Translate


الجمعة، ديسمبر 23، 2011

الثقافة الغربية جعلت ثلاثة من ابناء رؤساء عرب يحتقرون شعوبهم

قارن روبرت دانين - المحلل السياسي بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية - بين أبناء كل من الأسد ومبارك والقذافي مشيرًا الى أنهم يتشاركون فى عدة أمور.
الأمر الأول: كان يتم إعدادهم لتولى الحكم فى سوريا ومصر وليبيا على التوالي.
الأمر الثاني: كان يتم تصويرهم على أنهم الشباب الذى سوف يدفع بعجلة الإصلاح الاقتصادي والسياسي فى القرن الواحد والعشرين.
الأمر الثالث: عندما اندلعت الاحتجاجات ببلدانهم، كان ردهم قاسي وعنيف.  
قال دانين: “فى سوريا، الأسد كان بالفعل في السلطة، واستمر فى سياسته الوحشية.. فى مصر، كان جمال مبارك يحاول إخماد التظاهرات بالقوة حتى لا يستغلها الجيش والآن يقبع فى السجن ويواجه اتهامات بقتل المتظاهرين في ميدان التحرير فى أواخر يناير وأوائل فبراير.. وفى ليبيا، انتهج سيف الإسلام الطريق الدموي وقد تتم محاكمته فى المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم ضد الإنسانية بما فى ذلك القتل والقصف وإطلاق النار على المتظاهرين في فبراير”. واشار إلى أن كلاً منهم عاش وعمل ودرس في بريطانيا. فقد انتقل بشار في عام 1992 إلى لندن وتدرب هناك في مستشفى العيون. كما عمل جمال كمصرفي استثماري في بنك أوف أمريكا في لندن. وحصل سيف على درجة الدكتوراه من كلية لندن للاقتصاد. كثير من المراقبين يرون أن هؤلاء الرجال الثلاثة، ليس فقط ثنائي اللغة، بل ثنائي الثقافة أيضًا واختلطوا بالصالونات الغربية، وقد يشعرهم هذا بأنهم أناس مختلفون عن شعوبهم ومتفوقين عليهم.. يبدو أن تجاربهم المميزة فى الغرب ولدت لديهم شعور بالاحتقار والتعالي على مواطنيهم. ففي الوقت الذي يستخدمون فيه الشوكة لتناول العشاء، يستخدمون “الكسين” لقتل وسفك الدماء. هذه ليست حجة ضد التبادل الثقافي أو ضد الفكرة القائلة بأن التعليم الغربي ضار على النخب في المجتمع العربي. ولكن المرء يحتاج فقط إلى أن ينظر إلى ولى عهد البحرين سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة. فتعليمه بالولايات المتحدة وبريطانيا جعله يحاول توظيف خبرته للتحاور مع المعارضة بعد مظاهرات اندلعت في ساحة اللؤلؤة في المنامة. ومع ذلك، فقد سلمان منصبه كوزير للداخلية وقام أعضاء آخرين من الأسرة الحاكمة باستخدام القوة الوحشية والعنف لسحق الاحتجاجات. وفى الأردن، يحاول الملك عبد الله عاهل الأردن أن يستورد المبادئ الإصلاحية. في هذه الفترة التى يحدث فيها تغيير جذري في العالم العربي، تتطلع الولايات المتحدة إلى شراكة مع الديمقراطيين ودعم الديمقراطية بشكل حقيقي، ولكن يجب علينا أن نحذر من الإنجذاب إلى الناس الذين ترتدي الملابس المستوردة أو تتحدث بلهجات اللغات الغربية. فبعض من الناس الأكثر تقدمية قابلتهم في منطقة الشرق الأوسط لا يتكلمون الإنجليزية ولم يسافروا خارج بلدانهم ولكنهم يتبنون الليبرالية، والقيم العالمية، مثل المساواة بين الجنسين والمساواة في الحقوق للأقليات. لقد جاءوا لهذه المناصب من داخل سياق ثقافاتهم ومجتمعاتهم. وفي نهاية المطاف، انتصار للديمقراطية في الشرق الأوسط، يجب أن تكون متأصل في المنطقة، وليس خارجها.كما ينبغي أن تكون تجارب الغرب مع بشار الأسد، وجمال مبارك وسيف الإسلام بمثابة حكايات تحذيرية، فالمظاهر ربما تكون خادعة.. ليس بالضرورة أن يكون شركاؤنا مثلنا فى المظهر الخارجي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق