Translate


الثلاثاء، فبراير 08، 2011

معالي السفير

 بقلم: سليمان بن صالح المطرودي


هشام بن محيي الدين ناظر، ولد في جدة ودرس المراحل الأولية فيها ثم تابع تعليمه في مصر ثم في أمريكا ليعود لبدأ حياته الوظيفية مديرًا في ميدان البترول حتى أصبح وزيرًا لها، إلى أن آل به المقام الوظيفي سفيرًا للمملكة في القاهرة. 
ورغم كل الوظائف والمناصب العليا التي مر بها وتقلدها؛ إلا أن ذلك ذهب في مهب الريح، بعد أن سقط أمام عدسات الكاميرات بالصوت والصورة، هذه السقطة التي نسفت كل ما سار عليه من طريق زاهر لتجعله في دوامة المسألة، وتحت نظر الشارع السعودي؛ بل والعالمي، فسقطته ليست سقطة عادية، وذلك لأنه :
· سفير.
· في حدث وظروف غير عادية.
· رد على فتاة كانت تعلق عليه الآمال بعد الله في رجوعها لبلادها سالمة مصانة.

فالوضع ليس عادي، ويتطلب السرعة في اتخاذ القرارات، وتهدئة النفوس المرتعبة من هول الأحداث التي لم تعتد عليها ولم تألفها، خاصة مع النساء والأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى، فالسرعة هنا مطلب أساسي، وإحداث أجواء مطمئنة كذلك مطلب مهم، وهو ما لم يفعله معالي السفير حيث خرج إلى المواطنين السعوديين بكامل زيه وزينته، وبكامل حراسته، وهو يتبجح بعدم الالتفات إلى من حوله وإن التفت التفت التفاتة ساخرة، وبنظرات حادة، تشير إلى قلب قاسي وشخصية متغطرسة.
هذه شخصيته وحاله وللأسف وهو يمثل ملك القلوب والإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – ألبسه الله ثياب الصحة والعافية – الذي أصدر أوامره لتأمين نقل المواطنين السعوديين للمملكة على جناح السرعة وتوفير كامل الاحتياجات لهم وتسهيل أمورهم ورعايتهم إلى حين وصولهم لأرض الوطن، فلم يغفل عن أبناءه وبناته في مصر الحبيبة رغم مرضه وحاجته للراحة، ولكنه وجد أن راحته في رعاية شعبه وتلمس حجاتهم والسهر على راحتهم، ليخرج لنا معاليه منتقدًا ما اقترحته ابنة الوطن المذعورة التي ضاقت بها الدنيا بما رحبت خوفًا على حياتها وعلى كرامتها وعرضها في ظل تلك الفوضى والكلاب المسعورة التي أقلقت أهل مصر كافة، فكيف بها وهي غريبة وحيدة، ليرد عليها بكل سخرية واستهزاء بقوله : " يا سلام يا سلام عندك حلول" ثم ينصرف بكل قبح وغطرسة وإهمال للأمانة التي حملها إياه خادم الحرمين الشريفين وأصدر أمره برعاية كل مواطن ومواطنة وتلمس حاجتهم وتهدئة روعهم وطمأنتهم !

وقد تناولت هذا الموقف كل وسائل الإعلام والصحف المرئية والمقروءة الورقية والإلكترونية والمواقع والمنتديات، بل أن هناك حملة تهيئ ضده معاليه !

ولكني أنظر إلى هذا التصرف من زاوية أخرى على فرضية أن الظروف عادية وليس هناك ما يقلق، وليس هناك توجيه سامي كريم ... 
يا معالي السفير:

* ألستم تنادون بحرية المرأة والنظر إلى مطالبها والعمل على تحقيقها؟
* ألستم تنادون بعمل المرأة وخروجها للميدان والأخذ بمرئياتها ومقترحاتها؟
أم أن كل ذلك كلام ترددونه على منابركم وتجملون به مخطوطاتكم!
* اليست هذه المرأة هي ممن تنادون بحرياتها وبالاستماع لرائيها ومطالبها؟
* إذًا لماذا استهنت بما طرحته من مقترح؟ ولماذا استهترت بها أمام الناس قاطبة؟
* ولماذا وليت عنها وأدبرت مسرعًا وكأنها لم توجد في الأصل؟
من باب العدل أن تطبقون ما تنادون به، فأنتم القدوة في هذا الميدان!

* كيف تتهمون "الإسلاميين" على حد تعبيركم بأنهم ظلموا المرأة، وأنهم لا يحسنون التعامل معها، وأنهم لا يأخذون بقولها، ولا يستمعون لها، وأنهم يعاملون المرأة بقسوة وجبروت، ثم تفعل ما فعلت مع المرأة؟
* أم أن المواطنة المغلوب على أمرها والمحتاجة للمساعدة في هذا الموقف الصعب، ليست من عداد النساء التي تطالبون بحقوقهن؟

الحمد الله الذي عراكم وعلى رؤوس الأشهاد في هذا الموقف المخزي المذل لكم.

إنك يا معالي السفير في هذا الموقف خالفت من عدة جوانب، أذكر لك بعض منها:

الجانب الأول: مخالفتك لأمر ولي الأمر الصريح والواضح الذي لا يحتمل أي شك أو تفسير بضرورة السهر على راحة كل مواطن ومواطنة، والعمل على راحتهم بصفتك سفير في الظروف العادية، فكيف بمثل هذه الظروف، وقد أكد والدنا – أسبغ الله عليه نعمة الصحة والعافية – هذا الأمر، بتوجيه خاص في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها مصر.
أما لجانب الثاني: مخالفتك لمبادئكم التي تنادون بها من فوق كل منبر، بحقوق المرأة والتي منها الاستماع لها والأخذ بمقترحاتها ومرئياتها ومناقشتها في ذلك، إلا أنك لم تفعل شي مما تنادون به؟
وفي الجانب الثالث: فقد خالفت مبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي أمرنا بالعناية بالنساء والأطفال وكبار السن، وذوي الحاجات، والقيام على شؤونهم وتسهيل أمورهم، في الظروف العادية، وتأكيد ذلك في الظروف الغير عادية، وهو ما لم تقم به وأنت في موقع الأخوة الإسلامية؟
والجانب الرابع: أنك خالفت المبادئ والأعراف الدبلوماسية التي تنتمي إليها، بسوقية ردك وغطرستك أمام الجميع، وموقفك المخزي لمواطنة موطنك الذي أنت تمثله في هذا الموقف لرعاية شؤون رعايه في هذه البلاد، وللأسف أنك لم تتعامل معها لا بدبلوماسية ولا وطنية.

اسمح لي أن أقول لك يا معالي السفير أنك خالفت كل المبادئ والأعراف الدينية والوظيفية والدبلوماسية والوطنية وحتى جانب الذوق العام والأتيكيت الذي كنا نتمنى أن يظهر به سفير بلادنا في مثل هذه المواقف.

ولا أقول إلا وأسفاه يا سفير بلادي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق