Translate


الأربعاء، ديسمبر 15، 2010

يوميات ولد شرير - 2

الدفتر الأول



بدأه يوم 20 تموز 2000

أنا حزين جداً ، غداً عيد وماما لم تشتري لي ملابس جديدة، لأن بابا ما معو صرامي. هكذا قالت ماما فقلت لها أن الملابس ثمنها مصاري مش صرامي،  فصرخت في وجهي وقالت روح من وجهي يا بلا مربا.

23 تموز 2000
 فادي  صديقي كان يرتدي ملابس العيد، مع أنه يتيم، يعني ما عندوا بابا ليشتري له ملابس . سألت بابا فقال أن مؤسسات رعاية الايتام تعتني به فقلت له ولما لا تعتني هذه المؤسسات بي؟ ضحك بابا وقال لما موت بيعتنوا فيك فسألته ايمتن رح تموت؟ بابا ضحك بصوت عالي لكن ماما صرخت بوجهي وقالت أنني شيطان ومش طفل. فقال لها البابا انو لازم يكون عندك حس الفكاهة يا عليا.
سألت خالتو ملاك شو يعني حس الفكاهة فقالت يعني مزح. وفهمت ان البابا يحب المزح وانه لا يزعل مني مهما قلت او فعلت .

25 تموز 2000
هذا أسوء عيد مر علينا لقد تشاجر بابا مع ماما وقد امضيا العيد لا يتكلمان مع بعض الا امام الناس. وحين أخبرت تيتا ان ماما وبابا كل ليلة يصرخان في غرفتهما ، ضربتني ماما وقالت ان الولد المهذب لا يقول اسرار منزله للناس. لكنه لم يكن سراً، لأن جارتنا طانط سعاد سمعتهما وسألت الماما لما كان صريخهما عالياً. لكنني لم أسمع الاجابة لأن ماما طردتني من الغرفة. أصلاً تيتا مش ناس، تيتا هي أم الماما.

26 تموز 2000
اليوم زارنا عمو شوقي وسمعته يقول لبابا طول بالك يا خيي ان شاء الله عن قريب رح لاقيلك وظيفة. فقال بابا حاسس اني مش مطوّل، عن قريب رح روح وارتاح من عذابي. فقال عمو شوقي بعيد الشر. ولكن لما يقول عمو هكذا ان كان بابا سوف يرتاح اذا راح واذا كانت مؤسسة الايتام سوف تعتني بي اذن لما يكون بعيد الشر.

من 1 آب حتى آخر الشهر 2000
أمضيت هذا الشهر في اللعب مع فادي، وقد سمح لي أن العب بالعابه، وقد علمت أن هناك امرأة تعطي والدة فادي مصاري وتقول لها أن هذا مال المحسنين. يبدو أن المحسنين يعملون بعكس بابا الذي لا يعمل ولا يشتري لي الملابس والالعاب.

2 ايلول 2000
زارتنا اليوم تيتا، وقد أحضرت لي كاتو، كان لذيذاً جداً. لكنها كانت حزينة، ثم رأيتها تبكي وقالت لماما أن خالتو ملاك سوف تموّتها بتصرفاتها الطائشة. ولم أفهم ما معنى ذلك ولم أسأل كي لا تضربني ماما.

3 ايلول 2000
حضرت اليوم خالتو ملاك وكانت خائفة جداً، ثم جاء خالو عباس وأمسك خالتو ملاك بشعرها وهي تصرخ وتقول والله العظيم التقيتو صدفة وما كنا متواعدين. لكنه ضربها، وبابا ابعده عنها وصرخ بوجهه هيك بتحل المشاكل يا متعلم؟ شو تركت للجاهلين؟ ولم أفهم سوى أن خالتو ملاك قد قامت بشيء سيء لأنو خالو عباس كان هايش مثل الثور. هكذا قالت ماما. كنت احلم بأن يكون لي اخوة، لكن لم أعد أريد كي لا أصبح ثوراً مثل خالو عباس. ولأنني خائف جداً فقد زربت نفسي في غرفتي.

4 ايلول 2000
زرت اليوم فادي، ووجدت ان غرفته اجمل من غرفتي، فهو عنده العاب أكثر وملابس أكثر وعنده ايضا كومبيوتر و play station   . تأكدت اليوم ان اليتيم احلى من الذي عنده بابا.

5 ايلول 2000
زارنا اليوم عمو شوقي، وقد أحضر لي معه دبابة تعمل على البطاريات، فرحت بها كثيراً، ودخلت الى غرفتي كي العب بها، وتذكرت كيف انني كنت اريد دبابة كبيرة لأقتل بها الاسرائيليين. لكنهم قبل أن يصبح عندي دبابة انتحروا عن البلد، هيك سمعتها في التلفزيون ولم أفهم معناها ، فقال بابا اولا قل اندحروا وكتبها لي كي اهجيها واحفظها جيداً، وقال أن معناها أن الاسرائيليين الكلاب راحوا على جهنم. فسألته ان كانوا قد أخذوا معهم الى جهنم طياراتهم التي يقصفون بها الاولاد أم تركوها للناس في الجنوب؟ ضحك بابا وعمو شوقي وخالو عباس كثيراً وقال بابا نيالك يا حبيبي على هبلك وقال عمو شوقي الله يديمها عليه نعمة.
بعد أن لعبت بالدبابة ، خرجت من غرفتي لأشرب، فسمعت عمو شوقي يقول لبابا هانت يا خيي الفرج صار قريب. فقال بابا موت يا حمار.
ذهبت لأسأل ماما لما يقول بابا لعمو شوقي موت يا حمار، أمسكتني من أذني وقالت كم مرة فهمتك يا بلا تهذيب انو ما تتسمع على حكي الكبار؟ بست التوبة ووعدتها أن لا اعيدها ابدا.

15 ايلول 2000
لم اكتب منذ مدة لأنني كنت انتظر ان تسجلني ماما في المدرسة مع فادي، لكنها قالت أنها لم تستطع وانها سوف تنقلني من مدرستي الى مدسة حكومية . فبكيت كثيراً وقلت ان خالو عباس يقول ان المدارس الحكومية في بلدنا تشبه الزريبة وانا لست حماراً كي اذهب الى الزريبة، انا اريد أن اذهب الى مدرسة للناس . فقالت ماما حتى لو رحت على السوربون رح تبقى حمار. طبعا لم افهم، لكن خالتو ملاك افهمتني انها جامعة في فرنسا يذهب اليها الكبار ليتعلموا. فتصورت كيف يذهب الكبار الى السوربون وهم يرتدون المريول ويحملون الشنطة على ظهرهم. وضحكت كثيراً جداً وأصرت خالتو ملاك على أن تعرف لما اضحك، اخبرتها فضحكت. لكن ماما قالت لها قلت لك انو حمار ورح يبقى حمار. زعلتُ كثيراً من الاهانة واردت ان استعطف ماما فقلت انني لن اذهب الى السوربون لأن الكبار رح يدعسو علي مثل النملة. فضحكت ماما وخالتو ملاك ، وانا لم اعرف ماذا افعل فضحكت.

7 تشرين ثاني 2000
انا اذهب الى المدرسة منذ يوم الاثنين، وهي لم تعجبني ، انا مشتاق لفادي ولرفاقي.
سوف قاهر بماما لأنها طلعتني من مدرستي.

1 تموز 2001
لم اكتب في دفتري كل السنة، لأنني كنت حزين . بابا وماما تخانقوا كتير، تيتا قالت انن بيتخانقوا على كشك الجيران. سألت بابا ما معنى ذلك ضحك علي، وماما امسكتني من اذني وقالت لي يا بلا تهذيب.
كانت كل السنة علاماتي ساقطة، ثم صارت على الحافة. خالو عباس قال لماما ما قلتلك انو ابنك بالمدرسة الحكومية رح يصير حمار. عندما قال خالو ذلك ركضت الى غرفتي ووقفت امام المرآة، وكنت ما ازال عبودي ولم اصبح حماراً. ضحك علي خالو عباس وماما ايضا ضحكت.

5 تموز 2001
ظهرت نتيجة المدرسة ، ونجحت بالدفش. هذا ما قالته ماما . وعاقبتني على حمرنتي.

8 تموز 2001
بابا حزين جدا، ولم يعد يضحك معي. رأيته يبكي في المطبخ.  ذهبت الى غرفتي وبكيت انا ايضاً.

12 تموز 2001
لم اكتب لأنني زهقان، ولأن الدنيا زعلت بابا.

21 تموز 2001
سمعت بابا يقول لعمو شوقي انه لن يكون سعيداً الا اذا شرب ديمون ( يقصد الديمول) ركضت الى ماما وقلت لها ان تحضر الديمون لبابا كي يصبح سعيداً. ضربتني وزربتني في غرفتي.

22 تموز 2001
كل الكبار يقولون كلاما لا افهمه. وكلما جلست معهم تطردني ماما وتقول لي اذهب والعب مع فادي.

25 تموز 2001
كنا نلعب انا وفادي في منزله، وكانت جدته عندهم، وقالت لنا ان لا نخرج الى الشرفة لأنها وضعت قنينة ديمون كي ترش الزرع. تذكرت ان الديمون هو الذي يريد بابا ان يشربه كي يصبح سعيداً. وقد قال لماما ان هي احضرت له الديمون سوف تكون مزحة جميلة. سرقت قنينة صغيرة من الديمون دون ان يراني فادي.

26 تموز 2001
استفقت صباحاً وكانت ماما تتشاجر مع بابا ، وهو حزين جداً، لأنها قالت له انت ما عاد تنفع لشي. جلس على الشرفة ودخن كثيراً، وحين تكلمت معه لم يضحك. ذهبت الى ماما وقلت لها انني لا احبها لأنها زعلت بابا، فقالت لي انني ابن كلب وما بستحق انها عم بتربيني. عند المساء ترك بابا كوب العصير على الشرفة ودخل الى الحمام، وضعت له الديمون في الكوب كي يصبح سعيداً ويضحك على المزحة. وعدت الى غرفتي كي أنام. سوف اخبره في الصباح انني انا مزحت معه.

27 تموز 2001
استيقظت صباحاً وكانت ماما وتيتا وخالتو ملاك وكل الناس يلبسون ملابس سوداء. وعندما رأتني ماما بكت كثيراً وقالت بكير يا منير، رحت بكير يا حبيبي. وسألت الى اين ذهب بابا بكير؟
اخذني عمو شوقي الى غرفتي، واخبرني ان بابا رحل وتركنا وحدنا. خفت ان اقول ان بابا لم يحب المزحة. لكنني سألته ان كان بابا زعلان مني فقال عمو شوقي ان بابا لا يمكن ان يزعل مني، وقال ان البابا كان يجب ان يذهب لأن الله يريد ذلك. سألته هل سيكون سعيداً عند الله، فقال انه سعيد جداً. فقبلت كلامه، لكنني حزين لأن بابا لم تعجبه مزحتي، وفضل ان يذهب الى عند الله.

1 آب 2001
ما زلت انتظر ان يعود بابا من عند الله. ولا افهم لماذا الناس يزوروننا كلهم كلهم.

2 آب 2001
قلت لماما ان بابا رحل لأنه زعل منها بعد ان صرخت في وجهه. ضمتني وبكت. يبدو ان ماما نادمة لأنها زعلت بابا، عندما يعود سوف اقول له ان يسامحها.

1 ايلول 2001
اخيراً لم يعد منزلنا مليء بالناس، بدأوا يذهبون حتى عدنا وحدنا انا وماما. ما زلت انتظر عودة بابا. عمو شوقي وزوجته طانط ليلى وخالو عباس وتيتا وخالتو ملاك يزوروننا كثيراً. تيتا تقول لماما دائما طلعي من الحزن وانتبهي لأبنك. وعمو شوقي يجلب لنا اغراضاً كلما اتى . وخالو عباس ايضا.

2 ايلول 2001
زارتنا اليوم طانط أم فادي، وقالت لي ماما أن أدخل أنا وفادي لنلعب في غرفتي.

10 ايلول 2001
أخبرتني ماما انها سوف تعيدني الى مدرستي مع فادي، وقالت بشرط أن تنجح. فوعدتها أن أكون شاطراً. المهم أن أعود الى مدرستي مع فادي.

11 ايلول 2001
لن أكتب طوال السنة، لأنني أريد أن أدرس كي أنجح، ليفرح بابا ويعود.

هناك تعليقان (2):

  1. يعطيك العافية :)

    كل المذكرات كوم . وآخر يوم كوم ثاني !! لأنه صادف تلك الأحداث !!!

    ردحذف
  2. شكرا لك على تواجدك في المدونة ..:) اليوميات لم تنتهي بعد.

    ردحذف