Translate


الخميس، يوليو 21، 2011

السكران


 فواز محمد الجبر-الإمارات 

ذهبت كعادتي كل مساء إلى مقهى الحي أمضي فيه بعض الوقت وأتسامر مع بعض الأصدقاء ونتحدث ببعض التفاهات التي اعتدنا عليها. كان معظم الموجودين من الوجوه المألوفة من رواد المقهى.
فاجأنا الأستاذ حسن يومها مفاجأة لم يتوقعها أحد لقد أخذ زاوية من المقهى ثم ارتقى إحدى الطاولات وبدأ خطبته المشهورة التي لن ينساها أحد.

:" أيها الأخوة، أيها الصحاب والأصدقاء والجيران والزملاء والمعارف. كلكم تعرفونني
أنا ابن هذه المدينة ولدت فيها ونشأت فيها وتعلمت فيها وعلّمت معظمكم في مدارسها منذ ثلاثين سنة وأنا أخلص العطاء لكم ولهذا البلد. هل عرف أي منكم عني أي نقيصة أو مظلمة؟
لقد شاركت بنفسي في الحرب الأولى، وفي الحرب الثانية قدمت ولدي البكر فداء لهذا الوطن. لقد آن الأوان لأن أعرف الصاحب منكم من العدو. والوفي والمخلص ومن منكم سيقف إلى جانبي وسيدعمني. لقد قررت أن أنافس على انتخابات الرئاسة القادمة والتي ستجري خلال بضعة شهور. لقد سمع الجميع بالنهج الديمقراطي الجديد الذي ورد في الخطاب الأخير "
أخذ بعضنا ينظر إلى بعض باستغراب ودهشة. فكلنا نعرف الأستاذ حسن عاقلا كاملا واعيا. ماذا حدث له ياترى؟
شخص واحد من الحضور وقف فجأة ثم غادر المقهى. وأستمر الأستاذ حسن بكلامه عن أحلامه وآماله ومخططاته.
و ماهي إلا دقائق حتى ازدحم الشارع خارجا بالسيارات وأخذ رجال يتسارعون بدخول المقهى وهم يصرخون:" أين هو؟ أين هو؟"
وبلحظة اختطف الأستاذ حسن كأسا من الماء كانت على الطاولة وأخذ يرتشف منها وهو يغني ويرقص ويتمايل كمن لا يستطيع تثبيت نفسه وهو يقفز  ويقول:" عاش القائد عاش القائد".
عندها قال أحدهم إنه سكران لا داعي لأن نكسر سكرته.
لم يلحظ أي منهم أن مافي يده عبارة عن كأس ماء. وأن المقهى لايقدم إلا القهوة والشاي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق