Translate


السبت، ديسمبر 25، 2010

الخليج والطاقة النووية


بقلم: طارق الباحـسين

تأتي الاخبار وإعلان سعيد ومفرح وحتى لو كان على الورق بين وقت وأخر أن الدول العربية خاصة الخليجية تتجه الى تنفيذ برنامج لإنشاء محطات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية. ليس دعاية كبرى على إننا اصبحنا من الدول العالمية في انتاج مثل هذا النوع من الطاقة بقدر هو الحاجة الى الكهرباء.
مهم جدا ان نعرف ان الدول العربية الخليجية قادرة على انشاء هذا النوع من المحطات منذ امد ليس بالقريب ، فلقد سبقتنا اليه دول ليس لديها الامكانيات المادية ولكن المشكلة الكبرى التي سوف تقع فيها الدول العربية الخليجية هي في البشرية. فهل نحن جاهزون لها ؟
الصورة او المشهد العالمي تغير عن السابق فلقد تضاعفت اسعار اليورانيوم وهو المادة الرئيسية في تشغيل المفاعلات النووية وكذلك اصبح محتكرا في أيدي دول قلة من الدول الكبرى وعدم نقل التكنولوجيا والتضييق على المعرفة فيها صعبا جدا. على هذه النتائج يجب على الدول الخليجية ان تنوع في مصادر الطاقة مثل الطاقة الشمسية التي هي متوفرة بشكل كبير وعلى مدار السنة ، ونسبة الاستثمار في الطاقة الشمسية اقل تكلفة ولا يسبب في مشكلة للنفايات وايضا أن الاتجاه العالمي يشير إلي أن المحطات النووية في طريقها إلي الزوال خلال فترة من 40 إلي 60 سنة بسبب قرب نفاد اليورانيوم. فالدول الكبرى في الوقت الحالي تبحث وتضع برامجها للحتياجاتها للطاقة من مصادر الطاقة المتجددة والرياح والشمس وتقوم تدريجيا بالتخلص من المحطات النووية وحتى ايضا بدأت تتخلص تدريجيا عن البترول والغاز في انتاج الكهرباء.
في اروبا وامريكا تنتشر شرائح لإمتصاص الطاقة الشمسية وتحويلها الى كهرباء ليس على المستوى العام بل ايضا على المستوى الخاص حيث ان هذه الاجهزة تشاهد فوق البيوت واسطح العمائر مع ان سطوع الشمس لا يقارن مع بلدان الخليج العربي ولا توجد لديهم مساحات هائلة من الصحراء.
هل نحاول ان نثبت للعالم بأن لدينا مفاعلات نووية دون الرجوع الى حاجتنا الكبيرة الى الكهرباء حيث ان الفائدة من المحطة النووية لا يتم قبل 10 سنوات من الانتهاء منها على اقل تقدير ، ام نتجه الى مصادر اخرى وننوع فهي اسهل وارخص ومتوفرة في منطقتنا ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق