Translate


الأربعاء، يونيو 29، 2011

قانون الظن

قانون الظن
قانون الظن هي نفس فكرة قانون الجذب الذي يدعو إليه الدكتور/ صلاح الراشد وملخصه (كيف تجذب ما تشاء من الأقدار إليك) وبالتأمل فيه تجده موافقاً لمنهج التفاؤل النبوي والكثير من الأحاديث النبوية تدعو إليه ليس أولها (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرىء ما نوى) وليس آخرها حديث زيارة النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي الذي يشتكي من الحمى حين قال له : طهور إن شاء الله فرد الأعرابي (طهور ! بل حمى تفور على شيخ كبير تصليه القبور) فقال صلى الله عليه وسلم: هي إذن .. ومات الأعرابي.

قانون الظن: هناك ناس تحدث لهم كوارث ومصائب كثيرة وناس تعيش في سلام وناس تفشل في تحقيق أحلامها وآخرون ينجحون ومنهم السعيد والشقي فأيهم أنت ؟ في حديث قدسي يقول الله عز وجل "أنا عند ظن عبدي بي". هنا لم يقل ربنا جل وعلا "أنا عند (حسن) ظن .. قال : "أنا عند ظن عبدي بي ... " ما الفرق ؟ يعني لما تتوقع إن حياتك ستصبح جميلة وحلوة وستنجح وستسمع الأخبار الجيدة فالله يعطيك إياها .. "وعلى نياتكم ترزقون" (هذا من حسن الظن بالله) وإذا كنت موسوس ودائما تفكر أنه ستصيبك مصيبة وستواجهك مشكلة وحياتك كلها مآسي وهم ونكد تأكد أنك ستعيش هكذا (هذا من سوء الظن بالله). لا تجعل نفسك خارق وعندك الحاسة السادسة وتقول: (والله إني حسيت إنه حيحصل لي كذا) .. "ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ" الفتح 6.
إن الله كريم (بيده الخير) وهو على كل شيء قدير وحسن الظن بالله من حسن توحيد المرء لله فالخير من الله والشر من أنفسنا. أعرف أصدقاء حياتهم تعيسة ولما أقترب منهم أكثر أجدهم هم الذين جلبوا التعاسة والنكد لحياتهم ، واحد من أصدقائي عنده أرق مستمر وعندما ينام ينكتم ويصبح لديه صعوبة في التنفس ولما ذهب للطبيب النفسي قال له الدكتور: أنت عندك فوبيا من هذا الشيئ و فعلا خرج من عند الدكتور وعنده وسواس إنه سيموت وهو نايم.
وأخر يعتقد كثيراً ما يمرض و يصاب بالعين باسرع وقت .. ويذهب عند الشيخ للرقية ..
هناك مقولة شهيرة أؤمن بها كثيراً: (تفاءلوا بالخير تجدوه) والتفاؤل هو نفسه (حسن الظن). وقد يكون المخترع السعودي الشاب الصغير الذي لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره ( مهند جبريل أبو دية) أحد أروع الأمثلة في حسن الظن بالله  فبالرغم من أنه أصيب بحادث في سن مبكرة و بترت على أثره ساقه وفقد بصره إلا أني شاهدته في برنامج يذاع في قناة المجد وهو مبتسم ، سعيد ، متفائل مازال يطمح بأن يكمل تعليمه ويحمد الله أنه أراه حياة جديدة لا يرى بها ولا يسير حتى يستطيع من خلالها أن يزداد علما وإيمانا بحياة المعاقين المثابرين ويكون منهم قولا وفعلا .. وقد أخترع من بين اختراعاته الكثيرة قلم للعميان بحيث يمكنهم الكتابة في خط مستقيم فسبحان الله وكأنه اخترعه لنفسه.
أمثلة:
إن أردت أن تمتلك منزلاً ! ما عليك إلا أن تتخيله (تعيش الدور) .. لأن تحقيق الأشياء لا يأتي إلا بالإيمان تخيل لونه ، جدرانه ، أثاثه تخيل نفسك وأنت تعيش فيه وظل كل يوم تخيل واعمل على تحقيق حلمك بالتخيل والعمل طبعا .. وإن حدث وأمعنت التخيل في مكروه أو حادثة ما انفض رأسك وابعد الفكرة عنك وادعوا الله أن يسعدك ويرح بالك فقد أوصانا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال :" ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة" ومن حسن الظن بالله أثناء الدعاء أن تظن فيه جل شأنه خيراً فمثلاً إذا رأيت أحمقاً لا تقل : (الله لا يبلانا) لأن البلاء من أنفسنا فقط قل (الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به) وهذا الثناء على الله يكفيه عز وجل بأن يحفظك مما ابتلى ذلك الشخص به ولا تقل: اللهم لا تجعلني حسوداً ، قل : اللهم انزع الحسد من قلبي .. وهكذا .. و انتبه عند كل دعاء  وتفكر فيما تقوله جيدا لتكون من الظانين بالله حسنا .. وإذا كنت ممن لديهم الحاسة السادسة  فرأيت حلماً أو أحسست بمكروه فافعل كما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم : استعذ بالله من الشيطان الرجيم وانفث ثلاثا عن شمالك وتوضأ وغير وضع نومتك .. ثم تصدق فالصدقة لها فضل كبير بتغير حال العبد من الأسوأ للأفضل. وفي موضوعنا من فضلها .. قول الحبيب عليه الصلاة والسلام : "الصدقة تقي مصارع السوء" وقوله جلت قدرته:"إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون" ولا يرد القضاء إلا الدعاء وظني فيك يا ربي جميل فحقق يا إلهي حسن ظني ..
أخيراً أسأل الله أن يجعلنا من السعداء في الدارين .. نحن الذين نسعد أنفسنا بالالتجاء لله ونحن الذين نتعسها بسوء الظن بالله فـاختر الطريق الذي تريد "إِنَّا هَدَيْنَـٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًۭا وَإِمَّا كَفُورًا" الإنسان 3

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق