Translate


الأربعاء، سبتمبر 23، 2009

لمواجهة العنوسة

لمواجهة العنوسة
زواج بالتقسيط وجماعي وعلى النت و"اللي ما يشتري يتجوز"

محيط : أفرزت أزمة تأخر سن الزواج بين فتيات وشبان الوطن العربي حلولا غير تقليدية لمواجهة شبح العنوسة الذي يفتك بالشباب من الجنسين، حيث ظهرت أنواع جديدة من أشكال الزواج "التيك أواي"، وهذا بالطبع يحمل دلالات خطيرة ونتائج أخطر، مما دعا صحيفة "الرياض" السعودية لإعداد ملف شامل عن هذه الظاهرة على النحو الآتي بيانه:


تعددت أشكال الزواج مؤخراً بتعدد دوافعه، وقناعات أطرافه، وطبيعة الظروف المادية والمجتمعية التي تلحق به، ومن هذه الزواجات التي نستعرضها في هذا التحقيق الزواج بالتقسيط، والزواج الجماعي، والزواج على النت، حيث إن لكل نوع من هذه الزواجات مبرراته الخاصة، ومميزاته وسلبياته، إلى جانب تجارب أصحابه الخاصة التي قد تعين الآخرين على اتخاذ مواقفهم من هذه الزيجات.

الزواج بالتقسيط

تجاوز التقسيط السيارات والمنازل والأراضي ليصل مؤخراً على استحياء شديد إلى الزواج، من خلال إقرار الزوج أن باقي في ذمته مبلغ مالي من مهر زوجته لم يتمكن من دفعه، ويوثق في عقد النكاح، أو اتفاق مكتوب بشهود بين الطرفين؛ على أن يلتزم الزوج بدفعه شهرياً بعد الزواج، أو حين تتحسن ظروفه المادية بحسب الاتفاق.

وتهدف هذه الخطوة إلى تيسير الزواج، واعتباره حلا مناسبا للحد من ظاهرة العنوسة في المجتمع، والتغلب على أهم معوقاتها وهي ارتفاع تكاليف المعيشة، وغلاء المهور.

"الرياض" تتناول هذه الفكرة بعد إقدام أحد الشباب من "الزواج بالتقسيط" وبدون فوائد، حيث أثبتت نجاحها في تكوين "بيت الزوجية"، وذلك بعد أن قدم مبلغا ماليا لم يتجاوز عشرة آلاف لزوجته، ثم أقر في عقد النكاح أنه باقي في ذمته مبلغ ثلاثين ألف ريال تسدد شهرياً.

وحتى نتعرف أكثر على فكرة الزواج بالتقسيط، سألنا عددا من الشباب عن تقييمهم لهذه الفكرة، حيث تباينت الآراء، فمنهم من وافق ومنهم من عارض.. فالشاب ابراهيم أبو بدر يرى أنّ فكرة تقسيط الزواج فكرة فاشلة، ولا ينبغي قبولها، فهي قد تكون حلا، ولكن هي في الوقت نفسه تشكل أعباء جديدة على الزوج، فالحالة الاقتصادية لطالب الزواج لا تساعده، فإلى جانب أقساطه الأخرى يأتي قسط الزوجة، وتساءل: ماذا يحدث لو لم أدفع القسط؟ هل سيستردون العروس؟.

وأكد هاني عبدالله أنه سوف يوافق على الفكرة دون شروط، وقال: "باعتباري طالبا جامعيا أعاني من أوضاع اقتصادية صعبة، أرى أن تلك الفكرة إذا عممت وأصبحت سائدة اجتماعيا، فإنها ستحل الكثير من مشاكل الزواج المعيقة للشباب، وأنا إذا وافقت على تزويج أختي بالتقسيط سأجد أيضا من يزوجني أخته بالتقسيط، وأنا بصراحة إذا أتيحت لي هذه الفرصة فسأقتنصها فورا.

رأي الفتيات بزواج التقسيط انقسم إلى نصفين دون أن يغلب أحدهما الآخر، فالنصف معارض للفكرة جملة وتفصيلا، إذ تقول ايمان الشريف لا أتخيل في يوم من الأيام أن أتزوج بالتقسيط مهما كانت الأسباب، وإن حدث وان تقدم لي احد وكانت ظروفه المادية صعبة لن الجأ إلى التقسيط، ولكن قد أتساهل معه في المهر بتخفيضه إن كان يستحق ذلك، وإن شعرت أنني سأكون سيعدة معه وعادة تحتاج الفتاة إلى المهر قبل الزواج لتستطيع شراء الملابس والذهب ومتطلبات أخرى تستخدمها للتزين بها بعد الزواج، وعندما لا يتوفر هذا المال قبل الزواج فإن تزوجت أصبحت تحت رعاية زوجها، وهو كفيل بتلبية كل متطلباتها، وبهكذا تحل المسألة بشكل جزئي.

أما الرأي المؤيد للفكرة فتقول هند حسنين "لو تقدم شاب لخطبتي على طريقة "زواج التقسيط" لن أرفضه؛ لأن لهذا الزواج ايجابيات مثل الحد من العنوسة بين الرجال والنساء، وكذلك مساعدة الشباب على تكوين أسرة وبناء مجتمع، وفي مثل حالتي فأنا في الثلاثين من العمر ولم أتزوج حتى الآن.

وعبر عدد من الأمهات أن من يريد الزواج بهذه الطريقة يجعل من المرأة مجرد سلعة مرهونة تباع وتشترى، وتسترد في حالة عدم سداد أقساط البيع، مضيفين أن الزواج يبنى على أساس السعادة، والاستقرار والأشخاص الذين يبدؤون حياتهم بالدَّيْن لن يشعروا أبداً بالاستقرار والأمان.

وأوضح المأذون الشرعي الشيخ احمد العمري أن فكرة الزواج بالتقسيط جيدة لذوي الدخل المحدود خصوصاً، مشيراً إلى أنها ليست عشوائية أوعبثية، وإنما هي فكرة تستحق الاهتمام من الجهات المختصة في وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة العدل، بما يساعد الشباب والفتيات على الزواج الميسر، والحد من العنوسة التي تزايدت بشكل كبير في مجتمعنا مؤخراً.

الزواج الجماعي

وعلى غرار الزواج بالتقسيط انتشرت مؤخراً ظاهرة الزواج الجماعي كحل آخر لتخفيف تكاليف الزواج، وتيسيره على الشباب، والحد من ظاهرة العنوسة، بما يعكس صورة التكافل الاجتماعي التي حث عليها الإسلام، وذوبان التفرقة الاجتماعية.

وعلى الرغم من إيجابيات هذا النوع من الزواج، إلا أن هناك حاجة إلى توعية المجتمع بآثاره الإيجابية، وأنه ليس زواجاً للمفلسين كما يراه البعض للأسف، وإنما هو زواج لترشيد الإنفاق، وبناء الأسرة التي هي أساس المجتمع، إلى جانب حاجة هذا المشروع إلى تطوير ليس فقط في الجانب التنظيمي داخل الحفل من استقبال وضيافة، أو في الجانب الإداري والترشيد المالي، وإنما تعزيز مرحلة التثقيف والتوعية للمتزوجين، من خلال المحاضرات التي تُعطى لهم، مع ضرورة إشراك أهل الزوج والزوجة في هذه البرامج التثقيفية بشكل منفصل ويتم التركيز فيها على الأخطاء الشائعة نتيجة تدخلاتهم السلبية في حياة أبنائهم، ومن الضروري أيضا تشكيل فريق عمل من إدارة الزواج الجماعي ومن بعض المتخصصين وبعض العلماء للتعاون مع المحكمة الشرعية في تقديم المشورة و النصيحة والمساهمة في الصلح والتقريب بين وجهات النظر المختلفة والمساعدة في الحد من حالات الطلاق والخلافات الزوجية  إن وجدت.

الزواج على النت

إلى ذلك أصبحت طرق البحث عن الزوج أو الزوجة من خلال الإنترنت تتسع شيئاً فشيئاً؛ حتى كادت تشكل ظاهرة تغزو عقول شبابنا برغم سلبياتها، فمواقع الزواج المنتشرة على صفحات الشبكة العنكبوتية ساهمت في تفاقم الأزمة، إلا أن هذه الزيجات غالبا ما تنتهي بالطلاق، حيث تبدأ بعلاقة غير سوية وتنحصر داخل إطار الشك والغيرة المرضية.

مروة هيثم (طالبة جامعية) ترفض بشدة هذا النوع من الزواج، معللة ذلك أن البداية من أساسها قائمة على الكذب والبحث الخطأ عن زوج أو زوجة المستقبل، إلى جانب إختلاف البيئات بين الزوجين، كما أن هذه المواقع لا تعطي الصورة الكاملة والحقيقة عن كلا الطرفين.

ويرى عبد الرحمن العمري (رجل أعمال) أن المهم في هذه التحربة هي مدى صلاحية وأهلية المواقع والأشخاص المشرفين عليها من ناحية دينية وعلمية واجتماعية، داعياً الفتيات إلى عدم الاندفاع خلف هذه المواقع، وخصوصاً إذا طلبوا صورا لهن قد تستخدم لابتزازهن مستقبلا.

وقال إن أغلب المواقع سواء على الشبكة العنكبوتية أو من خلال بعض القنوات الفضائية هو سعي حثيث وراء المادة، فأغلب المواقع تطالب المشاركين بمبالغ مالية للاشتراك سواء عن طريق الرسائل النصية أو بدفع اشتراك شهري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق