Translate


الثلاثاء، مايو 17، 2011

مخاطر على المجتمع

د. محمد القويز

أي مجتمع لابد أن يكون هناك أنظمة تحكم ذلك المجتمع. حتى إن الحيوانات المتوحشة لها قوانينها التي تحكم علاقتها ببعضها وبالحيوانات الأخرى، وإن كان للقوة النصيب الأكبر في ذلك المجتمع وهو ماجعله ينال لقب قانون الغاب. وبرغم هذا المسمى الظالم أحيانا إلا أنه قادر على ضبط شؤون الحياة في البرية بحيث استمر التوازن على مدى آلاف السنين دون إخلال بتوازن الطبيعة. فلا السباع تكاثرت كما تكاثر الإنسان ولا الظباء فنيت. ولم يختل هذا التوازن إلا بعد أن تدخل الإنسان الحديث. فاضطر الإنسان إلى سن قوانين لحماية أعداء الأمس "السباع".
هذا في مجتمعات الأدغال والأحراش. أما المجتمع المدني فهو مجتمع ذو تركيبة متداخلة ولهذا فالقوانين التي تنظم شؤونه تكون أكثر تعقيدا وتداخلا، وتتطلب جهدا كبيرا وتنسيقا مستمرا. ولهذا تتطور القوانين التي تنظم العلاقة وتتغير أحيانا. وكلما اتسعت تلك التنظيمات لتشمل شتى نواحي الحياة كان أثرها أكبر وخصوصا عندما يكون القانون فوق الجميع.
ولدينا من القوانين والأنظمة الكثير جدا بعضها طُبق وبعضها لم يطبق. وما يعنيني هنا هو حماية المجتمع السعودي من أخطار صحية وبيئية كثيرة بما يستدعيه ذلك من نظم وقوانين وجزاءات. هناك أدوية مقلدة تغزو أسواق العالم الثالث. كم نصيبنا منها؟ ولمَ لانسمع عن كشف تلك الأدوية؟ ومن المسؤول عن دخولها وكم عدد ضحاياها سنويا، وما مصير من ثبت عليه ترويج أدوية مقلدة أو مغشوشة؟
بعد تشجيع البيوت المحمية والدعم الحكومي لها عمد كثير من الأجانب إلى استئجار المزارع وزراعة البيوت المحمية ولكنهم لايلتزمون بفترة تحريم التسويق قبل انقضاء فترة التحريم عند الرش بالمبيدات ما قد يتسبب بأمراض الكبد والكلى والسرطان. ماهي الآلية المتبعة لكشف هذه الجريمة ولمَ لم نسمع عن حالة واحدة؟ وماهي الضمانة للمواطن الذي يشتري السم من دون علمه، ولماذا لايتم فحص عينات عشوائية لمعرفة إن كان هناك بقايا سموم على الخضار. ومثل ذلك يقال عن اللحوم. مرضها وهل أعطيت أدوية قبل ذبحها، وخلوها من الأمراض المعدية.
هل هناك آلية للتأكد من أن البضائع الواردة من جنوب شرق آسيا خالية من الإشعاعات. وهل صحيح أن نبت الكمأة "الفقع" المجلوب من الصمان أو سواها يحتوي على إشعاعات ضارة بعد حرب الخليج.
تجارة التقليد رائجة جدا لدرجة أنك إذا ذهبت لشراء لوازم يسألك البائع هل تريد الأصلي أم التقليد؟ ينطبق ذلك على العطور ولوازم الحمامات، وقطع الغيار والأجهزة والإطارات و..... فهل أصبح التقليد الذي قد يكون ضارا بالصحة أو سببا في الحوادث جائزا؟ هل أغذية الأطفال والحلويات الرخيصة التي تباع بالأكوام آمنة صحيا، أم أنها تحتوي على مواد ملوثة أو مسرطنة؟
الأمثلة كثيرة. ولأن هذه الأمور قد تتعدى أضرارها إلى أجيال قادمة فإن من الضرورة أن يكون هناك جهات مسؤولة تنشر النتائج وتدعم النظم وتعاقب المخالفين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق