Translate


الجمعة، نوفمبر 19، 2010

الأدب الصيني


الأدب الصيني من أشهر وأعرق الآداب في العالم. وقد قدم الكتاب الصينيون أعمالاً مهمة علي مدى ثلاثة آلاف عام. وكانت روائع الأدب الصيني تشتمل في موضوعاتها على التاريخ والفلسفة والسياسة والعلوم. ومن بواكير الأعمال الصينية مجموعة تضم ثلاثمائة قصيدة كانت تعرف بكتاب الأغاني، يرجع تاريخها إلي القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وهي قصائد تحكي عن الزراعة والحب والحرب، ومنها ما ينشد في مناسبات الزفاف والقرابين الدينية. ومن أقدم أعمال النثر الصيني كتابات تعرف باسم كتاب الوثائق، وهو كتاب يضم في الأساس خطباً يعتقد أنها للحكام الصينيين الأوائل، وربما كانت أقاصيص كتبت في عهد أسرة تشو بين عام 256 و1121 ق.م.

كانت الأعمال الصينية تعطي دروسا أخلاقية، وتعبر عن فلسفة سياسية، وهذا ما يبدو واضحاً في الكتابات الكونفشيوسية، نسبة إلي الفلسفة التي أسسها كونفشيوس الذي عاش في الفترة من 551 - 479 ق.م. وساد مذهبه الصين حتى القرن العشرين، كما كان كثير من الكتاب يعتنقون (البوذية)، حيث كانت البوذية أيضا إحدي الديانات والفلسفات المهمة، وكان البوذيون والطاويون أقل اهتماما من الكونفشيوسيين بمسألة الأخلاق والسياسة، فاستخدموا الأدب ليعبر عن أفكار دينية وفلسفية.
ويعتقد أن نشوء الديانة الطاوية في القرن الرابع قبل الميلاد قد جاء كرد فعل ضد الكونفشيوسية؛ إذ كان الطاويون يعتقدون أن على الناس أن يتفادوا الالتزامات الاجتماعية، ويعيشوا حياة بسيطة وأقرب إلي الطبيعة. وقد أثرت هذه الأفكار كثيراً علي الشعراء، فتغنوا بجمال الطبيعة، ونتج عن الفلسفة الطاوية رقعتان من الأدب: الأولي كتاب "نموذج الطريق والفضيلة"، كتبه لاوزظي مؤسس الطاوية، والآخر يعرف باسم "زوانجيزين" وهو ينسب إلي الفيلسوف زوانجيزي.



الكتابات القديمة في الصين:

لم يكن معروفا متى بدأ النظام حالياً في كتابة الأدب الصيني، لكن أقدم ما عثر عليه من الكتابات يعود تاريخه إلي حوالي ألف وأربعمائة عام قبل الميلاد، أي إلي فترة عهد حكم أسرة شانغ، حيث بدا واضحاً أن الأنظمة المفقودة المستخدمة في الترميز، المستخدمة تلك الفترة، تدل علي وجود أصول أقدم لأشكال الكتابة، وذلك من خلال ما عثر عليه من كتابات محفورة علي قطع من العظم وقشر دروع السلاحف، التي كانت تستخدم في التنبؤ والعرافة. كانت هذه الرموز واضحة، ومثلت كلمات محددة ومفهومة، أمكن تتبع هذه الرموز المتعددة بشكل تسلسلي، إلي أن أصبحت بشكلها المعروف حالياً.
أغلب الأعمال الأدبية التي نجت يعتقد أنها دونت في فترة حكم أسرة تشوا، التي امتد حكمها من 1027 حتى 256 قبل الميلاد، حيث كتب أغلب الأدباء ما يمكن أن يسمي الأدب القانوني المستخلص من الكونفوشية، والذي يحوي النسخ الحالية من هذه الأعمال ضمن الكتابات التقليدية المعروفة باسم الكلاسيكيات الخمس، مع إقحام الإضافات عليها.
وتنسب هذه الكلاسيكيات الخمس إلي كونفوشيوس كمؤلف أو جامع للمادة التي احتوتها، والتي كانت مدعمة من عدة كتب متنوعة، حيث نجد تشن تشيو أو (سجلات الربيع والخريف) وهي عبارة عن تاريخ زمني غير منقح لمنطقة لو، وطن كونفوشيوس الأصلي، وكتاب أي تشنغ (كتاب التغيرات) الذي يوضح بتلميحات غامضة نظاماً للتنور، أسس بناء علي دراسة 64 من الأشكال الهندسية السداسية المكونة من خطوط كاملة متصلة أو متقطعة، وكتاب لي تشي (الشعائر) الذي يصف الطقوس والحالة الكونفوشية المثالية. أما كتاب شوتشنغ (رائعة الوثائق) أو كتاب التاريخ فقد احتوي علي سجلات تاريخية، اكتشف بعضها مزوراً، والبعض الآخر كان عبارة عن مقاطع ناقصة. أما كتاب المجموعة الرئيسة من الشعر فيوتشيغ، التي أطلق عليها وانشبه تشنغ (رائعة الأغاني، كتاب القصائد) فقد كان مؤلفاً من ثلاثمائة وخمس قصائد، مدونة كمقاطع شعرية متناغمة بسيطة، تحكي عن حياة الفلاحين البسطاء، وتتحدث عن الحب والحروب التي وقعت في الأقاليم الإقطاعية.
في عهد أسرة سانغ  1279 - 960  أُلّف ما يعرف باسم سوشو (الكتب الأربعة) وهي مختارات تضمنت لي تشي وأعمالاً أخري، واعتبر بدوره من التعاليم الكونفوشيوسية. ومن ضمن الكتب القديمة المهمة تاهسوية (التعاليم العظيمة) وتشانغ بانغ (مذهب الاعتقال) وتاوتي تشنغ (رائعة الطريق وتأثيره). وينسب هذا الكتاب إلي لاوتسو، ويعتبر كتابا (رائعة الطريق وقوتها) و(أعمال تشوانغ تسو) من الأدب الأساسي للتعاليم الطاوية، وهما أكثر الكتب شيوعاً منذ القرن الثاني للميلاد.
كانت الكتب الصينية تنسخ علي مقاطع رقيقة من الخيزران، استبدلت فيما بعد في القرن الثاني قبل الميلاد بالحرير، كأرضية للكتابة عليه، وانتقلت بعدها إلي الكتابة علي الورق، بعد أن تم اختراعه في القرن الثاني بعد الميلاد، ما أدي إلي زيادة كبيرة في عدد الكتب المتوفرة. أما اختراع أسلوب الطباعة على قوالب خشبية فقد كان في فترة حكم أسرة تانغ، التي امتدت ما بين 618-906. ثم طورت هذه التقنية واستخدمت بشكل شائع بحلول القرن العاشر الميلادي، ما سمح بزيادة عدد النسخ المتوفرة للكتاب الواحد.
وبمرور الوقت تطورت اللغة المستخدمة في المجال الأدبي الصيني كثيراً، مؤدية إلي إنتاج أسلوبين من الكتابة: الأول مكون من اللغة الأدبية الخالصة، والآخر من اللغة العادية، وأنتج كل منهما أساليبهما المختلفة بشكل شديد التباين، ما أثري الأدب الصيني، وعكس لغته المتميزة والفريدة.
كان الأسلوب الأدبي موجزاً بشكل ملحوظ، وفريداً من ناحية قوته، وجدة ألفاظه، وثراء مفرداته، وكثرة استخدام التلميحات التاريخية والأدبية في، حتى بات من الضروري، في نهاية الأمر، وجود قواميس خاصة من أجل توضيحه.
الأدب الصيني الحديث :
كانت الصين معزولة عن الغرب حتى القرن التاسع عشر. وقد شهد القرن التاسع عشر سفر كثير من المصرفيين والتجار الأوربيين إلي الصين، وانفتح الصينيون تدريجياً علي الثقافة الأوروبية. وبحلول القرن العشرين ظهر أثر الأدب الغربي علي أعمال معظم الكتاب الصينيين. وكان أهم مؤلف صيني في أوائل القرن العشرين هو لوزن، الذي كتب قصصاً قصيرة ساخرة في النقد الاجتماعي. بعدها ولي الصينيون بقيادة ماوتس تونج زمام السلطة في الصين سنة 1949 بعد حرب أهلية طويلة، وقد طالب الشيوعيون بأن تكون الآداب جميعها في خدمة الدولة الجديدة، كما أمروا الكتاب بإنتاج أعمال يسهل فهمها علي الفلاحين والجنود والعمال. وكان لزاماً أن تمثل الطبقة أبطال الأعمال الأدبية. وخلال الثورة الثقافية في الصين بين سنوات 1966-1976 جري اضطهاد كل المثقفين في الصين. وكانت أهم الإصدارات الرئيسة في ذلك العهد مكتوبة من العمال والفلاحين غير المؤهلين. وفي سنة 1976 سمحت الحكومة ببعض الحريات الفنية، فسيطرت الموضوعات السياسية والاجتماعية في هذه الفترة علي الأعمال المنشورة، وتجرأ بعض الكتاب علي كتابة أعمال تنتقد الحكومة.
لقد عانى الأدب الصيني خلال سني القرن العشرين من انفصام كبير عن ماضيه، وقد عزي هذا الانفصام جزئياً إلي أثر الثقافة الغربية علي الكتاب الصينيين، ولكن سيطرة الحزب الشيوعي الصيني علي مقاليد الأمور في الصين كان له الأثر، فقد طالب الشيوعيون منذ استلامهم السلطة الكتاب الصينيين بالتركيز علي المثل الشيوعية.
الشعر الصيني:
لقد ظهرت المجموعة الشعرية الأولي: (كتاب الأغاني) في القرن السابع قبل الميلاد، أي أنها سبقت ملحمة هوميروس اليونانية بمئات السنين. هذا الكتاب هو أول مجموعة شعرية عامة في تاريخ الصين، يضم ثلاثمائة وخمسة قصائد تعود إلي أكثر من خمسمائة سنة، من القرن الأول قبل الميلاد إلي أوائل القرن السابع قبل الميلاد.
كان الغرض من جمع تلك الأعمال هو استخدامها في المناسبات الاحتفالية للغناء وكذلك للترفيه، وكان من أهم الدوافع لذلك حاجة المؤلفين للتعبير عن رؤيتهم للقضايا الاجتماعية والسياسية، ويعد كتاب الأغاني من أهم الكتب الكلاسيكية في الصين، حيث كان كتاباً ثقافياً تعليمياً للنبلاء، ومجموع من الخبرات الثقافية المكتسبة لطبقتهم الاجتماعية الرفيعة. تناول الكتاب مضامين عدة في الحياة الاجتماعية المبكرة.
بعد فترة تشو انتقل الشعر إلي أنظمة وأشكال أكثر دقة، كما كان هناك تناغم في السطور، لضرورة تماشي وتلاؤم المقاطع مع الأحرف في كل من الكلمات والقافية كلحن أو قافية. وبحلول فترة تانغ لم تعد تناسب القواعد الفرضية مع البناء الهيكلي للغة اليومية المنطوقة، لكنها استمرت علي الرغم من التغيرات في أساليب النطق. وبصورة عامة فقد ثمة إجماع علي أن أفضل الشعر الصيني قد نُظم في عهد حكم تانغ.
وقد امتازت الصين بشعراء في عهد أسرة تانغ في الفترة من 618 - 909 م، وهم ، حسب تاريخ ميلادهم، أربعة شعراء يعتبرون من أشهر شعراء الصين: واند، لي بو، دوفو، بوجوبي، بينما في فترة الحكم التي تلتها في عصر سانغ يعتبر سوتونغ بو أفضل الشعراء علي الإطلاق. وكان أثر ترجمات شعر سانغ وتانغ واضحاً بشكل كبير علي المدرسة الايماجسته الحديثة في إنجلترا. وكانت نصوص القصيدة المغناة الصينية قصيرة جداً بشكل عام، وهادئة ومحدودة في كمية الإيحاء بالإحساس أو المشاعر، من خلال لمسات قليلة، بدلاً من رسم لوحة كاملة التفاصيل. ومع شيوع العديد من التنوعات النثرية الثقافية ككتابة في الصين في تلك الفترة، ولأجل الأمانة العلمية والدقة في السرد والموضوعية، كانت هناك سلسلة دونت الأحداث التاريخية للعائلة الحاكمة، منذ سلالة هان. وتذكر السجلات المشهورة شه تشي (سجلات الرجل التاريخي) قبل الميلاد، التي كتبها سسوماتشبن. هناك أيضاً سلسلة التطورات في التأليف المعجمي الصيني، كنتيجة لتزايد الأحرف والمقاطع. وآخر هذه السلسلة العظيمة من القواميس التي تستخدم حتى الآن، أُنتجت في عهد كانغ هسي في الفترة الممتدة بين 1722 - 1662، وتسمي بالموسوعات، وهي عبارة عن مستخلصات من أعمال سابقة، جمعت في بعض المناسبات، منها ما جُمع في عهد منج في الفترة بين 1644 - 1368  فوصلت إلي 11000 كتاباً قصيراً، ظهرت في ثلاث نسخ من المخطوطات. بعدها بدأ ظهور كتابات نثرية وشعرية شعبية بسيطة، مكتوبة باللغة المحكية، بدلاً من اللغة الأدبية الكلاسيكية المعهودة، ونظر إليها علماء اللغة باحتقار.
في الفترة ما بين 1260 - 1368 طُوّر الأسلوب العامي في الكتابة إلي روايات في عهد مانغ، وأصبح مؤكداً أن الدراما والرواية من أكثر الفنون الأدبية شعبية في تلك الفترة.
الملاحم الصينية :
أشهر هذه الملاحم ملحمة قوسار الملقبة بأطول ملحمة في العالم، تناقلتها ألسنة المغنيين والمغنيات على مدى ألف سنة تقريباً. وحتى الآن ما زال بعض المغنين والمغنيات في المناطق المأهولة بأبناء التبت يسهمون في توفير مضامين الملحمة ونقلها إلي الأجيال الجديدة. ملحمة قوسار أبدعها أبناء الشعب التبتي في العهد القديم، تروي قصة مغامرات بطل تبتي في مكافحة الشيطان وإبليس لإنقاذ الأبناء الضعفاء في القرن العاشر الميلادي. شهدت ملحة قوسار مزيداً من الانتشار والتطور، وقد نشر حتى الآن مائة وعشرون مجلداً منها، تضم مليون بيت وأكثر من عشرين مليون مقطع صيني. وهناك ملحمة جنغجر التي تعتبر من المشاريع الثقافية المهمة التي تحميها الحكومة الصينية بصورة رئيسة، وتعتبر الأكثر تميزاً بالنسبة لقوامها الفني في خلق وتشكيل الشخصيات، فقد ظهرت هذه الملحمة في إقليم منغوليا في الفترة ما بين القرن الخامس عشر والنصف الأول من القرن السابع عشر، تحكي قصة البطل الذي تيتّم في الثانية من عمره، وبدأ القتال في أنحاء الإقليم في الثالثة من العمر، وأصبح بطلاً مشهوراً في السابعة من العمر.
وقد سجلت ملحمة ماناس قصص البطل القغيزي ماناس وسبعة أجيال من أحفاده. ويردد القرغيزيون هذه الملحمة شفوياً، دون كتابتها، منذ أكثر من ألف سنة، أي منذ القرن العاشر. وقد أدرجت هذه الملحمة الملقبة باسمه ضمن الملاحم الثلاث الأعظم في الصين.
وتعتبر الملحمة المنغولية جنغجر وملحمة ماناس كنـزاً علي مستوي الصين بالنسبة للملاحم القومية الصينية، من جهة أنها موسوعة غنية لقومية القرغيز، تعكس سياسة هذه القومية واقتصادها وتاريخها وفلسفتها وثقافتها ودينها وجوانب حياتها الاجتماعية، وهي تعد خلاصة لإبداع قومية القرغيز خلال أكثر من ألف سنة.
الرسم، الفن التشكيلي الصيني:
تمتاز الفنون التشكيلية الصينية بكثرة أنواعها وبراعة صنعها، ويعتبر الكثير من أعمالها نوادر لا مثيل لها في العالم، فتجذب اهتمام الخبراء المتذوقين وهواة الجمع. ويمكن تصنيف الأعمال الفنية إلى نوعين: الأعمال الفنية الخاصة والأعمال الفنيةاليدوية الشعبية.
 تصنع الأعمال الفنية الخاصة بمواد خام غالية، أو مواد خاصة نادرة، وبعد التصميم والتشكيل الدقيقين، تحمل هذه الأعمال قيماً فنية رفيعة غاليةالسعر، مثل الأعمال العاجية والمنحوتات اليشمية ومنحوتات أحجار شوشان الثمينة.
المنحوتاتالعاجية:
وهي منحوتات تشتهر بها بكين وقوالغتشو وشانغهاي،وتشتهر بكين بمنحوتات الحسناوات والأزهار والطيور، وتشتهر قوانغتشو بروعة نقش الكرات العاجية ذات الطبقات الرقيقة المتحركة. أما شانغهاى فتشتهر بنحت تماثيلالأشخاص. وتتميز الأعمال العاجية بدقة النقش وروعة التشكيل، وتنبعث منها دائماً حيوية عجيبة. ونظراً لأن عاج الفيل محظور بيعه في السوق، فإن هذه المهنة تواجه حالةانحطاط.
المنحوتات السشمية:
يتم صنعها بالأحجار اليشمية، حيث يقوم الفنانون بتشكيل الأحجار الخام، مستفيدين من عروقها وألوانها الطبيعية، ويجعلون أعمالهماليشمية تبدو في صور بديعة، وتندمج فيها مميزات الألوان والأشكال، ما يظهر روعةالطبيعة بصورة كافية.
المنحوتات الحجرية:
تستخدم أحجار ثمينة لصنع هذاالنوع من الأعمال مثل حجر شوشان وحجر تيانهوانغ وغيره، وتجري عملية النحت والتشكيل على أساس ألوان الحجر الطبيعية، فتبدو الأعمال في صورة خلابة.
المنحوتاتاللكية:
يتم صنع الأدوات اللكية بطلاء اللكّ الصافي على القوالب مرات عديدة، ثم تجري عملية نحت دقيق عليها. وتبدو معظم الأدوات اللكية في اللون الأحمر، فتمتاز بجمال الأناقة العريقة. ويمكن صنع المنحوتات اللكية في أشكال القوارير والأوعية والحواجزالكبيرة.
أواني جينغتايلان:
نوع من الأعمال الفنية الصينية ذات الشهرةالعالمية. ويعود اسم جينغتايلان إلى عهد جينغتاي لأسرة مينغ الذي كسبت فيه الأوانيمن هذا النوع سمعة كبيرة. وكانت المادة المستخدمة فيها أساساً هي المينا الزرقاء (أيلون "لان" في النطق الصيني). وتمر صناعة أواني جينغتايلان بعدة مراحل: تشكيل القوالب البرونزية، وترصيع القوالب بأسلاك نحاسية رقيقة، وطلاء سطحها بالذهب والفضة، وبعدها تبدو الأواني لامعة رائعة. وتتكون منتجاتها الرئيسة من القواريروالسلطانيات وكؤوس التقدير وغيرها.
تتميز الفنون التشكيلية الشعبية الصينيةبالتاريخ العريق والجذور الشعبية العميقة، وتكمن فيها المعاني الحضارية والتاريخيةالسحيقة، وهي تمنح المشاهدين فرحاً من متعة جمالها. ومن زمن بعيد حتى اليوم والفنون  التشكيلية الشعبية تبعث دائماً رائحة محلية ثقيلة، ولوناً قومياً كثيفاً، ولها أشكال لاتعد وألوان لا تحصى.
ويمكن تنويع طرق صنع هذه الفنون إلى القص والخرموالخيط والنسج والتطريز والنقش والتشكيل والرسم. يشتمل القص على قص الورقونحته وطيه وتشكيل الصور والتماثيل به وقص جلد الحيوانالرقيق. وكل هذه العمليات تطورت من فن الورق المقصوص.
ويعني الحزم صنعالطيارات الورقية والفوانيس الملونة بالورق والحرير والبامبو والسلك الحريري بطريقة الحزم.
وينقسم الخيط إلى الخيط العشبي والخيط القطني. وفن الخيط يقوم على أساس جماهيري واسع، ومن أعمال الخياطة ذات الألوان المحلية الكثيفة: النمر القماشي، والوسادة الصغيرة، ومسند تثبيت الإبر، والكيس العطري الصغير، والكرة الملونة،وفرش الحذاء، والأزهار والطيور المخملية.
ويحتوي النسج على عمليات تلوينالأقمشة بالصبغ الشمعي، وبطريقة الحزم، وصبغ الأقمشة بألوان، وصنع الأشكال على الأقمشة بسحب خيوطها أو إخراجها من سطح الأقمشة. وتنتمي إلى النسج أيضاً عملية التضفيروالحياكة والترقيع، ولكل نوع من هذه العمليات ميزته الخاصة.
ويشمل التطريزعلى عمليات نسج القماش المقصب والصبغ والتطريز وغيره. وثمة أربعة أنواع من المطرزات تحظى بشهرة كبيرة هي: مطرزات سوتشو، ومطرزات هونان، ومطرزات قوانغدونغ ومطرزات سيتشوان.
ويمكن إجراء النحت على الكثير من المواد مثل البامبو والخشب ونوى الثمارواليشم والحجر وقرن الحيوان وعظامه·· الخ· وتضم الأعمال المنحوتة أقنعة الوجه ورؤوسالدمى والأشخاص والحيوانات، وتشمل أيضا الأزهار والأعشاب والأسماك والحشرات وغيرهامن أشياء كثيرة.
وينتمي إلى فن التشكيل التشكيل بالعجين، والتشكيل بالصلصال، وتشكيل الأزهار بالزبدة، وتشكيل الفخاريات بالحرق. وهذه الأعمال الفنية المشكلة ليست للزينة والمشاهدة فحسب، بل للاستفادة من بعضها كلعب الأطفال.
ويشتمل الرسمعلى الرسم اليدوي، والرسم المنقوش، والرسم بترتيب الأشكال، والرسم بحرق المكواة. وهذهالطرق من الرسم تجعل الأعمال المرسومة تحمل مزايا مختلفة عن الرسوم العادية، معأنها تتشكل بطريقة الرسم.
إن الصين موطن الخزفيات. وينتشر إنتاج الخزفياتجنوب وشمال نهر اليانغتسي. وقدأعيدت بعض التقنيات والفنون المندثرة لإنتاج الخزفيات، مثل قمائن لونغتشوان وجون ورو، وقوان وتسيتشو وياوتشو. وبالإضافة إلى ذلك لقيت الفخاريات المصنوعة من الطين الأرجواني المحلي، من إنتاج ييشينغ بمقاطعة جيانغسو (عاصمة الفخاريات) محبة الناس العميقة بفضل تشكيلاتها الرفيعة وألوانها العتيقة.
ولا ننسى فن الرسم الصيني بالفرشاة "التحبير" الذي يعد من أبرز الفنون الصينية التي حافظت علي حيويتها وازدهارها، رغم مضي آلاف السنين علي نشأتها.
الموسيقي والآلات الموسيقية:
يمتد تاريخ الآلات الموسيقية التقليدية الصينية زمناً طويلاً، حيث تشير المكتشفات الأثرية إلى أن أنواعاً مختلفة من الآلات الموسيقية ظهرت في الصين قبل أكثر من ألفي عام. من هذه الآلات الصفّارة العظمية التي اكتشفت في أطلال خهمودو بتشجيانغ، من فترة ثقافة العصر الحجري الحديث، وآلة شيون التي اكتشفت في بانتسون بشيآن من ثقافة يانغشاو، والجرس الحجري والطبلة الخشبية المغطاة بجلد الثعبان المكتشفان في أطلال ين بمدينة آنيانغ، مقاطعة خنان، وآلات المزمار الأفقي ومزمار شنغ وسه والجرس الموسيقي والأجراس الموسيقية المتسلسلة، وأنواع مختلفة من الطبول التي اكتشفت في مقبرة تسنغ هو يي (مات عام 433 قبل الميلاد) بمحافظة سويشيان في مقاطعة هوبي. وبصورة عامة لكل الآلات الموسيقية القديمة وظيفة مزدوجة: عملية وتعبيرية، فقد كانت أدوات تستخدم في المعيشة والعمل عندما ظهرت، مثل الجرس الحجري، الذي قد يكون أصله أداة عمل على شكل شريحة. كما أن بعض الآلات الموسيقية القديمة استخدمها الناس لنقل معلومات الحياة، أو للخروج إلى الحرب، ودق الأجراس لسحب العسكريين، أو لإعلان الوقت. حتى اليوم لا يزال البعض في الأقليات القومية يستخدمون النفخ في آلة "كوشيان" كتعبير عن الحب. وهناك علاقة وثيقة بين الآلات الموسيقية والإنتاج الاجتماعي. وعندما استوعبت البشرية تكنولوجيا التعدين العالية أصبح من الممكن ظهور الجرس الموسيقي المعدني، الذي كان في الأصل جرساً حجرياً. وظهرت الآلات الموسيقية الوترية التي تستخدم خيوط الحرير في صنع أوتارها بفضل تطور تربية دود القز وحل الشرانق.
الأمة الصينية تجيد الاستفادة من الآخرين، فمنذ عهد أسرة هان (220-206ق.م) استوعبت عدداً كبيراً من الآلات الموسيقية الأجنبية، مثل المزمار الأفقي وآلة كونغهو النفخية العمودية اللذين انتقلا إلى الصين من المناطق الواقعة غربها في عهد أسرة هان؛ وقانون يانغتشن ومزمار سونا اللذين انتقلا إلى الصين في عهد أسرة مينغ (1368-1644)، بعد إدخال تحسينات عليها بشكل متواصل، وأصبحت كلها من أعضاء أسرة الآلات الموسيقية التقليدية الصينية.
اللافت في تاريخ تطور الآلات الموسيقية الصينية أن ظهور الآلات الوترية المشدودة تأخر كثيراً عن ظهور الآلات المضروبة والنفخية والوترية والنقرية. تفيدنا السجلات التاريخية أن آلة موسيقية أوتارها مصنوعة من شرائح الخيزران ظهرت في عهد أسرة تانغ (618-907)، وظهرت آلة يصنع قوسها من شعر ذيل الخيل في عهد أسرة سونغ (960-1279). ومنذ عهد أسرة يوان (1206-1368) تطورت أنواع كثيرة من الآلات الوترية المشدودة على هذا الأساس.
بعد تأسيس الصين الجديد 1949، قام العاملون في حقل الموسيقى باستكشاف وإصلاح نوعية الأصوات غير النقية، وقياس النغمات غير الموحد، وقوة النغمات غير المتوازنة، والانتقال الصعب من نغمة إلى أخرى، ومعايير النغمات العالية غير الموحدة، وقلة النغمات المتوسطة والمنخفضة للآلات الموسيقية التقليدية الصينية، وحققوا إنجازات عظيمة.
 وفقاً لمواصفات العزف تنقسم الآلات الموسيقية التقليدية الصينية إلى: الآلات الوترية المشدودة، والآلات النفخية، والآلات النقرية، والآلات المضروبة.
أما المسرحيات والقصص، بوصفها أشكالاً للأدب الصيني، فقد طُوّرت في القرن الثالث عشر الميلادي، وأصبحت المسرحيات الصينية تشبه الأوبرا الأوروبية، حيث تجمع بين الغناء والرقص مع الحوار.
إن الثقافة الصينية تطغي علي الحياة الفكرية. ومن المظاهر الثقافية في الصين التظاهرات التقليدية كعيد التنين، وعيد الربيع، واحتفالات رأس السنة الصينية. وحتى القرن الثالث قبل الميلاد ازدهرت مدارس كثيرة للأفكار تزيد علي مائة مدرسة، من أهمها: الكونفوشية، البو، الطاوية، والموستا. الكونوفوشيوسية نسبة إلي كونفشيوش، الذي يؤكد أن الإنسان يستطيع التواصل بالعلم والدراسة والسلوك الفاضل المتميز، ليصلح ويطور نفسه، حتى يصل إلي القداسة، أي يطور أعماله، ويحسن تعامله مع الشعب ويساعده علي الحكم. مفكر هذه المدرسة الكبير هو مينشو Mencio الذي عاش في النصف الثاني من القرن الرابع ق.م. أما الطاوية فهي دين صيني أخذ ينتشر في القرن الثاني الميلادي، يؤمن بالطبيعة والأسلاف. وهناك عمل إبداعي يدعى (تاوتي شينغ) أي (كتاب لك وما عليك)، يعتقد أنه نظم وصنف في القرن الخامس ق.م.
توجد في الصين طوائف كثيرة، ومع التغيرات التاريخية بقيت طائفتا تشوان تن وتشي سعبي هما اللتان توثران في أبناء قومية هان.
وقد نشرت الصين الآن الثقافة الصينية الشعبية في العالم، وذلك بمساهمة الأفلام والموسيقي المحلية والكتب والمجلات. وتعتبر الأوبرا الكانتونية الأكثر رواجاً في العالم، كذلك الفرق التي تقدم عروضا للفنون الشعبية.

للمزيد عن المعلومات في الادب الصيني:

ترجمت هذه المادة عن اللغة الفرنسية والايطالية :
من موقع جانفرانكو ات Gianfrancobertagni.it
مارشل جراني Marcel Gran
                                

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق