Translate


الثلاثاء، ديسمبر 14، 2010

يوميات ولد شرير


الكاتبة: لينا شباني

شاركت في ندوة عن مرض الإكتئاب في إحدى المحطات التلفزيونية، وذلك بصفتي طبيباً نفسياً. بعد الإنتهاء من بث الحلقة على الهواء مباشرة، خرجتُ من مبنى التلفزيون، فإقترب مني شابٌ في العشرينات من عمره، وقال دون مقدمات "ارجوك يا دكتور ساعدني".


وفوجئت به يبكي شبه منهار، فهدأت من روعه وطلبت منه أن يزورني في عيادتي، وعندها قال: "إن لم تساعدني فسوف أنتحر"، عرفتُ ان الأمر خطيرٌ جداً، وأن الموضوع لا يحتمل التأجيل، وبأنني يجب أن آخذ تهديده بالانتحار على محمل الجد.

وحين أبديت استعدادي لمساعدته قال انه سوف يأتي غداً الى العيادة، فأعطيته العنوان، ورجوته أن لا يفكر بأي شيء الى أن القاه غداً في العيادة.


حضر في موعده تماماً ، وكان يحمل حقيبة صغيرة، جلس أمامي شاحباً، منهكاً، يائساً، وما إن سألته عن حاله حتى أدمعت عيناه وقال:" لم أعد احتمل يا دكتور"، وبدأ يتكلم بكلام غير مترابط، فهمت منه انه لم يعد يحتمل آلام روحه وآلام جسده.


وفهمت ان مشكلته وآلامه يعانيها منذ سنوات طوال، وأخبرني ان كل الاطباء الذين يزورهم ينصحونه باستشارة طبيب نفسي.


وبعد أن تكلم لأكثر من ساعة، قال انني يجب ان أقرأ دفاتر يومياته كي أفهم مأساته، ولا أخفيكم سراً كانت هذه أفضل طريقة لأفهمه، اذ أنه يبدو متوتراً ومشوشاً، لذلك فكلامه غير مترابط وفكره مضطرب.أعطيته أدوية مهدئة، وحددت له موعداً.
                                                 

مساءاً بدأتُ أقرأ دفاتر يومياته التي بدأ بكتابتها منذ أن كان في السادسة من عمره، وذلك بناءاً على نصيحة معلمته في المدرسة التي أخبرتهم انهم اذا ما أرادوا أن يعرفوا ماذا حصل في طفولتهم فعليهم أن يدونوا يومياتهم الى أن يبلغوا سن الرشد.
وقد جاءت يومياته على الشكل التالي بعد أن لخصتها وصححت اخطاءها اللغوية قدر ما استطيع.

هناك 3 تعليقات:

  1. القصه ناقصه اذا عندك التكمله اضفها

    ردحذف
  2. شكرا لك ،
    القصة تابعها وهي من حلقات ، وسوف تنشر قريبا جدا .. :)

    ردحذف
  3. أصدقائي القيمون على هذا الموقع الثقافي الراقي، أعلم أنكم نشرتم هذه القصة لي منذ زمنٍ، لكنني اليوم فوجئتُ بأنها ما زالت منشورة لديكم.
    فلكم مني جزيل الشكر، أعتز بوجود قصتي عندكم.
    وأعتذر عن التأخر في التواصل معكم.

    ردحذف