Translate


الأربعاء، ديسمبر 22، 2010

الانتقال الى المستقبل

بقلم: طارق الباحـسين

في ذلك اليوم الحار من شهر تموز يوليه نزلت السلالم لأتوجه خارج العمارة التي اسكن بها من اجل معرفة ماذا حصل للتيار الكهربائي ، حيث إنها الساعة الثالثة من بعد الظهر والحرارة شديدة كما هي الاجواء في مدينة الرياض التي تقبع وسط الصحراء.

انقطع التيار .. صرخات انطلقت في ارجاء البيت وفي داخلي حيث تم عزلي عن العالم الخارجي نهائيا فلا وسيلة للتواصل مع الغير عبر الانترنت وهذا بحد ذاته جعلني احس احساس السجين واتذكر القصة الرائعة (( مائة عام من العزلة )) وكيف ان سكان المدينة قاوموا العزلة وتوجهوا الى وجهة غير معلومة ، المهم هو مقاومة العزلة. اما الصرخات الخارجة من اطفالي واولادي حيث لا تلفاز ولا العاب الكترونية يستطيعون ان يقضوا بها وقتهم الطويل وهي حقوق التسلية لأي طفل في هذا العالم. ترى كيف اصبحنا أن نجعل الالة هي المسيطرة سيطرة تامة على حياتنا من حيث قضاء الوقت وحتى على سلوكياتنا في الانفعال من اقل شيء. عجبا هي تلك الحياة. عدت مرة اخرى الى تذكر الرواية اخرى جميلة وهي ايضا لعالم تسيطر عليه بعض العناكب على بني البشر من تأليف كولن ولسون واسمها (عالم العناكب). الغريب في الامر انها جميعها تتعلق بالعناكب. ما اقصده ان كولن ولسون سبق الفكر الحالي بأن هناك سيطرة ما من قبلهم (العناكب والشبكة العنكبوتية) ، فهل كانت هذه مجرد رؤية ؟ ام هي استباق الى احداث تجعلنا نتمعن ونلاحظ ونراقب وندرس ما يدور حولنا في عالمنا الحالي ونربطه مع المستقبل الى انه واقع لا محالة. نأخذ مثال على ذلك ، قبل اطلاق أي نوع من المركبات الفضائية الى العالم الخارجي كانت هناك بعض البرامج والافلام الكرتونية تشير الى ذلك قبل ان تطلق مركبات فعلية الى الفضاء مثل (جيت ستون).

السؤال الصغير هنا ما علاقة كل هذا بالكهرباء ؟ الجواب على ذلك لننظر حولنا فهل هناك بديلا عنها ؟
أما السؤال الاكبر هو كيف سوف يكون العالم في المستقبل وكيف ستكون حياتنا .. هل سيكون هناك مثلا حكومات او وسائل مواصلات او اتصالات او مكاتب ، مدارس ... وقبل هذا وذاك هل نكون كما كنا ؟ اشياء كثيرة تبحث عن جواب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق