Translate


الخميس، نوفمبر 11، 2010

لاتتذمر والا السجن امامك والجلد خلفك



محمد الرطيان - المدينة


«شايفين الهنا اللي إحنا فيه؟!»
جلد وسجن صحفي سعودي .. والتهمة:
كشفه لأحد الأسرار القومية الخطيرة للبلد، وتسريبها للرأي العام العالمي .. والسر هو: انقطاع الكهرباء المتكرر عن بلدته!
أقول يا زميل: احمد ربك اللي ما شنقوك، أو على الأقل مؤبد ! .. فيه أحد يصل به التهور إلى هذه الدرجة التي تجعله يقول مثل هذا الكلام الخطير وغير المسؤول؟ .. عليك أن تلتزم بالأخلاق الكهربائية.
مثل هذا الخبر ستجده في صحف العالم في صفحة الطرائف والغرائب والعجائب. وفي الفترة الأخيرة لا يفوت أسبوع إلاّ ونأخذ موقعنا المناسب في مثل هذه الصفحات، لندهش العالم بأخبارنا العجيبة .. والتي تجعل أي متابع يسأل: «هذولا وين عايشين»؟!
قبل هذا الخبر، ومع أحكام الجلد، كنت أتساءل:
ما هي الأداة المستخدمة لجلد المواطن ؟ هل هي العصا .. أم السوط ؟
ولأن القضاء تطور، فأظن أنه في مثل هذه القضية الكهربائية، ستكون أداة الجلد: سلك كهرباء من القياس المتوسط. وعندها لا بد من ربط المواطن في «عامود كهرباء» عند جلده!
في السابق كنا نتحسس رؤوسنا بحثًا عن فكرة جديدة لنكتب عنها.
الآن - الإعلامي السعودي - يتحسس ظهره خوفًا من 50 جلدة قادمة لا يعرف سببها.
وسنبدأ بمراجعة ما كتبناه سابقًا:
فمَن كتب عن الخدمات الصحية سيُجلد بسماعة الطبيب، ومَن كتب عن الطيران المدني سيُجلد بـ«حزام» أتخن مضيف جوي، ومَن كتب عن هيئة الاستثمار سيُجلد بـ 50 تصريحًا يرفع الضغط بعد أن يربط بعامود خرسانة أسمنتية هو الوحيد الذي تم إنجازه من مدينة اقتصادية تحت الإنشاء!
وبهذا الشكل يتطوّر القضاء السعودي، وتتطور أحكامه .. وأدوات جلده!
يا وزارة العدل .. يا سادة يا كرام:
لماذا هذا الإصرار على أحكام «الجلد» في أي قضية مهما كانت تافهة وصغيرة، وفي غير حدود الله؟ ألا ترون بأن «جلد» إنسان في مكان عام - أو حتى في غرفة مغلقة - هو شيء فيه الكثير من المهانة، والذلة له؟
القانون لم يأتِ لينتزع كرامتي .. القانون أتى ليحفظ كرامتي، ويحافظ على حقوقي.
فهل هذا ما نفعله مع الإنسان السعودي؟!
ما أكثر الهيئات، والجمعيات، والمؤسسات المحلية، والتي تم إنشاؤها فقط لـ«الزينة»!
«هيئة الصحافيين السعوديين» منذ تأسيسها لم تصدر أيّ بيان تضامني مع أي إعلامي سعودي .. بل إنها لم تتضامن مع أي شيء، في أي شيء، حول أي شيء .. باستثناء حالة واحدة فقط لا غير، أعلنت فيها تضامنها مع الإعلامية اللبنانية «مي شدياق».
ويُقال إنه - بخصوص هذه القضية التي نتحدث عنها الآن - حدثت «خناقة» كبيرة في الهيئة بين فريق (نبي نصدر بيان)، وفريق (حنّا وش دخلنا)، وبعد شد وجذب، وأخذ ورد انتصر فريق (حنّا وش دخلنا) .. وهكذا تعثّر صدور هذا البيان التاريخي. أصفه بـ «التاريخي»؛ لأنه - لو صدر - سيكون ثاني بيان في تاريخ الهيئة منذ تأسيسها .. أي بمعدل بيان لكل مجلس! «والله يتعبون حيل الزملاء هناك .. الله يعينهم ويقوّيهم»!
لهذا، سأعلن لوحدي تضامني مع الزميل فهد الجخيدب، المحكوم عليه بالجلد؛ لأنه تهوّر وقال: (الكهرباء انقطعت)! ورفضي لأي مس كهربائي يصيب أي مواطن سعودي؛ لأنه قال ما يجب أن يُقال.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق