Translate


الجمعة، يناير 21، 2011

قرصنة مواقع ليبية تنقل أخبار الداخل



قرصنة مواقع ليبية تنقل أخبار الداخل

تتواصل عمليات القرصنة هذه الأيام على المواقع الليبية الخارجية التي تعرّض أحدها - وهو موقع “المنارة”- للإقفال التام من قبل جهات مجهولة في ليبيا، ويرجح القائمون على المواقع المقرصنة أن تكون تلك المنابر مستهدفة بسبب نشرها لأخبار تتعلق بالاحتجاجات في البلاد. فقد تعرضت هذه المواقع لهجمات للاستيلاء عليها من قبل جهات مجهولة يعتقد مشرفو تلك المواقع أن لها علاقة بجهاز الأمن الخارجي الليبي أو اللجان الثورية، فيما يبدو محاولة لمنع التغطية الإخبارية للأحداث الداخلية المتمثلة في الاقتحامات التي قام بها مواطنون ليبيون لمشاريع إسكانية في البلاد. وكانت المواقع نفسها - إلى جانب صحيفة “ليبيا اليوم” الإلكترونية- قد تعرضت في فترات سابقة لعدة هجمات وقرصنة عطلت عملها ومنعتها من البث لعدة أيام. وبحسب مراقبين فإن عمليات القرصنة لهذه المواقع يقف وراءها قسم للأمن الإلكتروني يتبع جهاز الأمن الخارجي، وهو الجهة المسؤولة عن تخريب المواقع التي تنتقد أو تنقل انتقادات بشأن الأوضاع في ليبيا، أو تعلن معارضتها لنظام الزعيم معمر القذافي. وكانت إدارة موقع “المنارة” قد أعلنت أن الهجوم يتواصل عليها وأنها ستواصل عملها على صفحات فيسبوك، لكن تم تخريبها وقرصنتها هي الأخرى مِن قِبل مَن وصفتهم بقسم الأمن الإلكتروني ومليشيات اللجان الثورية. وقام المقرصنون لموقع “المنارة” في إحدى المرات بوضع صورة للزعيم معمر القذافي، كُتب عليها “بالروح بالدم نفديك يا قائدنا." وذكرت إدارة الموقع للجزيرة نت أن “إدارة الأمن الإلكتروني الليبي استولت على الإيميل الخاص بالموقع، وهي الآن تتحكم فيه." وفي الاتجاه نفسه نجح المهاجمون لهذه المواقع في تعطيل موقع “ليبيا المستقبل” الذي عاد للبث مجددا، وقاموا بمحاولة قرصنة موقع “جيل” منذ صباح الاثنين الماضي على مدى أربع مرات، إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك حتى الآن.

الخوف من الحقيقة
وقالت إدارة موقع “جيل” إنها استقبلت سيلا “من التعليقات التي تشتم أطرافا سياسية مختلفة في ليبيا وكتبت بألفاظ نابية وبذيئة، وبشكل غير متوازن أو متناسب مع النسق الطبيعي لمشاركات القراء." وأشارت إلى ازدياد حجم المشاركات التي قالت إن أغلبها من مصادر محددة تهاجم إدارة الموقع بحجة نشر آراء المعارضين، أو رسائل القراء التي تحمل أخبارا عن مصادمات في مدنهم، وهددت بعض المشاركات بالتصفية الجسدية للمعارضين ولمن يتعرض للقذافي. ومن جانبه قال المعارض الليبي حسن الأمين - وهو المشرف العام لموقع “ليبيا المستقبل”- إن “اختراق المواقع دليل واضح على الخوف من الحقيقة والرأي الآخر، وعدم القدرة على المواجهة عبر حوار ديمقراطي عقلاني متحضر." وأكد الأمين أن القرصنة التي تعرض لها موقعه “عملية جبانة لا أخلاقية”، مؤكدا موقفه الرافض لأي “عملية اختراق حتى لو كانت لمواقع معادية للإسلام أو مناصرة للصهيونية أو ضد الأنظمة القمعية، لأنها تظل عملية جبانة تعكس ضعف الحجة." أما المشرف العام لموقع “المنارة” - وهو أكثر المواقع الليبية الخارجية تضررا جراء الاختراقات والقرصنة - محمد لطيوش فقد قال إن أحداث تونس والاقتحامات التي شهدتها عدة المدن الليبية هي “الأسباب الحقيقية وراء الهجوم على المواقع الليبية ومحاولة تعطيلها عن العمل حتى لا تزيد تفاقم الوضع في ليبيا." واعتبر لطيوش أن أسلوب الحجب والاختراق للمواقع للهروب “من مواجهة المشاكل الحقيقية الموجودة في البلاد من الأساليب التي عفا عليها الزمن، زمن الفضائيات والإنترنت، وهو يدل على إفلاس كبير للنظام في قدرته لمواجهة الحقائق." وقال إن “هذه الأعمال لن تزيدنا إلا قوة وإصرارا على مواصلة عملنا بالانحياز الكامل للمواطن الليبي، وتسليط الضوء على معاناته ومشاكله من أجل الإصلاح والخير لليبيا."

دعم ومناشدة
وفي تعليقات على تلك القرصنة قال القاص والأديب جابر نور سلطان إنه يؤيد حرية الإعلام بكافة وسائله شريطة التزام المهنية ومراعاة المصلحة العليا للوطن. ووصف سلطان موقع المنارة بأنه “متوازن إلى حد كبير، ويقدم خطابا إعلاميا يتسق مع أهدافه بإيقاع رصين يتوخى إلى حد كبير الموضوعية." ومن جهته قال المخرج المسرحي خالد نجم إن “اختراق المواقع هي محاولة فاشلة لإسكات أصوات فتحت لنا المجال لرؤية الواقع من منظور مغاير، لما تطرحه بعض وسائل الإعلام الأخرى التي تحاول إرغامنا على تقبل الزيف والتعاطي معه." أما الصحفي عثمان البوسيفي فعبر عن أمله في أن تعي الجهات -التي تقوم بقرصنة وحجب المواقع الليبية - “أن الزمن قد تغير وعليها أن تتعلم من تجارب الآخرين، وأن تفتح صفحة جديدة مع الكل، وتحترم وجهة نظر الآخر مهما كانت." وفي دفاعه عن المواقع المقرصنة قال المحرر في موقع المنارة علاء النيهوم إن “أهمية هذه المواقع تكمن في انغلاق المشهد الإعلامي الليبي الداخلي الذي لم يتطور." وتابع النيهوم “لا يزال البعض يعتقد أنه الوحيد الذي يملك المعلومة بينما هي متسربة إلى أقصى الصين، ويعتقد أنها مسألة أمن وطني بينما هي مسألة حريات، وما زال البعض يخاف من فتنة الإعلام ولا يخاف من فتنة تكسير الأقلام."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق