Translate


الخميس، نوفمبر 05، 2009

في يوم العمال .. من هم العمال السعوديين


 بينما كنت أشاهد في التلفزيون لقطات عن يوم العمال الأول من مايو وأحداثه من مختلف أنحاء العالم سألني سائل: هل لدينا عمال ؟ .. هل يوجد عمال سعوديين ..؟ أم أننا شعب من المديرين والوجهاء والأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والمجاهدين فقط ..؟

على السطح وفي النظرة السريعة .. مع وجود سبعة ملايين عامل أجنبي يقومون بكل الأعمال العضلية والفنية والتشغيلية للمجتمع والدولة ، يبدو انه لا يوجد لدينا طبقة عمال بالمعنى الكلاسيكي للعامل أي الذي يبيع جهده العضلي ويعيش من هذا البيع في سوق العمل. أما إذا كان معيار تعريف العامل هو مقدار الدخل المالي المتحقق للعامل .. فلدينا طبقة عامله كبيره تتكون أساسا من موظفي القطاعين العام والخاص .. وهم في غالبيتهم بيروقراطيين يعملون من مكاتب إما موظفين أو معلمين وكذلك طبقه عامله من الجنود والحراس والسائقين والباعة. والقليل جدا من العمال المهرة وحشد من العاطلين وكل هؤلاء عمال .. لماذا إذا سألني السائل ؟
السبب هو التراث القبلي الطويل مع انعدام الوعي الطبقي في المجتمع وهو ما جعل الطبقة العمالية السعودية لا تعترف حتى بوجودها نفسه إضافة إلى المناخ العام والسمعة السيئة لكل ما يمت للنشاط العمالي بصلة والشك فيه وفي وارتباطاته السياسية وربطه بقضية الإلحاد والعصيان .. رغم انه تم مؤخرا إنشاء لجان عمالية سعوديه في الشركات والمصانع والمعامل تتكون مجالسها من العمال أنفسهم ألا أن الوعي الحقوقي لا يجد له مكانا في ظل الخطابات الدينية والقبلية. تاريخيا كانت هناك بدايات حركة عماليه لم تتجذر ولم تجد المناخ الملائم من رجال الدين ومن المثقفين وربما لأجواء الحرب الباردة عالميا وإقليميا دورا في النظرة المشبوهة لكل ما يمت بصله إلى عمالية القضايا .. ثم انهمك الكل في المشاريع الخاصة أو التعبد والحديث بالغزو والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق