربين وباعة المارجوانا ، فقد غلب فوزها بجائزة نوبل على أحداث ليست قليلة ، بما في ذلك أخبار الساسة ورجال المال ، وقد حاولت الكاتبة من خلال رواياتها تحقيق الذات لكل الأميركيين من أصل إفريقي باللجوء والعودة الى الجذور ، انها كاتبة أدبية من الطراز الأول ، تدرك معنى الحرية ومعنى الهم الإنساني . ولقد اشتغلت موريسون على اللغة ، وعلى التخييل ، وعلى الميثولوجيا ، بغية البرهنة على الغنى العظيم في التراث الأسود ذي الجذور الممتدة في افريقيا وأمريكا الجنوبية التي استنشقت عبق الهنود الحمر واستنكهت سحرهم . وهي تقول عن نفسها"انني من مواليد كليفلاند ، جذوري تعود الى الجنوب ، هرب أهلي من الاسترقاق في القرن الماضي ، كان الصراع بين التكيف مع الواقع الأبيض والحفاظ على الهوية السوداء هاجسي دائماً".
وفي إحدى المرات صرحت توني بقولها (أنا لا أكتب انتقاماً من العنصرية بل لتغيير اللغة الى لغة لا تنتقص من الناس ، لا أحمل سيفاً ، ولا أبتغي رد المظالم ، أريد ملء الفراغ بصوت النساء السوداوات).
كان فوز توني موريسون بجائزة نوبل للأدب لعام 1993 مفاجأة للكثيرين، فسر البعض فوزها بالجائزة بان لجنة نوبل خضعت لضغوط سياسية واقتصادية وإنسانية، وقالوا أن اللجنة أغفلت جون ابدايك وفيليب روث، ولم تعط أيا منهما الاهتمام الذي يستحق، وقالوا أن كون ابدايك وروث من الذكور ومن البيض لم يكن عاملا مساعدا لفوز أي منهما بالجائزة. والواقع أن توني موريسون لم تفز بالجائزة لأنها امرأة ولأنها سوداء، والذين يعتقدون أنها فازت بها لأنها كذلك يظلمون الكاتبة ويظلمون الجائزة.
كتب الكاتب الأميركي الافريقي الكبير جيمس بالدوين يقول: أن هناك جوانب كثيرة لا نحب نحن السود أن نعرفها عن أنفسنا، وهذه الجوانب وثيقة الصلة بماضينا وبالعذاب والاضطهاد والقمع والقتل الذي تعرضنا له وعانينا منه كثيرا. وكتبت توني موريسون عن هذه الجوانب التي لا يريد السود - وتوسعا المضطهدون جميعا - أن يعرفوها عن ماضيهم، أو ما يريدون نسيانه، وما تزال تكتب عنها منذ أكثر من عشرين عاما. ومع أنها لم تبلغ منزلة بالدوين إلا أنها في الطريق إليها، وهي تتمتع بقدرة فائقة على القص بفنية فذة أخذت بألباب الملايين من القراء على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم. وفي رواياتها عنصر تاريخي طاغ يذكر بروايات الكتاب الروس الكبار في القرن التاسع عشر اكثر مما يذكر بالروائيين الأميركيين في أواخر القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين. إنها تضع شخصياتها في سياق تبحث فيه عن هوية ومكان في الواقع الأميركي الذي ينكر عليها حقوقها الانسانية الكاملة.
انها الثانية بين أربعة أشقاء وشقيقات لعائلة سوداء من الطبقة العاملة ، لكنها عائلة مثقفة ، فقد كان جدها عازفاً موسيقياً وأمها كانت مغنية في كنيسة الحي ، أما أبوها فهو حداد ، ولقد أظهرت الطفلة توني ميولاً أدبية منذ نعومة أظفارها ، وقد اطلعت على كلاسيكيات الأدب الفرنسي والانجليزي والروسي ، وقد تابعت دراستها في الانسانيات والأداب في جامعتي"هاورد"و"كورنيل" ، فقد تخصصت بالقانون بجامعة"هوارد"ثم درست الآداب عام 1953 وتابعت تحصيلها الدراسي لتحوز شهادة بعلم النفس عام 1955 وعملت في جامعات عدة مثل"الجامعة الجنوبية في تكساس"و"هاورد"و"ييل" ، كما عملت أستاذاً للإنسانيات في جامعة"برينستون"في نيوجيرسي ، حيث نالت درجة الأستاذية وحصلت على مقعد ، كما عملت كناقدة وألقت العديد من المحاضرات العامة المتخصصة في الأدب الإفريقي الأمريكي ، وبعد حياة زوجية قصيرة مع هارولد موريسون المعماري المشهور تطلّقت توني عام 1964 لتعمل كمحررة أدبية في مؤسسة راندوم للنشر.
وكان أول ظهور روائي لها في العام 1970 ، حين نشرت رواية (العين الأكثر زرقة - The Bluest Eye) ، حيث أثارت هذه الرواية في حينه اهتمام النقاد والجماهير العريضة من القراء ومحبي الأدب لما فيها من حس ملحمي واضح وحوارات متماسكة وتصوير شاعري لدقائق حياة المجتمع الأمريكي الأسود . حيث تصور الرواية أن النساء يتسمن بالجمال والحسية والغريزة المتقدة ، ومع ذلك فإنهن يعانين من افتقاد ملحوظ لعلاقة كاملة مع طرف آخر ، ولقد بدا هذا واضحاً من خلال القزمة الزنجية بيكولا بريدلف.
كان فوز توني موريسون بجائزة نوبل للأدب لعام 1993 مفاجأة للكثيرين، فسر البعض فوزها بالجائزة بان لجنة نوبل خضعت لضغوط سياسية واقتصادية وإنسانية، وقالوا أن اللجنة أغفلت جون ابدايك وفيليب روث، ولم تعط أيا منهما الاهتمام الذي يستحق، وقالوا أن كون ابدايك وروث من الذكور ومن البيض لم يكن عاملا مساعدا لفوز أي منهما بالجائزة. والواقع أن توني موريسون لم تفز بالجائزة لأنها امرأة ولأنها سوداء، والذين يعتقدون أنها فازت بها لأنها كذلك يظلمون الكاتبة ويظلمون الجائزة.
كتب الكاتب الأميركي الافريقي الكبير جيمس بالدوين يقول: أن هناك جوانب كثيرة لا نحب نحن السود أن نعرفها عن أنفسنا، وهذه الجوانب وثيقة الصلة بماضينا وبالعذاب والاضطهاد والقمع والقتل الذي تعرضنا له وعانينا منه كثيرا. وكتبت توني موريسون عن هذه الجوانب التي لا يريد السود - وتوسعا المضطهدون جميعا - أن يعرفوها عن ماضيهم، أو ما يريدون نسيانه، وما تزال تكتب عنها منذ أكثر من عشرين عاما. ومع أنها لم تبلغ منزلة بالدوين إلا أنها في الطريق إليها، وهي تتمتع بقدرة فائقة على القص بفنية فذة أخذت بألباب الملايين من القراء على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم. وفي رواياتها عنصر تاريخي طاغ يذكر بروايات الكتاب الروس الكبار في القرن التاسع عشر اكثر مما يذكر بالروائيين الأميركيين في أواخر القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين. إنها تضع شخصياتها في سياق تبحث فيه عن هوية ومكان في الواقع الأميركي الذي ينكر عليها حقوقها الانسانية الكاملة.
حصلت الأديبة الأمريكية السوداء توني موريسون واسمها الأصلي هو (كلويه أنطوني ـ دفورد) على جائزة نوبل للأداب عام 1993 ، لكتاباتها التي تغوص عميقاً في اللغة في محاولة لتحريرها من القيود العرقية والإثنية ، وهي لغة موحية معبرة تنطوي على حس شعري عال ، وكان فوزها في حينه يعني فوز المبدعات الزنجيات جميعاً ، حتى أصبح عام 1993 هو عام توني موريسون بحيث أنه لم يلتفت أحد الى كرة القدم أو الى المطربين وباعة المارجوانا ، فقد غلب فوزها بجائزة نوبل على أحداث ليست قليلة ، بما في ذلك أخبار الساسة ورجال المال ، وقد حاولت الكاتبة من خلال رواياتها تحقيق الذات لكل الأميركيين من أصل إفريقي باللجوء والعودة الى الجذور ، وهي كاتبة أدبية من الطراز الأول ، تدرك معنى الحرية ومعنى الهم الإنساني . ولقد اشتغلت موريسون على اللغة ، وعلى التخييل ، وعلى الميثولوجيا ، بغية البرهنة على الغنى العظيم في التراث الأسود ذي الجذور الممتدة في افريقيا وأمريكا الجنوبية التي استنشقت عبق الهنود الحمر واستكنهت سحرهم.
وتقول توني موريسون عن نفسها"انني من مواليد كليفلاند ، جذوري تعود الى الجنوب ، هرب أهلي من الاسترقاق في القرن الماضي ، كان الصراع بين التكيف مع الواقع الأبيض والحفاظ على الهوية السوداء هاجسي دائماً".
افضل روايات توني موريسون هي (محبوبة) التي فازت بجائزة بوليتزر أكبر الجوائز الأدبية في الولايات المتحدة عام 1988. وهي رواية مكثفة وغنية في أسلوبها وأفكارها. فالحدث الواحد ينظر إليه من زوايا مختلفة شخصية ووطنية وتاريخية وإنسانية.
أخذت توني القصة من تقرير عثرت عليه في (الكتاب الأسود)، وهو مجموعة من قصاصات الصحف والإعلانات الصحفية التي ترصد تاريخ الأميركيين الأفارقة من بداية التجارة بالرقيق إلى حركة الحقوق المدنية. وكان التقرير الذي هزها من الأعماق بعنوان (زيارة إلى الأم السوداء التي قتلت ابنتها الوليدة لئلا تعيش في عالم يهيمن عليه البيض). وتشهد الجدة عملية القتل. ويتحدث التقرير عن الفقر والبؤس في حياة هاتين المرأتين ويقول: هاتان العبدتان عاشتا حياتهما كلها على بعد ستة عشر كيلومترا من مدينة سنسناتي. يقولون لنا إن تجار الرقيق في هذه المنطقة رحماء جدا بالعبيد، وإذا كانوا كذلك فكيف لنا أن نتخيل ما يفعله التجار الرحماء؟ ويختتم كاتب التقرير تقريره قائلا: لا ضرورة للتعليق.
نجحت موريسون في تصوير الرق بكل بشاعته وقسوته بان سمحت للشخصيات والتفصيلات بان تتكلم بنفسها عن نفسها دون تدخل من الكاتبة. البطلة هي (سيث) تفر من مالكها الأبيض في ولاية كنتاكي وتقيم مع حماتها في ضواحي سنسناتي، والظروف التي تفر فيها سيث تجعل منها بطلة حقيقية: فهي حامل بابنها الرابع، ويتخلى عنها زوجها في اللحظة الأخيرة، ومع ذلك ترسل أولادها الثلاثة في عربة متوجهة إلى اوهايو ثم تلحق بهم عام 1855، بعد أن تلد ابنتها دينفر. وعندما ينضم إليها بول دي، أحد معارفها، بعد ثمانية عشر عاما يتعرف إلى ظروف حياتها. لقد فر ولداها الكبيران. أما ابنتها الصغرى فتبدو عليها إمارات الانسحاب والعدوان، وأما ابنتها الأخرى فقد ماتت منذ وقت طويل ولكن روحها وذكرياتها تسكن البيت. فلا شك أن شيئا رهيبا حدث في البيت، وكثير من الرواية مكرس للكشف عن هذا اللغز. وسيث غير متعاونة في عملية الكشف، فهي تريد أن تنسى الماضي، وهي تعتقد أن مهمتها في المستقبل هي نسيان الماضي، ولكنها لا تفلح في هذه المهمة.
وفي يوم من الأيام تفاجأ بزائرة اسمها محبوبة. وهو الاسم الذي أطلقته على ابنتها، فنكتشف أن هناك مبررات فلسفية وإنسانية للقتل. لقد كان أمام سيث خياران: إما أن تقتل ابنتها أو أن تقبل بأن تعيش الطفلة في ظل العبودية. إن مثل هذه الخيارات الصعبة عنصر أساسي في الفن الروائي العظيم، وهي تذكر بالأزمات المعقدة التي تمر بها شخصيات شكسبير والكتاب الإغريق القدامى. إن اهتمام توني بمثل هذه الأزمات المعاصرة هو الذي جعل رواياتها، بالإضافة إلى أنها فن رفيع، تاريخا اجتماعيا ونفسيا واقتصاديا لمشكلة السود وأمثالهم من المضطهدين في العالم.
وتبرز الرواية المفارقات الكبيرة في حياة أشخاصها: فهم يبتسمون عندما يشعرون بالحزن، ويتوقعون إلى الموت (فالبطلة التي قتلت ابنتها تقول: لو لم اقتلها فإنها كانت ستموت، وهذا ما لا أحتمله قط)، والحياة الطيبة هي الحياة التي يعيشونها في الظلام، لأن النهار بشمسه ودفئه يذكر بالعمل المضني تحت إشراف البيض: (اجتمع الواحد منهما بالآخر أيام الأحد فقط منذ سنوات طويلة، وما عدا ذلك كانا يتحدثان ويتلامسان ويأكلان في الظلام، ظلام ما قبل الفجر وما بعد غروب الشمس. لذلك كان نظر الواحد منهما في وجه الآخر صباح يوم الأحد متعة حقيقية. كان هال ينظر إليها وكأنه يريد أن يختزن في ذاكرته ما يراه منها في ضوء الشمس ليعوض عما رآه من ظلها في باقي أيام الأسبوع).

هناك تعليق واحد:

  1. حزين ان يكون الانسان مقيد لا يملك حريتة
    كاتبة رائعة

    ردحذف