Translate


الأحد، ديسمبر 12، 2010

ترحيب سياسي بنتائج قمة المناخ

باينت الردود على النتائج التي توصلت إليها قمة المناخ الأخيرة في المكسيك بين ترحيب الحكومات بالخطوات التي أنجزتها القمة، وتحذير الخبراء ودعاة حماية البيئة من أن النتائج لا ترتقي إلى المستوى المأمول. وجاءت أول الردود من الولايات المتحدة - التي تعد مع الصين أكثر الدول الملوثة للبيئة - حيث أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصل هاتفيا بنظيره المكسيكي فيليب كالديرون السبت وهنأه على نجاح قمة المناخ في كانكون وهو ما اعتبرته واشنطن استكمالا للخطوات التي حققها اتفاق كوبنهاغن على الطريق نحو تعزيز الجهود المبذولة للحد من تداعيات التغير المناخي.
بعد ذلك أصدرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بيانا رسميا أعربت فيه عن ترحيبها بالنتائج التي توصلت إليها قمة المناخ في كانكون باعتبارها “تطورا مفيدا نحو ترسيخ الجهود للحد من ظاهرة التغير المناخي بشكل متوازن." وأبدت كلينتون استعداد واشنطن للعمل على تعزيز هذه النتائج وترسيخها من أجل تركيز الجهود العالمية في هذا المجال، منوهة بأن نتائج القمة استندت إلى العناصر الجوهرية التي قام عليها اتفاق كوبنهاغن للمناخ العام الماضي الذي كان للولايات المتحدة دور كبير في صياغته. 
ترحيب ياباني
وفي طوكيو، رحب رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان بنتائج قمة كانكون وذلك خلال تصريح إعلامي السبت أشاد فيه بقرار تأسيس “الصندوق الأخضر” لتوفير التمويل اللازم للدول الفقيرة المتضررة من تداعيات المناخ. واعتبر ذلك خطوة مهمة على صعيد ضم الولايات المتحدة والصين إلى الجهود الدولية للحد من التغير المناخي الناجم عن الانحباس الحراري. يشار إلى أن اليابان عارضت بشدة اقتراحا بتمديد العمل ببروتوكول كيوتو للمناخ الذي ينتهي العمل به عام 2012 لكونه لا يشمل 70% من كمية الغازات المنبعثة المسببة لظاهرة الانحباس الحراري في إشارة إلى الصين والولايات المتحدة. يذكر أن الصين غير ملزمة - وفقا لبروتوكول كيوتو - بأي تخفيض لنسبة الغازات المنبعثة لديها لأن البروتوكول المذكور أعفاها من هذا الالتزام لكونها دولة نامية، في حين أن الولايات المتحدة رفضت البروتوكول أصلا.
الخبراء يحذرون
وعلى الرغم من الترحيب السياسي بنتائج قمة كانكون، اعتبر خبراء البيئة أن النتائج التي تم التوصل إليها قد تكون خطوة إيجابية لكنها لا ترتقي إلى مستوى الطموحات المأمولة بالنسبة للشعوب الفقيرة. وفي هذا الإطار نقل عن ويندل تريو مدير السياسات في منظمة السلام الأخضر الدولية قوله إن قمة كانكون ربما أنقذت العملية التفاوضية حول المناخ لكنها لم تنقذ المناخ نفسه، في إشارة إلى فشل القمة في تحديد المعايير الأساسية الخاصة بانبعاث الغازات وإمكانية التوصل لاتفاقية مناخية جديدة تحظى بإجماع دولي. وفي نفس السياق قال المدير الدولي التنفيذي لمنظمة أوكسفام جيريمي هوبس إن إنجازات القمة لم تتعد النجاح في بث الحياة مجددا في محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ ووضعها على الطريق الصحيح وتقديم نوع من الأمل بمساعدة ملايين الفقراء الذين يعانون من تداعيات التغير المناخي.

نتائج القمة

يشار إلى قمة المناخ التي اختتمت في مدينة كانكون المكسيكية الجمعة، توصلت إلى اتفاق المشاركين على خطوات مقبولة بشأن ظاهرة التغير المناخي. ومن أبرز البنود التي تضمنها البيان الختامي للقمة - بعد جلسات مطولة من المحادثات لم تخل من مشادات كلامية - العمل على خفض درجة الحرارة العالمية إلى ما دون درجتين مئويتين عن المعدلات المسجلة قبل الثورة الصناعية. كما اتفق المشاركون على تأسيس صندوق سموه “الصندوق الأخضر” برأسمال 100 مليار دولار سنويا لمساعدة الدول الفقيرة على معالجة تداعيات التغير المناخي، إضافة إلى الحفاظ على مفاوضات التغير المناخي من الانهيار وتعزيز الدعم للتحول نحو اقتصاديات أقل استهلاكا للطاقة التقليدية، وإعادة بناء الثقة بين الدول الفقيرة والدول الغنية. بيد أن القمة لم تتوصل لتفاهم واضح وصريح بشأن خفض معدلات الغازات المنبعثة مع اقتراب موعد انتهاء صلاحية بروتوكول كيوتو بعد عامين، فضلا عن وجود خلافات واضحة حول التزام الدول النامية بأهداف محددة لخفض انبعاث الغازات أو وجوب تحمل الدول الغنية النصيب الأكبر في هذه المهمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق