Translate


الخميس، مايو 26، 2011

“نساء للقيادة”

وكالات
انتفضت إرادة السعوديات ضد “سجن الرجال” في واحدة من أشجع الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بالسماح للمرأة بقيادة السيارة. وانطلقت الحملة عبر مواقع “يوتيوب” و”فيسبوك” و”تويتر” تحت عنوان “نساء للقيادة” لتشجيع النساء على الجلوس خلف مقود السيارة في السعودية. وسجلت المئات من النساء للمشاركة في هذه الحملة، التي ستنطلق في السابع عشر من يونيو/ حزيران المقبل. وسبق وان تمنت الأميرة عادلة ابنة العاهل السعودي الملك عبد الله السماح للمرأة بقيادة السيارة وقالت “أتمنى أن نتجاوز مسألة منع المرأة السعودية من قيادة للسيارات إلا أن الأمر ليس بيدي." وقالت منال، إحدى منظمات الحملة “لا يوجد نص في قانون المرور يمنع النساء من القيادة، فهم يمنعون النساء من القيادة لأنهم لا يقبلوهن".
واضافت “كان علي البحث في أحد الأيام عن سيارة للأجرة لمدة ساعة ونصف، وحاولت الاتصال بشقيقي ليقلني، إلا أنه لم يجب، كنت أبكي، تخيلوا سيدة في الثانية والثلاثين وأم لطفل في الخامسة، تبكي وسط الشارع لعدم وجود أي شخص يعيدها للمنزل." وذكرت منال إن الحملة بدأت بالفعل، فهناك عدد من السيدات ممن تشجعن للقيادة بمفردهن، كما أنهن قمن بتحميل قصصهن على قناة خاصة في موقع يوتيوب. وتستمر الحملة في جمع التواقيع لإيصال رسالة للعاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، مفادها أن النساء بعد 17 يونيو/ حزيران، سيجلسن خلف مقود السيارة في شوارع المملكة. وسبق وان شكك أمير سعودي بارز في الحاجة إلى منع النساء من قيادة السيارات وقال إن رفع الحظر سيكون خطوة أولى سريعة لخفض اعتماد المملكة على الملايين من العمالة الأجنبية. وقال الأمير الوليد بن طلال وهو أحد المدافعين عن إصلاحات عمه الملك عبد الله إنه يمكن للمملكة أن تعيد نحو 750 ألف سائق أجنبي إلى بلادهم إذا سمح للمرأة بقيادة السيارة. وقال في مؤتمر صحفي في الرياض إن كثيرا من السعوديات يردن قيادة سياراتهن بما يتفق مع اللوائح الصارمة وهن مرتديات الحجاب لكنهن حاليا بحاجة إلى سائق واصفا هذا بأنه عبء إضافي على الأسر. وأضاف أن المجتمع السعودي يحتاج إلى خفض العمالة الأجنبية وتساءل عن سبب التردد في إلغاء منع النساء من قيادة السيارات.
ولا يمكن رفع الحظر الا بواسطة الحكومة بالتشاور مع هيئة كبار العلماء في المملكة. وأبدت زوجة الامير الوليد بن طلال استعدادها لقيادة سيارتها في السعودية في حال سمحت السلطات للنساء بذلك. وقالت الأميرة أميرة الطويل في حديث صحفي رداً على سؤال حول ما اذا كانت مستعدة لقيادة السيارة “اكيد انا جاهزة لقيادة السيارة، ولدي رخصة دولية واقود السيارة في كل دول العالم التي اسافر اليها." واضافت تعليقاً على تصريحات سابقة لزوجها انه سيكون أول من يسمح لزوجته وابنته بقيادة السيارة في حال سمحت السلطات بذلك، “افضل قيادة السيارة وبجانبي اختي او صديقتي على ان اكون مع سائق غير محرم لي”، في اشارة الى آلاف السائقين الاجانب الذين يعملون لدى الاسر السعودية. وكان عالم دين قد أجاز قيادة المرأة السعودية للسيارة، مشددا على ضرورة أن تحتشم المرأة ومتحديا في ذلك القرار الديني والرسمي الذي يمنع النساء في السعودية من قيادة السيارات. وقال الشيخ محمد بن أحمد بن صالح الصالح “إن الأحاديث التي تدعو إلى ضرورة أن يكون المسلم قويا وقادرا على الدفاع عن نفسه وعن عرضه كثيرة، فللمرأة حق في أن تمارس الرياضة، لكن بأدب وحشمة وبعيدا عن أعين الأجانب”.
وأضاف في حديث لصحيفة عكاظ “ينبغي ألا تكشف المرأة زينتها، وتكون في متناول أيدي الرجال، وكل ما كانت المرأة منيعة مستترة ومتحجبة يكون ذلك أرقى لها في نفوس الجميع”.
واوضح الصالح عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو مجمع البحوث التابع للأزهر “أنه ليس هناك مانع في قيادة المرأة (السعودية) للسيارة بشرط توفر الأمن والآمان والقدرة الفائقة للتصرف بحكمة، فليس هناك مانع شرعي يمنع”. وسبق وان طعن رجل دين بارز في السعودية في صحة حظر على النساء يمنعهن من قيادة السيارات قائلا انه يجب السماح للنساء بمزيد من المشاركة الاجتماعية في المملكة.
وقال أحمد الغامدي مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جدة ان رجال الدين درسوا هذه القضية ولم يخرج اي منهم بآية من القرآن تحظر قيادة المرأة للسيارة. وأبلغ الغامدي الصحفيين على هامش مؤتمر عن تمكين المرأة في جدة انه لا يرى ما يمنع المرأة من قيادة السيارة. والمرأة ممنوعة من قيادة السيارة في السعودية وتخضع لنظام “ولي الأمر” الذي يفرض عليها تقديم موافقته سواء كان والدها أو أخيها أو زوجها من أجل السفر واحيانا من أجل العمل. ويطوف أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشوارع بانتظام لضمان الفصل بين الجنسين والتزام النساء بالزي الشرعي. وطالب أحد أعضاء مجلس الشورى السعودي بمنح الفتاه السعودية الرخصة الدولية لقيادة السيارة في حال اجتيازها لاختبار القيادة داخل المملكة.
وقدم عضو مجلس الشورى عبد الملك الخيال مقترحا ينص على أن تمنح الفتاة السعودية القادرة على اجتياز اختبار قيادة السيارات رقم رخصة يؤهلها للحصول على رخصة دولية من المملكة للقيادة في الخارج، مشيرا إلى أن المرأة محرومة من قيادة المركبة في داخل المملكة وفي الخارج مع العلم أن كثيرا منهن يمكن أن يجتزن اختبار القيادة. وأوضح أن كثيرا من الأسر تسافر إلى الخارج وان الكثيرات لا يستطعن القيادة بسبب عدم حصولهن على الرخصة الدولية التي تستلزم الحصول على الرخصة السعودية. وقال الخيال “إن هناك طرقا لاستخراج الرخصة الدولية بالنسبة للفتاة السعودية وذلك بذهابها إلى إحدى الدول العربية والعيش هناك وتثبت أنها مقيمة بتلك الدول لاستخراج رخصة تؤهلها لاستخراج رخصة دولية” مؤكدا “أن كثيرا من الأعضاء مؤيدون للمقترح”. وعن قيادة المرأة في المملكة أوضح أن “ذلك يتم عندما تنجلي الأمور الاجتماعية وغيرها التي تقيد حرية قيادة المرأة”. مشيرا إلى أن المجلس أحال المقترح للجنة الشؤون الأمنية لدراسته.
وتعد قضية منع المرأة السعودية من قيادة السيارة من القضايا الجدلية في الأوساط المحلية بالمملكة، حيث لا يسمح للمرأة بقيادة السيارة او السفر من دون محرم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق