Translate


الثلاثاء، ديسمبر 21، 2010

قصة مظاهرة عمرها 15 دقيقة


بقلم: أحمد رجب - المصري اليوم


«التحرك فردى لنقطة التجمع عند تقاطع شارع قصر العينى مع الشيخ ريحان» رسالة نصية قصيرة، تتكون من 52 حرفاً، تبادلها على تليفوناتهم المحمولة حوالى 100 شاب من أعضاء حركة «6 أبريل» أو متضامن مع مطالبها، الذين انتشروا فى مجموعات صغيرة فى منطقة وسط البلد، وسط أعداد ضخمة من قوات الأمن، وسيارات الأمن المركزى والترحيلات، بدأ التجمع ببطء، بعضهم يخفى لافتات تطالب بتغيير الدستور وسط طيات ملابسه، والبعض الآخر يدعو الله ألا يضبط متلبساً بحمل علم مصر، وأمام مجلس الشورى، على بعد خطوات من المبنى المكتوب عليه «الديمقراطية هى توكيد سيادة الشعب»، زادت الأعداد، وبدأت هتافات حماسية تتعالى تصاعدياً «تحيا مصر.. تحيا مصر»، ثوان معدودة، هرول فيها عدد من القيادات الأمنية، وتسارعت خطوات مرتبكة لعدد من الضباط، قبل أن يطغى على الصورة صوت خطوات جرى عساكر الأمن المركزى لمحاصرة المكان.
حصار يضيق، وهتافات تعلو، دقائق وتصل إمدادات لقوات الأمن، ويضيق الخناق أكثر، وتبدأ صرخات بعض البنات المشاركات فى الظهور «إيه ده.. إنت بتعمل إيه؟» و«يا حيوانات»، يعلو معها هتاف الشباب «مش هنمشى.. مش هنمشى»،
فترد القيادات الأمنية بأحاديث قصيرة من أجهزة اللاسلكى، يصل بعدها بدقائق حوالى 50 عسكرياً يرتدون الملابس المدنية، مع وصولهم تسرى همسات بين المتظاهرين «فرق الكاراتيه وصلت»، «احموا البنات ورا»، وقبل أن تنطلق الهتافات من جديد، يخطف عسكرى أمن مركزى شاباً يرتدى «تى شيرت» أحمر إلى خارج الحصار،
وتعلو الأيادى التى تحمل الهراوات السوداء قبل أن تسقط على ظهر الشاب، فيثور المتظاهرون من جديد «سيبوه.. سيبوه» لتتحول نظرات فرق الكاراتيه إلى المتواجدين، وينفك حصار عساكر الأمن المركزى تاركاً مساحة لفرقة الكاراتيه فى خطف المتواجدين بالقوة، واحداً بعد الآخر إلى «جراج» بنك على الرصيف المقابل لمجلس الشورى، وتصرخ قيادة أمنية فى أحد العساكر لإزالة «لافتات تغيير الدستور» و«علم مصر» من على الأرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق