Translate


الخميس، فبراير 03، 2011

قبل الموت، بعد الجنون





عن مركز أوغاريت للنشر والترجمة في رام الله، صدرت المجموعة القصصية الثانية للقاص الفلسطيني يسري الغول، بعنوان (قبل الموت، بعد الجنون) في غلاف رائع استطاع تجسيد محتويات المجموعة في مشهد ظلامي مخيف.
المجموعة أهديت إلى غزة الحزينة دوماً، وابتدأت بديباجة للشاعر الراحل محمود درويش من رائعته (صمت من أجل غزة) حين تغنى بغزة وجبروتها أمام طغيان الاحتلال البغيض، حيث أعلن بملء فيه بأن غزة لن تكرر الأكاذيب ولن تقول للغزاة نعم، فلا هو موت ولا هو انتحار وإنما أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة.
المجموعة حملت في جعبتها اثنتين وعشرين قصة في قرابة المائة وعشر صفحات من القطع المتوسط، وانقسمت إلى قسمين منفصلين، الأول جاء تحت عنوان (ما قبل الموت) ويحوي بداخله عدداً من القصص التي تتحدث عن وجع الحرب والغربة والموت، كما حملت في جعبتها عدداً من المشاهد المؤلمة التي يحياها الفلسطيني أينما حل أو رحل. ومن بين تلك القصص (قصة وجع، فلسراقية، أو كأنه حصار، قارب الخوف، قبر حزين ..الخ)
القسم الثاني من المجموعة كان بعنوان (ما بعد الجنون) حيث حمل هذا القسم عدداً من القصص التي تتناول عدداً من القضايا والهموم العامة التي قد يحاط بها كثير من الناس، فالمجتمع العربي الذي ما زال مضطهداً ومعذباً يعاني ويلات الجوع والفقر والجنون قد يجد من يتحدث باسمه داخل تلك اللوحات القصصية، ومن بين تلك القصص (قصة المنبوذ، رقصات متعبة، طائر من الكريستال.. الخ)
كما تحدث الغول عن نفسه داخل تلك المجموعة في قصة سحرية جميلة مستوحاة من أحد حكايا القاص الأرجنتيني المعروف خورخي بورخيس. فالغول الشاب يُفاجأ ذات مرة وهو يجلس في أحد المتنزهات بيسري الغول العجوز الذي أوشك أن يرحل عن الدنيا ثم يدور بينهما حوار جميل يدعو القارئ لمعرفة القليل عن الكاتب الغول.
الغول أصدر سابقاً عن نفس الدار مجموعته الأولى (على موتها أغني) عام 2007 وحازت اهتماماً واستحساناً من قِبل النقاد والدارسين الفلسطينيين.
 (قبل الموت، بعد الجنون) مجموعة قصصية جميلة تستحق الاهتمام والتقدير.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق