Translate


الأحد، نوفمبر 28، 2010

النقد الفني المعاصر، دراسة في نقد الفنون التشكيلية

إن نشأة النقد بمفهومه الحديث في الغرب لم تكن في أكاديميات الفنون، كما نشأ تاريخ الفن، بل كانت بدايته في الصحافة ووسائل الإعلام، التي كان تقدم الأعمال الفنية إلى الجمهور. وكانت وسائل الإعلام هذه تستعين بنقاد متخصصين لتفسير تلك الأعمال ووصفها وتقييمها وعمل المراجعات النظرية الفلسفية لها. ولقد زادت الحاجة إلى النقد الفني في ظل التغيرات الحاصلة في المدارس الفنية الحديثة، وما صاحبها من غموض وتعقيد في بعض مفاهيمها وفلسفاتها. إذ لم تعد الأعمال الفنية تحاكي الصورة الواقعية كما كانت سابقاً، مما أدى إلى أن يلعب النقاد دوراً مهماً في مساعدة الناس لتحسين معرفتهم وفهمهم للفن المعاصر وجعلهم يتمكنون من تذوق الفن بصورة أحسن.
وفي الحركة الثقافية الفنية السعودية لم يكن النقد الفني موضع اهتمام الصحافة السعودية، التي لم يتجاوز عمرها الأربعين سنة، إلا خلال السنوات القليلة الأخيرة. حيث كانت الصحافة السعودية تهتم فقط بنشر الأخبار حول افتتاح المعارض الفنية من قبل شخصيات مهمة في المجتمع. وكان يقوم بكتابة هذه الأخبار مجموعة من الصحفيين العرب المتعاقدين مع المؤسسات الصحفية. وكانت هذه الصحف تقبل مشاركات بعض الفنانين ومعلمي التربية الفنية بنصوص عن الفن والقضايا الفنية مما زاد في اهتمام هذه الصحف بالفنون التشكيلية والكتابة عنها.
ويظهر اهتمام الصحف السعودية بالفنون التشكيلية في ما ينشر من صفحات متخصصة أسبوعية داخل أعدادها وضمن ملحق خاص، وتقدم هذه الصفحات أخباراً، وتقارير، وتحقيقات من الفنون التشكيلية، بالإضافة إلى محاورات مع الفنانين، ومقالات متنوعة حول قضايا فنية محلية وعالمية، ومقالات نقدية.
ورغم اهتمام الصحافة اليومية بالكتابة عن الفنون التشكيلية والنقد الفني؛ إلا أن كثيراً من الفنانين والمتابعين للحركة التشكيلية يرون أنه لا وجود للنقد الفني الجاد في هذه الصفحات التشكيلية، ويبدون استياءهم من ابتعاد الكتاب الأكاديميين عن النقد الفني. حيث يتجه بعض الكتاب إلى التجريح وإظهار العيوب في أعمال وتوجهات الفنانين ويكتبون عن أعمالهم الفنية بدون موضوعية، كما ويتجه البعض إلى كتابة تتصف بالسذاجة والسطحية التي يمكن وصفها بأنها دون المستوى الذي يفترض أن يكون عليه النقد الفني.
ويرى الباحث أن ندرة الكتاب المتخصصين في مجال النقد الفني في المملكة هي التي أدت إلى كل ذلك. مما أدى إلى أن يكثر الجدل بين الفنانين والأكاديميين حول هذه المشكلة مما دعى مؤلف هذا الكتاب إلى إجراء دراسة علمية تقوم على أساس نظري وتحليلي (من خلال ما يعرف بما وراء النقد أو نقد النقد الفني ****critical Analysis Methods)، حيث أن مواقف البعض يمكن أن تكون ناتجة عن عدم فهم ودراية لوظيفة النقد الفني، أو عدم اقتناع بضرورته وأهميته.
وسيجد القارئ في فصول الكتاب ما يوضح أهمية وأصول النقد الفني ومفاهيمه المعاصرة وإجراءاته التي تخصّ بعض طرق النقد المعروفة عالمياً. وكذا هناك تتبع تاريخي موجز لتطور مفهوم النقد الفني. ويضمّ الكتاب أيضاً مجموعة مختارة، من بعض الكتابات التي نشرت في الصحافة المحلية (السعودية)، والتي يمكن أن تعكس مستوى النقد الفني المحلي، حتى وقت نشرها. ويسعى المؤلف من خلال نشره هذا الكتاب، أن يحدث شيئاً من التغيير في المفاهيم النقدية، التي طغت على أساليب بعض الكتاب وخصوصاً من هم في حاجة إلى تطوير قدراتهم في الكتابة النقدية. ويأمل المؤلف أن يوسع من إدراك الجميع للهدف السامي من الدراسة العلمية للنقد الفني.

الناشر:
هذا الكتاب هو دراسة علمية لماهية النقد الفني عموماً والنقد الفني الصحفي تحديداً. ويناقش في فصوله المختلفة أهمية النقد الفني ونظرياته وطرقه وخطواته، كما يدرس أيضاً تطور النقد الفني عبر التاريخ. ويتناول بعض أهم أساليب نقد النقد الفني حيث يتم تطبيق كل طريقة على مجموعة من المقالات المنشورة في الصحافة السعودية.

بقلم: خالد العراقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق