دورنا قادم

كلمة العالم العربي:

ضحكت كغيري من الناس حين خاطب الزعيم الليبي معمر القذافي الرؤوساء والملوك العرب في قمة الدوحة بأن دورنا قادم ولن يكون بأفضل من مصير صدام .. وبعد ثلاث سنوات على القمة ارى ان نبوءة القذافي كانت في مكانها .. ولسنا هنا في مجال تقييم نظام الرجل ومحاسنة ومساوئة بل بالسرعة التي تكالبت فيها قوى الشر والعدوان مدعومة بجامعة عمرو موسى للتدخل في ليبيا واستهداف الكيان الليبي برمته وليس النظام وحده.

وهنا يجب التفريق بين ليبيا كدولة عربية مستقلة بحدودها وعاصمتها وشعبها وثرواته وكيانه وبين العقيد القذافي ونظامه لان ما حصل ويحصل في ليبيا لا يقبله عقل ولا منطق. ندرك ان استهداف الجيش الليبي وتدميره يتم بحجة حماية الثوار وان تدمير الدفاعات الجوية وسلاح الجوي تم لتأمين سلامة الطائرات المغيرة وتدمير القوة البحرية لتأمين سلامة سفن حلف الاطلسي وسفن الاغاثة ولكن لا ادري لماذا استهداف مساكن المدنيين الابرياء بل واستهداف منزل الزعيم الليبي بالذات وقتل ابنه وثلاثة من احفاده ؟ اذا كان الغرب واعداء القذافي يريدون التخلص منه او اضعافه الم يكن هناك طريقة اخرى غير قصف منزله بالصورايخ وذبح افراد عائلته ؟ الا يعني ذلك بأن الغرب اسوأ ممن يحاولون حماية شعبه منه ؟

لو كانت عائلة القذافي تقيم في قاعدة عسكرية وهوجمت وسقطوا قتلى لقلنا بأنهم كانوا في المكان الخطأ والتوقيت الغير مناسب ولكن استهداف مسكنهم في باب العزيزية المعروف للقاصي والداني جريمة بكل ما في الكلمة من معنى ولا يمكن ان يقبلها عقل بالرغم من التصريحات البليدة لقيادة حلف اناتو التي اعربت عن اسفها لسقوط ضحايا ابرياء .. يجب ان يدرك العالم بأن حلف الناتو والغرب قد تجاوزا التفويض المعطى لهم بالقرار 1973 فحماية المدنيين في بنغازي ومصراته من كتائب القذافي لا تتم بقصف منزله وقتل افراد عائلته الذين لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يحصل. نجا القذافي هذه المرة فهل ينجو ثانية ام ان افضل ما يمكن ان يفعله هو الرحيل قبل فوات الاوان؟ لست ادري !