Translate


الخميس، ديسمبر 16، 2010

لماذا الجندي في الغابة؟ باولو كويلو


«بدلاً من مجرد إعطاء الإجابات حاول أن تجد الأسئلة التي يريدها الأطفال»
بينما كنت أتسلق ممرا جبليا إلى أعلى جبال البيرنيه بحثا عن مكان لممارسة هوايتي في الرماية بالقوس والسهم، صادفت مخيما لجنود فرنسيين. حدق الجنود جميعا فيّ، لكنني تظاهرت بأنني لم أر شيئا (حسنا، فجميعنا يصيبنا الخوف من أن يشك الآخرون بأننا جواسيس)، وواصلت السير. وجدت المكان المثالي، وأجريت تمرينات الاستنشاق التجهيزية،
ثم لاحظت مركبة عسكرية تقترب. تأهبت على الفور للدفاع عن نفسي، وتسلحت بإجابات لأي أسئلة يمكن أن توجه إليّ: فأنا أحمل رخصة استعمال القوس، والمكان آمن تماما، وأي اعتراض يجب أن يأتي من حراس الغابة، وليس من الجيش، وهكذا.  ورغم ذلك، قفز كولونيل من المركبة، وسألني إن كنت كاتبا، وأخبرني عددا من الحقائق الشيقة عن المنطقة. وبعد أن تغلب على خجله الواضح، مضى قائلا انه هو الآخر ألف كتابا، وشرح لي غرابة الظروف التي أدت إلى كتابته.
اعتاد هو وزوجته رعاية طفلة مصابة بالجذام، وقد تم نقل تلك الطفلة التي كانت تعيش في الهند إلى فرنسا في وقت لاحق. وفي يوم شعرا بالفضول والتطلع لرؤية الطفلة فذهبا إلى الدير الذي كانت تقيم به، حيث ترعاها الراهبات. قضوا أصيلا جميلا معا، وفي النهاية، سألته إحدى الراهبات إن كان بوسعه أن يساهم في التعليم الروحي لمجموعة من الأطفال الذين يقيمون هناك. فقال الكولونيل واسمه جان بول سيتو، إنه ليست لديه خبرة في دروس التعليم الشفهي، ولكنه سيفكر في الأمر ويسأل الله أن يلهمه سواء السبيل. في تلك الليلة، وبعد أن أدى صلواته، وصل إلى الإجابة: «بدلا من مجرد إعطاء الإجابات، حاول أن تجد الأسئلة التي يريد الأطفال أن يسألوها».
بعد ذلك، فكر سيتو في أن يزور مدراس عدة، ويسأل التلاميذ أن يخطوا بأيديهم كل ما يريدون أن يعرفوا عن الحياة. وطلب من الأطفال أن يقدموا تلك الأسئلة مكتوبة، بحيث لا يخشى الأطفال الأكثر حياء من توجيه أسئلتهم أيضا. الإجابات كلها جمعت في كتاب بعنوان الطفل الذي كان دائما يطرح الأسئلة، صدر عن دار «ألتيس» في باريس. وفيما يلي بعض تلك الأسئلة:
إلى أين نذهب بعد الموت؟
لماذا نخاف من الغرباء؟
هل توجد حقا كائنات من المريخ، ومن خارج الأرض؟
لماذا تقع الحوادث حتى للناس الذين يؤمنون بالله؟
لماذا نولد إذا كنا نموت جميعا في النهاية؟
كم عدد النجوم في السماء؟
من اخترع الحرب والسعادة؟
لماذا يوجد فقراء ومرضى؟
لماذا خلق البعوض والذباب؟
لماذا لا يكون ملاكنا الحارس بجوارنا عندما يصيبنا الحزن؟
لماذا نحب أشخاصا ونكره آخرين؟
من أعطى الألوان أسماءها؟
أتمنى أن يتشجع بعض المدرسين الذين سيقرأون هذه الكلمات، على أن يفعلوا الشيء نفسه. بدلا من أن نحاول أن نفرض فهمنا الناضج للكون، ربما نتذكر أسئلة من عهد الطفولة لم نجد إجابتها بعد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق