Translate


الجمعة، مارس 19، 2010

ظاهرة الخروج من الجسد


في حديث شبه متصل مع مسألة الأقصى و أهميته الدينية عند المسلمين، و بتماس مع جدل كون حادثة الإسراء و المعراج إنما كانت ببدن وروح، أو بالروح دون انتقال البدن.

الذي ربط المسألة بعرض أوبرا وينفري على قناة mbc4، أنها استضافت مواطنة أمريكية تعرضت لإطلاق نار مع والدتها، و فيما قضت والدتها، نجت هي بأعجوبة، و ليتها ما نجت، فقد كان وجهها مهشما بالكلية، كالمواطن السيبيري الذي هشم احد الدببة وجهه قبل عدة سنوات، و ساعده السويسريون من خلال عمليات تجميل، و أعطوه شكلا أكثر قبولا من وجه بلا انف ولا عين، و فك مهشم.

السمراء كاترين تهشم وجهها هي الأخرى، لكن الغريب هو أنها أحست بخروجها من الجسد، و أن هنالك جسمان غريبان يتنازعانها، و صفت احدهما بالشيء الطيب و آخر شبهته بالشيطان، هذا الأمر استغرب فيه الحالة، حالة أن يحلق الجسد الأثيري بعيدا و ترى ما يحدث بالجسد، و تنظر إليه من فوق، فيما تختزن كل تلك المعلومات في الذاكرة، فكل من مر بالتجربة استطاع أن يصف كل ما حدث معه!.

في برنامج ثقافي آخر سبق أن شاهدته على إحدى القنوات، تحدث بأمر أكثر غرابة، ملخص القصة كانت في أن إحدى المريضات، و بعد تخديرها بالكامل، و تغطية عينيها، بل و تعليق أجهزتها الوظيفية، تم استئصال ورم خبيث لها من قاعدة الجمجمة، المكان يصعب التعامل معه سوى بثقب الجمجمة، و الغريب هنا أن المريضة بعد استفاقتها من البنج، استطاعت أن تصف كل ما دار معها في العملية من شكل الأدوات التي شبهتها بفرشاة الأسنان الكهربائية، و روائح مواد التعقيم، و الأحاديث الجانبية التي حصلت بين الأطباء، بل و حتى أنها تعرفت إلى أعضاء من الطاقم لم تكن قد رأتهم قبل دخولها العملية، و أبلغت الأطباء أنها كانت تحلق فوق أكتافهم و تنظر إلى ما يفعلونه برأسها، فيما كانت منزعجة من صوت آلة الحفر.

هنا ينتقل بنا الحديث إلى الماورائيات ( الباراسيكولوجي) و ظاهرة الجسد الأثيري، الذي كنّتّ عنه الأيقونات الدينية المسيحية و البوذية برسم هالة حول رؤوس العائلة المقدسة و بقية القديسين في حالة اليقظة، و في حالة الرقاد، الموت الأصغر عند المسلمين، يقول الباحثون في هذا النوع من العلم، بأن الجسد الأثيري يحلق بعيدا عن الجسد المادي، و تقطع مسافات شاسعة بلحظات، و دليلهم في كون بعضا من الأحلام تقع موضع الرؤيا، أي أن ما تتم مشاهدته أثناء النوم يكون واقعا حقيقة دونما حاجة للتأويل، ويقولون أن الانتقال يكون عبر ما يسمى بالخيط السري ( أو الخيط الفضي) الذي يخرج من السرة، و يحرصون على إيقاظ النائم باللطف، ليتسنى للجسد الأثيري العودة بروية من حيث خرجت، و في حالة إيقاظه بعنف فانه يفتح عينيه مذعورا، معللين ذلك و مشبهينه بعملية رجوع مطاطية إرتطامية للجسد الأثيري بداخل الجسد المادي.

هذه التجربة لحسن الحظ خبرتها حيث سافرت من خلالها الى مدينة الناصرة، و الصين و اليونان، و فرنسا، و كذا الولايات المتحدة و غيرها من مناطق داخل و خارج الوطن في ليلة واحدة، و اختبرتها اثناء ايقاضي لعدد من اصدقائي باللين و الشدة تارة، و قرأت ردود افعالهم مقارنا اياها بما تعلمته و جربته فوجدتا حقيقة، فيما علمت ان مكتشف حلقة البنزين قد رآها في منامة، و أن عدة حالات من التعلم و التعليم تتم اثناء النوم فيما يضيق بتعقلة الكثير منا.

لكن السؤال المطروح هنا هو: أين تكمن الذاكرة، و هل هي مرتبطة بالجسد الأثيري، أم بجزء عضوي من الجسد!
و إذا كان العلماء قدروا الزمن الذي يستغرقه الإنسان أثناء الحلم بدقائق، فيما تأخذ من صاحب الرؤيا وقتا أطول لرواية ما شاهده، فما هو الزمن و ما مقدار دقة تعريفنا له!
إذا كان الإنسان في هذه التجربة الثابتة علميا، يستطيع أن يتنقل بين مدينة و أخرى بسرعة خارقة، فهل من تعريف آخر للسرعة و المادة!
و إذا كان البعض من رجال الأعمال قد تغيرت حياتهم رأسا على عقب، بعد خوضهم التجربة و التقائهم بشخصيات معينة وجهت لهم اللوم على ما سبق و فعلوه في حياتهم المادية، فهل نعي المطلوب منا!

من المأثورات عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه أن : الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا، و الكثير من الأحاديث النبوية التي تفسر آيات قبض الأنفس في حالة الموت و أن النوم هو جزء من الموت، فهل نستيقظ قبل الفوت.
* محمد ملكاوي
باحث أردني مستقل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق