Translate


الاثنين، أغسطس 17، 2009

الكتابة وحدودها


حسب الله يحيى
لا حدود للكتابة.. ذلك ان الكتابة مشروع ذهني خلاق يبتعد وينفلت من الاسر والتحديد والمواصفات والمقاييس. الكتابة فعل بشري ابداعي لا يمكن ان نحدد خارطة وجوده مسبقاً وفي هذا السبيل اشكر اجابة الشاعر كارل ساندبرج حين سئل عن صحة الطلب الذي وجه اليه بشأن كتابة قصائد مماثلة لبعض قصائده عن الحياة في شيكاغو فقال: (وهل سمعتم عن امر يصدر الى امرأة حامل بأن تلد طفلاً ذكراً، ولون شعره احمر؟). كذلك لا يمكن تحديد سمة الكتابة وبناء كيانها والهواء الذي يمكن ان نتنفسه. انها امور مجهولة وتظل محبوسة قبل ان تكتشف ومختزنة في عقل وابداع كاتبها .. وليس لنا اطر مسبقة ولا امتياز معين لحالة خاصة محددة ومعلومة.
ان الافكار نوع من سحر الواقع والخيال والوعي ومن الارضية التي يقف عليها الكاتب، وهي خاصية تختلف عن كل خصائص الاشياء. من هنا تتألق كتابات وتواجه ازمنة وامكنة مختلفة في حين تموت كتابات ظريفة خارجة عن صدى الابداع. ومن هنا ايضاً .. نحتاج الى كتابة حيّة تنطلق من ابعاد ومنطلقات لها عافية البقاء، ومسارها مسار خالد حتماً يقرأه جيل بعد جيل، ويكتسب منه ويتعايش معه. اننا بنا حاجة الى مراجعة بعض كتاباتنا بحيث لا نقف على نمط خاص مؤقت، كما ان فعالية الكتابة الخلاقة لا تعرف السكون والوقوف عند حالات خاصة. انها تتخطى الحدود، بحيث يكتب المبدع خارج اسرار الذات ولكن ضمن عوالم الكتابة الابقى .. كتابة لا تنشغل بسوى الانسان والتعبيرعن وجوده وسماته ونضاله ومساره.. انها تنبع من الانسان وواقعه، وتكتنز بالتجارب حتى تصل وتبقى وتتواصل مع الحياة ومع كل العقول النيرة لتلتقي عندئذ مع عقول مبدعة، عقول متلقية صاحية، وبعكس ذلك تطفو الكتابة ويتبدد كيانها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق